خليل جليل ربما تصور البعض ان عبور منتخبنا الاولمبي لنظيره الإيراني ودحره في عقر داره في ملعب آزادي في طهران وفوزه اللافت والثمين كان هو ثمن بطاقة التأهل إلى دور المجموعات في التصفيات الآسيوية المؤدية إلى اولمبياد لندن 2012 ، وهو الفوز الذي تأهل به منتخبنا إلى الدور اللاحق ، في الوقت الذي كان فيه هذا الفوز اللافت عنوانا للثأر المنتظر الذي كنا نترقبه وننتظره من لاعبي منتخبنا الاولمبي ليسددوا فاتورة ملعب فرانسوا حريري في أربيل عندما تعثر فيه لاعبونا في لقاء الذهاب.
صحيح ان منتخبنا الاولمبي كان يواجه أكثر من تحدٍ في رحلته الشاقة في تصفيات الدور الثاني في ما تعلق بفترة الأعداد الفقير وقلة المباريات التجريبية والظروف الأخرى التي رافقت مشاكل الاتحاد العراقي لكرة القدم من جهة وخسارته المفاجئة في أربيل من جهة أخرى ، لكن هذا المنتخب اثبت نفسه وقدرته على تخطي هذه الحواجز واثبت ان كرتنا العراقية ما تزال تحتفظ بمواهب وإمكانات لها القدرة على رسم ملامح منتخباتنا الكروية. لقد اثبت منتخبنا الاولمبي الذي انتزع فوزا مستحقا وبطاقة تأهل إلى الدور الثالث أكثر من مستحقة بعد ان قدم واحدة من أكثر المباريات التي ستبقى عالقة في الأذهان وخصوصاً في أذهان أنصار الكرة الإيرانية الذين ما زالوا يعيشون تحت وطأة الفوز الغالي والتاريخي لمنتخبنا الشبابي الذي دحر المنتخب الإيراني في عقر داره ليعود منتخبنا الاولمبي ويعيد كتابة التاريخ وهو يسقط الاولمبي الإيراني ويمرغه أمام أنظار أنصاره ومشجعيه الذين اكتظت بهم مدرجات آزادي برغم الأمطار المتساقطة ليكونوا شاهدين عصرياً وتاريخياً على مكانة الكرة العراقية وعلو كعبها .وإذا ما توهم الإيرانيون ان خسارة منتخبنا الوطني في نهائيات آسيا أمام منتخبهم بفضل ما ارتكبه الجهاز الفني من أخطاء فادحة آنذاك في ذلك اللقاء الذي دفعنا فيه ثمن التخلي عن اللقب القاري، وتوهموا بأن هذا الماضي القريب سيكون شاهدا جديدا على التفوق الإيراني ، فان مباراة آزادي سترغم ، بل أرغمت كل مشجعيه لإلغاء كل التصورات والتوقعات التي وضعت إزاء مهمة منتخبنا وموقعته الكبيرة قبل ان يصل طهران عندما كان الجميع ينتظر السيناريو الذي ينهي مشوار الاولمبي العراقي.مرة أخرى تثبت منتخباتنا الوطنية بأنها تواجه عادة كل المخاطر وتخوض غمار التحديات الكبيرة وإنها تمتلك فعلا ما يؤهلها للمنافسة والتحدي واثبات الذات، والعرض الكروي الرائع الذي توج به منتخبنا رحلته السريعة إلى طهران بانتصاره سيبقى شاهداً على هذه الموقعة الثأرية التي تمكن فيها الاولمبي من الثأر لتعثر مواجهة الذهاب في أربيل خصوصا انه خاض هذه المواجهة بقدر محدود من الأمل والتطلع إلى بقية المشوار وخاضها في ظل ظروف صعبة تخلى فيها الكل عنه وانصرف إلى قضية الانتخابات فراح هذا المنتخب ومدربه وبقية جهازه الفني يلملم أوراقه على عجل، وصدق مدربه ناظم شاكر فعلا عندما قال عشية لقاء آزادي سنستفيد من أخطاء الذهاب في أربيل ولدينا القدرة لنعود وطالما نخوض مباراة الإياب بخيار واحد ليس سواه عنوانه الفوز لكي نبقى لنتمكن من تعديل المسار حسب شاكر الذي لم يتحدث هذا الرجل الواثق من لاعبيه ومن نفسه ، بلغة الثأر ، بل ذهب بعيداً حين قال: في كرة القدم كل شيء وارد ومتوقع ، لكن أحداث لقاء آزادي الذي فتح الطريق أمام الاولمبي في مشوار التصفيات المؤدية إلى نهائيات مسابقة كرة القدم في اولمبياد لندن 2012 حملت أكثر من عنوان ، فإذا كان عنوانها البليغ هو انتصار مستحق ومنسجم مع قدرات لاعبي الاولمبي فإنها حملت عنواناً آخر اسمه الثأر.
في اعترافات روائي شاب..إيكو يقدم وصفته السحرية لأفضل رواية
نشر في: 24 يونيو, 2011: 06:07 م