ســلام خـياطخبر مبتسر مر مرور عابر سبيل على عجل، فما استفز ضميرا، ولا استفز شجاعا ليرفع إصبع احتجاج.. اقرأ الخبر بالطول والعرض، وافرك عينيك خشية عشو أو غبش رؤية، وحين تتأكد من إنك في أتون الصحو هات حججك إن استطعت.. أنت تدري وأنا أدري إن للسياسة أحكامها وللساسة منطقهم، وقد لا يرى واحدهم في مدى الرؤية ما يبصره أرباب الاقتصاد أو علماء الاجتماع، عبر فراسخ وأميال.
ثمانية أصفار على يمين الرقم واحد. لا تخطأ في العد. فتحسبها سبعة وتغفل عمولة التحويل!اقرأ الخبر متمعنا: عشرة ملايين دولار منحة، هدية، كلمة شكر وامتنان لليابان مساهمة في ترميم ما تصدع إثر (التسونامي) الغادر الذي ضرب البلاد قبل شهور.اللهم لا اعتراض على الهبة، فالتواصل الإنساني علامة حضارية فارقة، هي فرض عين وكفاية بين الأفراد والشعوب والدول، سيما وفضائل اليابان لا يمكن التنكر لها ابتداءً من مواقفها الداعمة للعراق وليس انتهاء لما تردد من اعتزامها إطفاء ديونها المترتبة في ذمته،(طبقا لما أعلن عنه في اجتماع باريس)، مقارنة بمن يصر على استحصال ديونه حتى آخر فلس، بما يطلقون عليه في عالم التجارة: قسمة غرماء.العراق الذي يضخ (..........) برميل نفط في اليوم الواحد، الغالبية من سكانه تعيش تحت خط الفقر، هل هذا معقول أو مقبول؟ العراق الثري البالغ الثراء، معسر ومعوز وغارق في الديون. فهل تتوجب الزكاة على المعوزين وذوي الكفاف؟؟ لا.. هل تصح حجة المفلس المديون، يستلف ليؤدي مناسك الحج؟؟ لا.. هل يجوز التبرع بالأموال غير المودعة كأمانة؟؟ لا.. هل يمكن للوصي على القاصرين التصرف بأملاكهم ببيع أو هبة؟؟ لا، هل تحل الصدقة وأهل المتصدق جياع،عراة، أو مرضى؟؟ لا.. فكيف تستقيم المنحة الباهظة بالنسبة للاقتصاد العراقي الهش، الزهيدة كما قطرة ماء في بحر بالنسبة للاقتصاد الياباني المتين؟ ليس المبلغ بذاته منبع الاعتراض، لكنه المبدأ و جوهر الاحتجاج، فالحكومة، كرب البيت، ترتكب إثما لو بعثرت رزق العيال أو فرطت في حقوقهم جهلا أو سفاهة. حتى لو كان التفريط بكسرة من رغيف شعير.ما أبشع الدول التي تتجاهل الرمد المستحكم اللابد في عيون رعاياها والأورام الكامنة في مهج أبنائها، ولكنها تهرع ملتاعة لتنجد عاثرا أو لتستخرج قشة حائمة علقت – قضاء وقدرا- في عيون الغرباء.
السطور الأخيرة: أقول ليلى.. ويقولون قيس!
نشر في: 29 يونيو, 2011: 09:04 م