اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تقارير المدى > عقدة الانسحاب: واشنطن في نزهة.. وساسة بغداد متفقون سراً.. مختلفون علنا

عقدة الانسحاب: واشنطن في نزهة.. وساسة بغداد متفقون سراً.. مختلفون علنا

نشر في: 25 يونيو, 2011: 07:10 م

بغداد/ المدىعندما كانت الدول العربية الراديكالية، هكذا كانت تطلق عليها الصحافة الغربية، لرفضها السلام مع إسرائيل، تتسلح حتى أسنانها بالسلاح السوفيتي لمواجهة التحديات الإسرائيلية، كانت حكوماتها تفتح الأبواب على مصاريعها لمحاربة الفكر الشيوعي،
 وهي العقيدة السائدة في الحياة السياسية السوفيتية الرسمية والشعبية، بل ان تلك الحكومات شنّت حملات شرسة ضد الأحزاب الشيوعية في نفس الوقت الذي كان السلاح السوفيتي يتدفق على تلك البلدان، ويتدرب ضباطها في الأكاديميات العسكرية عند السوفيت لغرض مواجهة ما كانوا يسمونه العدو المصيري للشعوب العربية، ولعبت صواريخ سام 7 المضادة للطائرات  دوراً رئيسياً في تحييد سلاح الجو الإسرائيلي، وكان السلاح المفاجأة صناعة سوفيتية تم استخدامها للمرة الأولى في حرب أكتوبر عام 1973، والتي سببت حرجاً شديداً لواشنطن التي كانت طائراتها المتطورة تتهاوى كالعصافير على ارض سيناء في مصر.وكان الشارع العراقي على سبيل المثال، يصف السوفييت بـ السمك "مأكول ومذموم" بسبب فوائده ورائحته الكريهة! الآن لدينا مشكلة بقاء القوات الأميركية من عدمها. وهي القوات التي أطاحت بنظام الدكتاتورية الذي حكم العراق ثلاثة عقود ونصف العقد، وقدمت اكثر من خمسة آلاف قتيل في مواجهة الإرهاب وآلاف المعوقين، كما ان هذه القوات ساعدت السياسيين العراقيين على تسنم السلطة وقيادة البلاد وما زالت مؤسسات وأكاديميات أميركية تدرب ضباطا عراقيين على مختلف أنواع الأسلحة الأميركية. ورغم الاختلاف في وجهات النظر في ما يتعلق بالدور الأمريكي والطريقة التي أطيح فيها بنظام البعث في نيسان من 2003، الا ان العلاقة بين الحكومة العراقية والحكومة الأمريكية قد تم تنظيمها باتفاقية أمنية حددت نهاية عام 2011 موعداً لخروج آخر جندي أمريكي من العراق.واذا اعتبرنا منطقيا ان واشنطن راغبة في بقاء بعض قواتها ضمن اتفاقية جديدة، فان هذه الرغبة قد تكون عراقية أيضاً عند بعض أطراف العملية السياسية عراقياً، واذا استثنينا التيار الصدري، فلا وجود لجهة سياسية تطالب وتصرّ على انسحاب القوات الأميركية كاملة، بل بالعكس، فإن بعض الجهات تدعو علناً لبقائها. ويتفاوت موقف بعض الأطراف بين السكوت أو إبداء شيء من الممانعة أو انتظار موقف الحكومة الرسمي، لاسيما وأن خطوة إبرام اتفاقية جديدة تتطلب مناقشتها في مجلس النواب لإقرارها فيما إذا اتخذت الحكومة قراراً بشأنها.السفير الأميركي السابق في العراق رايان كروكر "2007-2009" يعتقد أن على الولايات المتحدة ان تكون أكثر صبراً في ما يتعلق بانسحابها النهائي، وان خطواتها المقبلة ينبغي ان تكون بالتنسيق مع الحكومة العراقية، لكن إذا طلب العراقيون إعادة تقويم الوضع بشكل مشترك لما بعد عام 2011، فسيكون من مصلحة الإدارة الأميركية استراتيجياً أن تردّ على الطلب بالإيجاب.rnتقييمات حذرةكتب المحللان الستراتيجيان الأميركيان "غريغ جافيه ويوتشي دريازن" في صحيفة "وول ستريت جورنال": قبل أشهر من دخول القوات الأميركية العراق لإسقاط نظام صدام أعدت مؤسسة راند كورب الفكرية التي تمولها الحكومة الأمريكية دراسة موسعة عن مهمات قوات حفظ السلام الأميركية خلال الخمسين سنة الماضية، وقد نوقشت الدراسة في صورة موسعة داخل وزارة الدفاع الأمريكية - البنتاغون.ومن بين الاستنتاجات التي تم التوصل اليها استنتاج مفاده انه كلما كانت قوة الاحتلال اكبر قلت الخسائر في صفوفها.وكتب جيمس دوبنز الذي اعد الدراسة وخدم كمبعوث أميركي خاص في الصومال وكوسوفو والبوسنة "ان معظم عمليات ما بعد النزاع والتي كانت تشرف عليها قوات كبيرة لم تتكبد اي خسائر على الإطلاق"، وقالت الدراسة انه اذا كانت الولايات المتحدة تحتاج الى نسبة من قوات حفظ سلام لتحويلها الى قوات مدنية في العراق مشابهة لتلك التي كانت في كوسوفو فإنها ستحتاج الى 512 الف جندي، ولتقديم تغطية قوات على مستوى البوسنة فان الولايات المتحدة ستحتاج الى 460 الف جندي بداية كما استنتجت الدراسة.وقد وافق العديد من القادة العسكريين في البنتاغون تقييم التقرير".وزير الدفاع الأمريكي الأسبق دونالد رامسفيلد وكبار مساعديه قللوا من شأن هذه التقييمات على اعتبار انها حذرة بصورة كبيرة ووصفوا البلقان بأنها نموذج سيئ لما يحتاجه العراق، وفي كلمة له في نيويورك قبل شهر واحد فقط من حرب العراق قال رامسفيلد ان تواجد قوات حفظ سلام ضخمة في البلقان قد تسبب في تأخير تطوير المجتمع المدني والحكومة والاقتصاد المحلي هناك.عندما حاولت الولايات المتحدة خفض تواجدها في منطقة ما كانت تدب حالة من الفوضى في تلك المنطقة، وفي كانون الثاني - يناير من عام 2004 استبدلت الولايات المتحدة الفرقة 101 المحمولة جوا التي سيطرت بكفاءة على المناطق الشمالية العراقية منذ بداية الحرب بقوة اصغر كثيرا منها، وكانت مدينة الموصل التي تعد ثالث اكبر مدينة عراقية منطقة هادئة نسبيا حيث كانت تجري مشروعات إعادة الاعمار بسرعة، لكن بين عشية وضحاها بدأت المدينة في التفكك وانهارت قوات الشرطة فيها.السياسيون العراق

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق عراقيون

مقالات ذات صلة

بعد هدوء نسبي.. الصواريخ تطال قاعدة عين الأسد في العراق دون إصابات

بعد هدوء نسبي.. الصواريخ تطال قاعدة عين الأسد في العراق دون إصابات

متابعة/ المدىقالت مصادر أميركية وعراقية إن عدة صواريخ أٌطلقت -الليلة الماضية- على قاعدة عين الأسد الجوية التي تتمركز بها قوات تابعة للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، دون أنباء عن سقوط ضحايا أو وقوع...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram