سامي عبد الحميد لا ادري ماا لذي دعا المخرج الراحل(جعفر علي) لان يعهد لي بتمثيل دور رئيس في فيلمه المقتبس عن رواية غائب طعمه فرمان (خمسة أصوات) حيث لم تكن علاقتي وثيقة بالراحل آنذاك عندما قررت(شركة الأفلام الوطنية إنتاج الفيلم أوائل سنة 1975 ولكن ربما اعتقد بأنني انسب ممثل لتمثيل ذلك الدور أو لان الصديق يوسف العاني وكان له في الفيلم دور رئيس أيضاً هو الذي حث المخرج على إشراكي في الفيلم. ولا ادري أيضاً لماذا اختصر (جعفر علي)
شخصيات الرواية (الخمس) وجعلها(ثلاثة) مثلناها أنا ويوسف العاني وطعمة التميمي.ربما أراد تقليل كلفة انتاج الفيلم أو ربما لم يجد في الشخصيتين الأخريين فعلاً درامياً مثيراً.كنا نصور مشاهد الفيلم في احد البيوت القديمة في محلة من محلات بغداد الشعبية وهي البيئة المناسبة لحياة الشخصيات المثقفة ومن الطبقة الاجتماعية الوسطى. وكانت الأمور تسير بشكل سلس وكنا ننجز تصوير مشاهد عديدة في اليوم الواحد حيث كان مدير التصوير(نهاد علي) حاذقا في توظيف الكاميرا و التقاط الصور مع إن ما بيده من أجهزة وأدوات بسيطة جداً ورخيصة جداً ومثالها تلك (البروجكتورات) التي صنعها بيديه . وكنت أتحمس لسهولة العمل وسرعته ولم أتوقع  ان تكون النتائج ضعيفة ويبدو لي أن استسهال العملية الإخراجية من قبل الراحل جعفر علي وحرفية المصور نهاد علي كان لها دور كبير في تسهيل العملية والتي لم تكن نتائجها الفنية مرضية لنا حيث كنا نتمنى ان يظهر الفيلم بمستوى روعة رواية غائب طعمة فرمان وتداخل أحداثها وتنوع شخصياتها واختلاف صراعاتها وعمق معالجاتها مع هذا فقد نال الفيلم عند عرضه نجاحاً وإقبالاً جماهيرياً واسعاً.عندما تولى الأستاذ الراحل (حقي الشبلي) إدارة مصلحة السينما والمسرح وضع خطة لإنتاج عدد من الأفلام السينمائية تتولى تنفيذها دائرته. وكان أول إنتاج على وفق تلك الخطة فيلم (الجابي) الذي أخرجه (جعفر علي) ومثل الدور الأول فيه (اسعد عبد الرزاق) وتناول قصة رحلة محصل التذاكر في حافلة نقل الركاب من الصباح حتى المساء وتعقيدات تلك الرحلة ومشاكل (الجابي) مع الركاب كان ذلك عام 1969 وبعد ذلك أنتجت المؤسسة فيلم (شايف خير) لمحمد شكري جميل أواخر عام 1969،وفي عام 1970 ، أنتجت فيلم (جسر الأحرار) إخراج ضياء البياتي وفي عام 1972 ، استبدل عنوان المصلحة بعنوان آخر هو المؤسسة العامة للسينما والمسرح) وأنتجت فيلم(الرأس) من إخراج فيصل الياسري عام 1976 ، ثم(بيوت في ذلك الزقاق) للمخرج قاسم حول عام 1977 و( النهر) للمخرج فيصل الياسري عام 1977 وفي العام نفسه أنتجت (التجربة) من إخراج فؤاد التهامي وفي عام 1978 ، أنتج (يوم آخر) من إخراج صاحب حداد.في عام 1979 ، أنتجت المؤسسة فيلم (الأسوار) اعد السيناريو عن رواية لعبد الرحمن الربيعي وأخرجه محمد شكري جميل وقد عهد إلى المخرج دور البطولة في الفيلم وكان التصوير يجري في مواقع عديدة في (السوق والأزقة والبيوت والمواقف) وكنت بيومها امثل دوراً رئيساً في مسرحية فيصل الياسري (رحلة في الصحون الطائرة) مع صديقي الراحل (قاسم محمد) وكنت اذهب صباحاً إلى بعقوبة لتصوير مشاهد الفيلم وأعود مساءً إلى بغداد لأشارك في عرض المسرحية وبعد ان ينتهي العرض كانت هناك سيارة تنتظرني لتنقلني مرة أخرى إلى بعقوبة وهكذا.وهنا وفي هذا الفيلم (الأسوار) لابد لي من وقفة لأذكر حادثة خطيرة مرت بي أثناء تصوير الفيلم في مشهد أتعرض فيه إلى الذبح من قبل رجال الأمن وأنا جالس في كرسي الحلاقة الدوار أراد المخرج (محمد شكري جميل ان يصوره) والكرسي يدور فيّ  وبعد ان انتهى التصوير حاولت ان اترك الكرسي شعرت وكأنني أتهاوى باتجاه المرآة أمامي ثم إلى الخلف والى الجانبين وكنت اصرخ بالعاملين ان يمسكوا بالكرسي معتقدا انه ما زال يدور في حين ان حركته الدائرية قد توقفت وبعد دقائق أحسست بقليل من الراحة وتوقف الدوران أخذوني الى مستشفى بعقوبة وهناك شرحت لي إحدى الطبيبات سبب تلك الحالة وهي الاختلال في ماء الاذن وعندما عدت من المستشفى طلب المخرج ان يعيد تصوير المشهد وفي البداية رفضت بإصرار ولكنه أقنعني بان مثل تلك الحالة لن تتكرر ولكنها تكررت وبشكل اعنف.