اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > ثورة العشرين .. مشروع بناء الدولة العراقية

ثورة العشرين .. مشروع بناء الدولة العراقية

نشر في: 29 يونيو, 2011: 05:34 م

حسين علي الحمدانيفي 30 حزيران عام 1920 تفجرت ما عُرفت بثورة العشرين في أغلب مدن العراق ضد الاحتلال البريطاني الذي جاء نتيجة لخسارة الدولة العثمانية للحرب العالمية الأولى ، وتحول العراق من تابع للباب العالي إلى وصاية التاج البريطاني .والثورات كما يعرف كل متابعي حركة التاريخ هي ليست وليدة لحظتها بقدر ما هي مجموعة تراكمات سياسية واقتصادية واجتماعية على مدى سنوات طويلة تؤسس لأحداث الثورة وتُفعلها على مستوى شرائح المجتمع كافة .
ووفق هذه الرؤية نجد بأن ثورة العشرين في العراق لم تخرج عن هذه الأطر ولم تبتعد عن معالجة قضايا المجتمع العراقي الاقتصادية وتأثيراتها على الحياة العامة،خاصة وإن العراق خرج للتو من هيمنة عثمانية لأربعة قرون شأنه في ذلك شأن الكثير من البلدان العربية التي وجدت نفسها تُزج في الحرب العالمية الأولى لكونها ضمن ممتلكات الدولة العثمانية التي خسرت الحرب وبالتالي أصبحت هذه البلدان ومنها العراق جزءاً من الغنائم التي اقتسمها الحلفاء في ما بينهم.وبالتالي وجد الكثير من العراقيين وفي مقدمتهم رجال الدين وشيوخ العشائر بأن الثورة على بريطانيا بهذا التوقيت من شأنه أن يمنح العراق الاستقلالية التي يطمح إليها الجميع من جهة ومن جهة ثانية وهي الأكثر أهمية إبعاد العراق عن سياسة المحاور والتحالفات التي كانت سائدة آنذاك .وما يمكننا أن نقول بهذا الصدد ونحن نقارن بين الاحتلال العثماني الطويل جدا وبين الاحتلال البريطاني، سنجد بان الدولة العثمانية لم تتعامل مع العراق كوحدة إدارية من شماله إلى جنوبه بل عمدت إلى التعامل مع العراق كولايات مجزأة لا رابط بينها وتديرها وفق هذه الرؤية ، أما بريطانيا فإنها تعاملت مع العراق كدولة واحدة وحرصت على هذا بشتى الطرق وضمنت ذلك اتفاقية سايكس بيكو عام 1916 خاصة وإنه كانت هنالك نوايا لضم لواء الموصل لفرنسا ولكن لبريطانيا رؤيتها للعراق على أنه أمة متعددة القوميات .وجه المقارنة الآخر يكمن بأن الفعاليات العراقية لم تكن تنظر للدولة العثمانية على أنها محتلة بقدر ما كانت تنظر إليها على أنها امتداد  للخلافة وهذه النظرة لم تكن مقتصرة على العراق بل عموم مناطق النفوذ العثماني وربما جاءت هذه النظرة على أساس الدين الإسلامي وهو القاسم المشترك الوحيد بين الدولة العثمانية ورعاياها، أما مع بريطانيا فإن الأمر مختلف تماماً حيث تم النظر للاحتلال البريطاني من زاوية دينية وبالتالي ساهمت هذه الرؤية في تفجير ثورة العشرين بوقت سريع . وبالتالي تشكلت عدة رؤى كل منها تنظر للوجود البريطاني من زاوية مختلفة ، فالبعض أخذ مبدأ الرفض التام للتعاون مع بريطانيا باعتبارها دولة أجنبية غير إسلامية أو استعمارية مسيحية ولا يمكن التعاون معها رغم التشابه الكبير في نظام الضرائب الذي اتبعته بريطانيا في العراق امتدادا لما كان متبعاً أيام الدولة العثمانية بل زادت هذه الضرائب أضعاف ما كانت تستحصله الدولة العثمانية, وهذه القوى غير المؤيدة للتعاون مع بريطانيا كانت أبرزها المؤسسات والقوى الدينية ومجموعات من شيوخ العشائر التي تأثرت كثيرا بمواقف وفتاوى شيوخ الدين. أما الخط الثاني فكان يرى ضرورة التعاون مع بريطانيا وفرنسا ضد الدولة العثمانية المتحالفة مع ألمانيا من أجل الخلاص من الهيمنة العثمانية المتخلفة والقاسية على العراق وسكانه وهذا التخلف العثماني مؤشر لدى الكثير من المفكرين العرب خاصة وإن الدولة العثمانية في عقودها الأخيرة اتبعت سياسة التتريك وتأثيراتها على الهوية العربية بصورة عامة ,وبالتالي فإن هذا الاتجاه كان ينظر لبريطانيا وفرنسا على إنهما أكثر تحضراً من الدولة العثمانية،وهذه النظرة كان يراد من خلالها  إمكانية الوصول لاتفاقيات مع الانكليز بخصوص حصول العراق على استقلاله. وأصحاب هذا الرأي كانوا يجدون أن لا مناص من التعاون مع بريطانيا وتأمين استمرار وجودها في العراق لحماية العراق من التفكك ومساعدته على التقدم .ولكل من هذه الآراء حججه المقنعة في حينها،فالذين رفضوا التعاون كانوا يستندون لنكث بريطانيا وعودها للشريف حسين بن علي الذي قاد الثورة العربية عام 1916 ضد الدولة العثمانية بدعم من بريطانيا،وهذا ربما ساهم في فقدان الثقة بالبريطانيين خاصة بعد وعد بلفور الذي منح اليهود دولة في فلسطين ، ومن هنا نجد بأن الاحتلال البريطاني للعراق  خلق وساهم في صناعة هذا الوعي الذي اختلط فيه الوعي القومي مع الوطني ممثلاً بوعد بلفور قومياً واحتلال العراق وطنياً، والديني والسياسي عبر اعتبار الاحتلال البريطاني هو سيطرة دولة مسيحية على مقدرات دولة مسلمة، يضاف إلى ذلك كله بأن  تجارب العراق مع الاحتلالات المتعاقبة عبر التاريخ تجعله لا يستسيغ وجود وصاية بأي شكل من الأشكال .لذا كانت أهم أهداف ثورة العشرين هو رفض الوصاية والتبعية والسعي لتأسيس حكم وطني، لهذا كانت أول ثمار الثورة هو إفشال المشروع الاستعماري بجعل العراق جزءاًمن التاج البريطاني أسوة بالهند, وتعطيل المشروع البريطاني  لتوطين عائلات بريطانية وأخرى هندية بأعداد كبيرة في العراق ليكونوا نواة حقيقية  لمشروع التبعية للتاج الملكي البريطاني، وبالتالي انصياع بريطانيا لتشكيل حكومة وطنية وإن لم تكن ذات سيادة كاملة إلا أنها تمثل بداية بناء الدولة العراقية  .الهدف الثاني بأن ثورة الع

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

العدل تعلن اعداد النزلاء المطلق سراحهم خلال شهر تموز

القضاء يحكم بالاعدام والسجن المؤبد بحق 30 تاجر مخدرات

السوداني يحذر من خطورة الاستخفاف بسيادة الدول

ميسي ضمن التشكيل المثالي لكوبا أميركا

أسعار الدولار في بغداد.. سجلت ارتفاعا

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram