TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > إلى قيادات القائمة العراقية

إلى قيادات القائمة العراقية

نشر في: 22 ديسمبر, 2012: 08:00 م

ما الذي يحدث في العراق؟ لماذا كل هذه الحساسيَّة المفرطة من عملية اعتقال حمايات وزير المالية؟ لماذا عومل الموضوع وكأنه استهداف للسنة؟ أنا مواطن وأريد أن أفهم ما الذي يجري في بلدي؟ إذا كنتم تعتقدون ـ والكلام موجه لساسة القائمة العراقية ـ أن القضاء مرتهن للسلطة التنفيذية وهو لعبة بيد المالكي، فلماذا سكتم، وتسكتون، كل هذا الوقت؟ ألستم جزءاً رئيسياً من السلطات الثلاث، فما الذي يحول بينكم وبين انقاذ القضاء من براثن الحكومة؟ هل فعلاً أنتم عاجزون لهذه الدرجة؟

قولوا لنا؛ هل أن طارق الهاشمي بريء أم لا؟ كونوا صادقين مع جماهيركم، ومع أنفسكم، أخبرونا هل أن ملف البنك المركزي ملف قضائي أم سياسي؟ أنا فعلاً أريد أن أعرف، فقد اختلطت عليَّ الأوراق بسببكم أنتم، وليس بسبب المالكي. إذ من المفهوم، بالنسبة لي، أن يقوم رجل ما، بمحاولة الانفراد بالسلطة، ويقاتل بكل قوته من أجل أن يستبد بالقرار. لكن ما لا افهمه هو عجز غرمائه عن مواجهته بقوة! فهل أنتم عاجزون أم متورطون؟ اعذروني على هذه الصراحة ولكن البلد أصبح على حافة هاوية بلا قرار، ولم يعد هنالك من مجال للمجاملات. قولوا لنا إن كان الهاشمي مدان أم لا؟ لا يحل لكم أن تتركوا الموضوع سائب هكذا، فنحن نتحدث عن نائب رئيس دولة متهم بجرائم إرهاب كبرى، ومن صميم مسؤوليتكم أمام الناس أن تكشفوا تورطه إن كان متورطاً، وأن لا تتستروا على إرهابي استغل مقدرات الشعب من أجل خيانته وقتله. ومن صميم مسؤوليتكم تجاه الهاشمي، وهو رفيق دربكم، أن تقفوا بصفه إن كان بريئاً وتنصروه، وتقفوا موقفاً أكثر حزماً من رجوعه لمركزه معززاً مكرماً. لكن أن تتركونا تائهين بسبب غموض مواقفكم، فهذا ما لا يقبله عقل ولا ضمير.

أنا أخاف من المالكي أكثر مما تخافون منه أنتم، وأعتقد بأنه يجر البلد نحو خانق مميت، لكنني لست مستعداً لاستبداله بكم، فأنتم وإياه تشكلون نفس الخطر على مستقبل الدولة. أنا مع الأسف لا أصدقكم، لأنكم لم تقفوا ولا موقف مبدئي واحد، بخصوص أي من قضايا البلد المصيرية. أخبروني ماذا فعلتم عندما صدرت مذكرة اعتقال محافظ البنك المركزي؟ أو عندما تم تغيير قاضي النزاهة؟ أو بخصوص قضية وزير التجارة السابق، أو حتى قضية الأسلحة الروسية؟ ستقولون بأنكم عاجزون عن فعل شيء، طيب فلماذا ما زلتم داخل تشكيلة الحكومة إذا كان وجودكم فيها بلا فائدة؟ أم أن هناك فوائدً خاصَّة تحرصون على حمايتها، وهي أغلى عندكم من مصالح الناس؟ إذا كنتم مجرد أرقام في حكومة الشراكة فلماذا تمنحونها الشرعية ببقائكم فيها؟

اسمحوا لي يا سادتي أن أقول لكم بصراحة: لو كان المالكي هو الشرير الوحيد بينكم لواجهتموه متحدين، لكن يبدو أنكم وإياه تقفون بنفس الخندق ضدنا، فكفوا رجاء عن حملة تأجيج المشاعر الطائفية لاستثمارها من أجل حصاد المزيد من المغانم الخاصة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 6

  1. حسين

    هم اجبن من ان يواجهوا انفسهم.. مجموعة من المجرمين ارتدوا لبس السياسة وقفزوا الى السطح بالعزف على وتر الطائفية.. انت اشجع منهم بالرغم من غدرهم وبطشهم ربي يحميك.

  2. جعفر حسن

    نعم استاذ سعدون ان السطران الاخيران هما وجه الحقيقة التي نعاني منها فهم شر بقوالب مختلفة وبمسميات عديدة وان المتضرر الوحيد نحن الغافلون العاشقين للخنوع والخضوع والبقاء تحت هذه المسميات التي لاطائل منها سوى الدماء السائلة على ارصفة شوارعنا...........

  3. حسام

    كفى رياء انك لاتعرف كيف تكون المسرحيه فى مسرح المالكى الكل لهم ملفات مكتوبة فى طهران وتعرض على مسارح المالكى كيف تكون تائها وانت الاعلامى في الحرة وصاحب احد الاعمدة فى اكبر صحيفة فى العراق يؤسفني انك تائها

  4. المهندس ضياء محمد هاشم

    و الله ما تكلمت الا المنطق الصحيح يريدوننا ان نتقاتل في سبيلهم و على ماذا ؟ على اتصريحات الغير صادقه؟

  5. kathem alzedy

    الحقيقة قلت ولو جائت متاخره ولكن مجلس النواب العراقي كتلوي حزبي ولم يكن ممثلا لشعبه بالحق والا كيف نفهم التصويت على القوانين برغبة مسؤول الكتله ويبقى النواب لا حول لهم الا رفع الايدي عندما يرفعها المسؤول هل اختلف النواب او بعضهم من كتله واحده على موضوع ا

  6. kathem alzedy

    الحقيقة قلت ولو جائت متاخره ولكن مجلس النواب العراقي كتلوي حزبي ولم يكن ممثلا لشعبه بالحق والا كيف نفهم التصويت على القوانين برغبة مسؤول الكتله ويبقى النواب لا حول لهم الا رفع الايدي عندما يرفعها المسؤول هل اختلف النواب او بعضهم من كتله واحده على موضوع ا

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: جائزة الجوائز

العمود الثامن: لماذا خسرت القوى المدنية ؟

العمود الثامن: مع الاعتذار لعشاق الانتخابات !!

العمود الثامن: ماذا حـدث؟

عندما يجفُّ دجلة!

العمود الثامن: ماذا حـدث؟

 علي حسين قالها صديق عاد إلى الوطن بعد غربة طويلة.. سألني: لماذا أصبحت الهوية الطائفية حاضرة بقوة هذه الأيام؟ هل لأنّ هناك خطراً على الشيعة، أم أن السـُّنة يتعرضون لحملة اجتثاث؟ كانت أسئلته...
علي حسين

تحالف القضية الإيزيدية: خطوة أولى نحو تحالف وطني يتجاوز المكوناتية

سعد سلوم هل يمثّل فوز تحالف القضية الإيزيدية ولادة قوة سياسية جديدة للأقليات في العراق؟ وهل نجح الإيزيديون، عبر هذه التجربة، في إعادة تعريف التمثيل السياسي الذي ظل لعقود حبيس الكوتا والتجاذبات الحزبية؟ وهل...
سعد سلّوم

مرشّح التسوية: حين يتحوّل الانسداد السياسي إلى تقليدٍ لإنتاج الحكومات

محمد علي الحيدري باتت التجربة العراقية، عبر دورات انتخابية متعاقبة، تؤكّد معادلة ثابتة تكاد تُختصر بجملة واحدة: رئيس الوزراء الأكثر حظاً ليس صاحب الكتلة الأكبر، ولا زعيم القائمة التي تتصدّر النتائج، بل هو «مرشّح...
محمد علي الحيدري

قسوة الأرقام... والذكاء الاصطناعي

غسان شربل قالَ السياسيُّ العربيُّ إنَّه يشعر بالاستفزاز كلّما قرأ عن الذكاء الاصطناعي والتغييرِ المذهل الذي سيُدخلُه في حياة الدول والأفراد. والاستفزاز ليس وليدَ شعور بالصدمةِ من تغيير هائلٍ يقترب ولن يتمكَّنَ أحدٌ من...
غسان شربل
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram