عن:لوس أنجلس تايمز جاءت الوكالة الأميركية للتطوير العالمي بالسيد ستيفن ايفرهارت الى العراق للمساعدة في تأهيل كلية الإدارة والاقتصاد في جامعة بغداد كي تكون شهادتها معتمدة. انفجرت عبوة يوم الخميس خارج بوابة الجامعة أدت إلى مقتل ايفرهارت. هذا الهجوم سلط الضوء
على الموقف الخطير الذي يمر به المتعاقدون مع الحكومة الأميركية وسفارتها بينما يستعد الجيش الأميركي لمغادرة البلاد. المجاميع المسلحة تنوي ضرب الدبلوماسيين والجنود والمتعاقدين الاميركان التي تستخدمهم السفارة. ولم يعد واضحا إلى اي مدى سيتمكن رئيس الوزراء نوري المالكي وقواته الأمنية من السيطرة على هذه المجاميع.كذلك فان المتعاقدين المدنيين، العاملين في المشاريع، يعانون ضغوط كبيرة تمارسها معهم قوات الشرطة والجيش العراقي.ففي الشهر الماضي، كانت هناك أربع غارات على الأقل من قبل الجيش والشرطة على مجمعات المتعاقدين مع برنامج المساعدات الأميركية (يوسيد) في المنطقة الخضراء في بغداد. كما تم اعتقال نائب رئيس البرنامج لمدة أسبوع من قبل القوات الأمنية العراقية وإطلاق سراحه في ما بعد.هذه المعاملة القاسية جاءت نتيجة ثماني سنوات من الحصانة التي كان يتمتع بها الاميركان الذين لم يكونوا يخضعون للقوانين العراقية، وأصبح المسؤولون العراقيون يستاءون من المدنيين والمتعاقدين الأمنيين الذين كانوا في منأى عن المساءلة، خاصة في ما يتعلق بحادث إطلاق النار على 17 مدنيا عراقيا في ساحة النسور ببغداد عام 2007. إلا إن قتل احد المتعاقدين مع البرنامج والغارات الأخرى تشير إلى وعورة الطريق القادم، حيث إن السفارة الأميركية تنظر في فرز علاقتها الجديدة مع العراقيين.جلسات الاستماع الأخيرة في الكونغرس أثارت الشكوك حول ما إذا كانت وزارة الخارجية الأميركية قادرة على حماية دبلوماسييها ومتعاقديها المدنيين أم لا. وقد أوضح المسؤولون الاميركان بأنهم يريدون من الحكومة العراقية أن تمدد بقاء القوات الأميركية بعد عام 2011، لكن حتى إذا ما وافقت الحكومة العراقية على ذلك فإن عمل القوات الأميركية سيكون محددا مع القوات الأمنية العراقية. يقول كينيث كاتزمان، خبير الميدل ايست في خدمات بحوث الكونغرس "الكل يتوقع أن يكون هناك تراجع وصعوبة في حماية الأفراد والمرافق الأميركية عند انسحاب القوات الأميركية". المالكي يعتمد على الدعم السياسي للتيار الصدري المناوئ للاميركان – يحتل 40 مقعدا في البرلمان – للبقاء في السلطة، وان كتائب اليوم الموعود تقوم بهجمات منتظمة ضد الاميركان. وان هذه الهجمات تحتل الموضوع الأكثر أهمية في اجتماعات السفارة الأميركية مع المالكي. إلا إن السؤال الحالي هو ما إذا كان المالكي يستطيع مواجهة شركائه في الائتلاف الحاكم بشأن نشاطاتهم في الشارع.في الأسبوع الماضي اقر المالكي بوجود ميليشيا واحدة على الأقل في وزارة الداخلية خلال اجتماع الحكومة الذي نقل من شاشة التلفاز. تم تحذير فريق البروفيسور ايفرهارت من المخاطر التي تحيط بالمنطقة المحيطة بالجامعة. كما إن فريق حماية متعاقدي البرنامج تلقوا تحذيرات بوجود نشاط خارج الحرم الجامعي وقررت الحماية ضرورة مغادرة الاميركان إلا إن هذا القرار كان متأخراً.وأثناء مغادرة الفريق قام احد المهاجمين المختبئين بتفجير العبوة عند مرور ايفرهارت،ما أدى إلى مقتله. هذا الوضع غير المستقر ترك المتعاقدين مع الحكومة الأميركية بين نارين، فبالإضافة الى استهدافهم من قبل المجاميع المسلحة فإنهم يواجهون غارات الشرطة و الجيش العراقي في مجمعاتهم في المنطقة الخضراء. في 14 حزيران تم الطلب من شركة آر تي آي أن تحصل على عقد إيجار وإلا سيتم طردها خلال يومين، فقررت الشركة الانتقال، إلا إن 30 سيارة مدرعة تمت مصادرتها لأنها غير مسجلة بشكل أصولي. كذلك فإن وحدات الجيش والشرطة أخذت معلومات عن الأفراد العراقيين العاملين في الشركة. بالإضافة إلى ذلك تم تفتيش شركة آيكوم واعتقال موظف مدني كبير فيها لمدة أسبوع.وأطلق سراح نائب رئيس البرنامج، جمال أبو خديجة، بعد اعتقاله بسبب العثور على زي عسكري في غرفته. كما شنت القوات الأمنية العراقية غارتين على مجمعين في المنطقة الخضراء تخص متعاقدي البرنامج.قال وكيل وزارة الداخلية السابق عدنان الاسدي: إن القوات الأمنية كانت تمنع المتعاقدين الأمنيين الاميركان من العمل خارج إطار القانون والذين بحوزتهم ممتلكات بشكل غير قانوني.كل ذلك دفع السفارة الأميركية للإبلاغ عن التوترات الحالية. يقول ديفيد رانز، الناطق باسم السفارة الأميركية "إن البرنامج يضمن بأن كافة المتعاقدين معه ملتزمون بالقوانين والقواعد العراقية، وإننا ندرك أن الانتقال سيكون وعراً أحيانا لأن الحكومة العراقية تقوم بتنظيم الوجود الأميركي الدبلوماسي والتطويري الذي سيديره مدنيون". ترجمة المدى
المتعاقدون الأميركيون يدفعون واشنطن إلى فرز العلاقة مع العراق
نشر في: 24 يونيو, 2011: 08:36 م