الموصل/ نوزت شمدين قلق وترقب، وعدم رغبة في الرجوع إلى خط بداية الفوضى، هذا هو الجو العام في الموصل، بعد ورود معلومات أمنية تناولتها وسائل إعلام، رشحت ارتفاع درجة حرارة الوضع الأمني فيها خلال الايام المقبلة.رئيس لجنة الأمن والدفاع في مجلس المحافظة، عبد الرحيم الشمري،
أكد تأثر نينوى أمنياً من تأخر تعيين الوزراء الأمنيين، كما أن الاضطراب السياسي الحاصل في بغداد بين الكتل الرئيسة ينعكس بشكل أو آخر على الوضع في نينوى، وبرر عبد الرحيم التحوطات الأمنية في محيط مبنى مجلس المحافظة من قبل شرطة نينوى، على انها إجراءات احترازية، لمنع استهدافها، وتكرار ما حدث في مجلسي المحافظة في تكريت والديوانية، وقلل من تأثير ذلك على الحياة اليومية للمواطنين.المواطنون أيضا يقرون بأن الإجراءات الجديدة لن تؤثر على حياتهم اليومية، لان الطرق التي أشار إليها عضو المجلس مغلقة أمام السير المروري المدني منذ نحو خمسة أعوام.، وأشار مواطنون التقتهم (المدى) في شارع الدواسة الذي ينتهي ببنايتي المجلس والمحافظة، الى ان الجدران العالية، وغلق الطرق امام المركبات وحتى الدراجات، لم تعد اجراءات كافية، وعليهم الان ان يمنعوا حركة المشاة.احدهم وهو في عقده الخامس يعمل في السوق العصري القريب من المحافظة، أكد اعتياده على الاجراءات الأمنية الخاطفة، وانه مع غيره من مواطني نينوى، يتكيفون سريعاً مع غلق الطرق المؤدية إلى منازلهم او مقرات عملهم، ولا يرتاحون كثيرا لفتح أي طريق لانهم يدركون تماما انه سيغلق مباشرة بعد فتحه، أو بعد حين لحدوث أي خرق امني.المواطن ذَكر الحكومة المحلية بتظاهرة جرت قبل أشهر، بالقرب من مبنى المحافظة، وبرغم تواجد المئات من رجال الشرطة، إلا ان البناية اخترقت، وتعرضت للنهب والسلب والحرق، والعالم كله شاهد تفاصيل ذلك، حتى ان رئيس مجلس النواب العراقي نفسه كان متواجدا في المبنى، وتساءل هذا المواطن ، ألا تخشى الحكومة المحلية تكرار ذلك السيناريو، مع هذا التقاطع الكبير الذي يصل أحياناً إلى حد المجابهة مع الأجهزة الأمنية في المحافظة؟الموصل خلال الأشهر الخمسة الأولى من هذا العام، ذاقت طعم معرض دولي اقتصادي، وأزيحت ستائر العرض فيها عن عدد من المسرحيات، وافتتحت معارض للكتب، وأقيم مهرجان زهور، واستعادت الأسواق عافيتها، وافتتحت مشاريع، وأعلنت الأمانة العامة لمجلس الوزراء عن وقوف نينوى في المرتبة الأولى في مدة الـ100 يوم التقييمية.كل هذا، رفع سقف التفاؤل بإمكانية ذهاب نينوى بعيداً، لولا ثلاثة تفجيرات هزت المدينة يومي السبت والأحد 11-12 حزيران الحالي، وتسببتا بمقتل أربعة أشخاص وجرح 85 آخرين، أحد هذه التفجيرات كانت سيارة مركونة داخل جامعة الموصل شديدة التحصين، والآخران لسيارتين مفخختين في منطقة الدواسة خارج، وهي من اكثر مناطق الموصل تشديداً أمنياً، لقربها من بنايات الحكومة المحلية وقيادة الشرطة والمحاكم.قيادة عمليات نينوى بدأت بإجراءات احترازية، بدا واضحاً أنها تتعقب من خلالها السيارات المفخخة، أو الأماكن المفترضة لتواجدها، وأكد مصدر في بلدية الموصل لـ (المدى)، أنها تلقت توجيهات من عمليات نينوى باستدعاء أصحاب ساحات وقوف السيارات الأهلية، واستبيان عائدية الأرض منهم، واخذ تعهد خطي منهم بتوفير مستلزمات الأمان والسلامة في الساحة، بتسييجها والإبقاء على باب نظامي فيها، وتوفير مستلزمات فحص المركبات، وان لا تقل هذه المستلزمات عن مرآة أرضية فاحصة، وتوفير وصولات خاصة بالتسعيرة، مختومة بختم مديرية بلدية الموصل، والإبقاء على حراس ليليين في الساحة.يضاف هذا إلى الإجراءات المتخذة منذ نحو ثلاثة أعوام، في غلق جميع الشوارع الداخلة الى الاحياء السكنية والمناطق التجارية والإبقاء على منفذ واحد للدخول والخروج، مع نشر نقاط تفتيش ثابتة في جميع الشوارع الرئيسة للمدينة.المواطنون في الموصل، يستغربون مع كل هذه الإجراءات أن ترشح مدينتهم لهجمات دموية متوقعة، بدلاً من إعلانها مدينة آمنة، وماضية في البناء والإعمار.
تأخير تعيين الوزراء الأمنيين يثير قلقاً فـي الموصل
نشر في: 24 يونيو, 2011: 06:26 م