بغداد/ داود العلي انتهت تظاهرة أمس الجمعة في ساحة التحرير دون حوادث تذكر، لكن مصادر مقربة من قيادات حركة الاحتجاج أكدت أن الحكومة العراقية بدأت باتخاذ سياسة تفريق الجماعات الناشطة وترك أسلوب الاعتقال مؤقتا. وكانت بوادر انشقاق واضحة في صفوف الجماعات الداعية للتظاهر والاحتجاج بدأت منذ ليلة الأربعاء الماضي حين أعلن تجمع يطلق على نفسه "هيئة تنسيق الحراك الشعبي"
طرد أربع مجاميع كانت منضوية تحته وثلاثة أعضاء، ووصفهم "بالخونة" على خلفية لقاء تم بين هؤلاء وممثلين عن الحكومة وُصفت نتائجه بالايجابية.وشهدت ساحة التحرير أمس تظاهرتين، طالبت الأولى بتحسين الخدمات والإفراج عن المعتقلين، والثانية شددت على ضرورة الإسراع بتنفيذ حكم الإعدام بحق المدانين في حادثة عرس الدجيل.وقالت المصادر المقربة للمدى إن عناصر أمن بزي مدني انتشرت في ساحة التحرير أمس الجمعة دون أن تقوم بأنشطتها المعتادة في كل جمعة حين تقوم بالاعتداء أو خطف ناشطين على عجلات حكومية، بل اكتفوا بالمراقبة.ونقلت المصادر عن قيادات شابة في جماعات الاحتجاج أن وسطاء حكوميين يحاولون منذ أيام التنسيق مع بعض النشطاء لترتيب لقاءات مع مستشارين للمالكي، من بينهم ضياء الدين الشكرجي، الى جانب الناطق باسم عمليات بغداد.وحصلت المدى على شريط فيديو يتحدث فيه احد رجال الدين الذي حضر اللقاء أن المسؤولين الحكوميين دعوهم الى وقف الاحتجاج وتقديم طلباتهم الى الحكومة لغرض تلبيتها.وكان المتحدث الرسمي باسم قيادة عمليات بغداد اللواء قاسم عطا قال إن الاجتماع الذي جمع بين ممثل عن مجلس الوزراء ومنظمي التظاهرات في بغداد كان ايجابيا واستمر لأكثر من خمس ساعات، كما تم الاتفاق على عقد اجتماعات أخرى لبحث مطالب المتظاهرين، خلال اليومين المقبلين.وتقول الحكومة إن لجنة تنسيقية شكلت على اثر الاجتماع لانتخاب ممثلين عن المتظاهرين للتواصل مع الحكومة وعمليات بغداد وتقديم المطالب المراد تقديمها".وردا على الاجتماع أكدت هيئة تنسيق الحراك الشعبي أنها لم ترسل أي مندوب يتكلم نيابة عنها ليشكل لجانا مع الحكومة، ونحن نطالب برحيلها وان من ادعى ذلك هو كاذب".الى ذلك قال ناشط عراقي رفض الكشف عن اسمه إن الحكومة العراقية بدأت بتنفيذ سياسة جديدة مع الاحتجاجات، وعمدت الى تخفيف إجراءاتها القمعية.وأوضح الناشط في مقابلة أجراها مراسل المدى في ساحة التحرير أمس الجمعة أن شخصيات إعلامية ومقربين من الحكومة يقومون حاليا بالتفاوض مع ناشطين شباب لغرض إجراء مقابلات مع مسؤولين كبار في الحكومة.وقال إن الغرض من اللقاءات، محاولة إغراء تلك الجماعات بطرق مختلفة، لغرض شق صفوف المحتجين، وتابع:"تلك الاجتماعات تهدف الى اختزال مطالب الإصلاح بمطالب شخصية، لكن هذه الأحداث ستفرز في النهاية القوة المدنية التي تفكر بالإصلاح".
الحكومة تضرب جماعات التحرير باجتماعات ترضية
نشر في: 24 يونيو, 2011: 09:33 م