نجاح الجبيلي تشيوتل إيجوفر* لم أر فيلم "سارقو الدراجة" كاملاً حتى فترة متأخرة – فقد كنت أرى لقطات منه هنا وهناك لكن حين عرض في شارع ولشاير بلوس أنجلوس قبل سنتين قمت بشراء بطاقات كي أراه مرة أخرى اليوم التالي، وقد منحني فعلاً فهماً محكماً للقصة بأكملها.
بعد سنوات عديدة من البطالة يعثر "لامبرتو مايغيوراني أنطونيو على عمل يتضمن الترويج للأفلام عن طريق عرض البوسترات حول روما وذلك العمل يتطلب دراجة. تبيع زوجته كل بياضات الفراش كي تشتري له دراجة سرعان ما تتعرض للسرقة. وبعد مطاردة شاقة غير مثمرة للسارق يقرر أنطونيو اليائس أن يسرق دراجة له. وسرعان ما يجري القبض عليه. ودائما يبقى المشهد الأخير المحزن حاضراً أمامي: أنطونيو ينحب بينما هو يسير عبر حشد الناس مع الشرطي بينما يتطلع ابنه إليه. وهذا المشهد يظهر فقدان البراءة التي تفطر القلب. أحب الفيلم بكل اتجاهاته الخفية خارج التيار السائد. الأفكار حول الكنيسة والأخلاق والحرب- إضافة إلى المعاناة من النظام النازي- تفور تحت سطح القصة. الصراع بين الخير والشر ( وفي الواقع ما يجعل الفرد طيبا أو شريرا) تجري معالجته في غاية الكمال.ًكما أن الفيلم جرى تصويره بشكل مذهل. أتذكر بالأخص المشهد الساحق في المطر الذي يجذب الانتباه إلى المعاناة الحقيقية من المطر والذي حاول العديد من مخرجي الأفلام أثارته.لقد أثر فيلم "سارقو الدراجة" بطريقة فهمي القصص الأخرى. افترض أني بدأت أقيس الأفلام والسيناريوهات الأخرى إزاءه. قبل أن أرى الفيلم ربما لم أكن أبحث عن ثيمات أكثر. كنت سابقاً أبحث عن شخصيات وقصة رائعة. لكن فيلم "سارقو الدراجة" علمني أن الاعتماد القوي على الثيمات يمكن أن يغني السرد. كنت أفكر بالفيلم كثيراً – بالتأكيد لقد أغنى حياتي، وتروق لي فكرة أن أوظف بعضا من ميزاته في أدواري القادمة.* ممثل بريطاني في المسرح والسينما حاز العديد من الجوائز والترشيحات من أفلامه :"أمستاد"، " المجرم الأمريكي" ، " سولت".
سارقو الدراجة.. لــفـيــتــوريـــو دي ســيـكـــا – 1948
نشر في: 29 يونيو, 2011: 05:25 م