بغداد/ المدى "النجيفي يتخلى عن العراق من واشنطن"، عبارة أطلقها احد أعضاء البرلمان لما صرح به رئيس مجلس النواب وهدد بانفصال السنة حال استمرار التهميش بحقهم على حد قوله. يأتي ذلك في وقت، يتوجه البرلمان اليوم نحو استيضاح قدمه أكثر من 50 نائبا لرئيسه عن قضايا تتعلق بزيارته لواشنطن.
برلمانيون أعربوا عن خيبة أملهم من تصريحات النجيفي مطالبين إياه بتبرير مقنع واعتذار موجه إلى العراقيين جميعا لما يحمله تصريحه من تبعات طائفية كان من المفترض أن ينأى النجيفي بنفسه عنها كونه ممثلاً لجميع العراقيين لا لطائفة محددة.وفي ما يتعلق بتهديد أطراف سياسية بتكوين إقليم للسنة، أعلنت جبهة التوافق مساندتها للمشروع في حال استمرار الحكومة بما أسمته سياسة التهميش الطائفي، في حين يرى التيار الصدري انه أيضا يتعرض إلى هذه السياسة لكنه يتطلع إلى الإصلاحات خيرا من الأقاليم التي تبنى على الطائفية.إلا أن الصدريين يراهنون على وطنية الشارع السني ورفضهم لفكرة الأقاليم لاسيما التي تبنى عن أساس طائفي لتفنيد جميع ما تدعي به بعض القيادات السياسية والتي تبحث عن المصالح الشخصية. القيادي في ائتلاف دولة القانون سعد المطلبي يرى انه بالرغم من تراجع النجيفي عن تصريحاته الأخيرة إلا انه اثأر بما قاله أموراً مقلقة للشارع العراقي، وقال "عندما يتحدث النجيفي عن مشروع تقسيم طائفي من واشنطن فانه يوجه الأنظار إلى مشروع بايدن الذي يذهب إلى ضرورة تقسيم العراق".موقف العراقيةإن دعوات رئيس البرلمان، وبحسب المطلبي، تؤكد اختلاف الرؤى داخل القائمة العراقية وبالتالي فأنها لا تحمل اي مشروع وطني، وإنما مجرد ادعاءات لقيادات العراقية استغلتها من اجل تحقيق المكاسب الانتخابية.كما شدد المطلبي في اتصال هاتفي مع "المدى" على أن تكوين الإقليم من الناحية القانونية ممكن، مستدركا "أما من الناحية الواقعية فأن الإقليم السني سيكون منبوذا لأنه طائفي التكوين"، وتابع "أن المادة السابعة من الدستور تجتث كل من يفكر بالطائفية فكيف بالذي ينوي تأسيس إقليم مبني على الأساس الطائفي".وأضاف القيادي في دولة القانون "من غير المقبول أن يفكر رئيس مجلس النواب بهذه الطريقة لأنه ممثل للشعب العراقي ككل ولا يمثل طائفة معينة، كما لا يجوز له أن ينقل صورة سيئة عن الطائفة التي ينتمي إليها".ويدعو المطلبي إلى تجاوز هذه الأزمة شريطة التأكد من عدم إعادتها، مبينا "أن الوضع العراق متشنج بالأزمات ويجب أن نتجاوز هذه القضية مع اخذ ضمانات من رئيس البرلمان على عدم تكرار مثل هكذا تصريحات في المستقبل".تجاوز صلاحياتالكتل الكردستانية ترى أن النجيفي أحدث خرقا تشريعيا وفعل ما يتنافى مع اليمين الدستورية، داعية إلى إنشاء اقاليم بعيدا عن الطائفية والعرقية.النائب عن ائتلاف الكتل الكردستانية محما خليل يذهب إلى أن الدستور واضح وصريح في موضوع الأقاليم والطريقة التي تتكون من خلالها، معتبرا تصريحات النجيفي تجاوزا على صلاحياته الدستورية وقال "إن ما تحدث به رئيس البرلمان في واشنطن خرق دستوري واضح ونكل لليمين الذي أدلى به حين تولى منصب أعلى سلطة تشريعية في البلاد كما هو تجاوز على صلاحيته"، منوها إلى أن المشهد السياسي العراقي لا يحتمل أن يخرج النجيفي بمثل هكذا تهديدات خطيرة التي من الممكن أن تلقي بظلالها على الواقع الأمني.وأردف خليل في حديثه لـ"المدى" "إن المكون السني لم يخول النجيفي للتهديد بتكوين إقليم لهم"، مستدركا بالقول "إننا نرى أن الأقاليم هي الفكرة الانجح للعراق في المستقبل لاسيما مع وجود أنموذج كردستان الذي يتسم بالاستقرار الأمني والانتعاش الاقتصادي"، غير انه قال "على ألا يكون الإقليم على أساس طائفي أو عرقي".القيادي الكردستاني يعتبر أن الغرض من تصريحات رئيس البرلمان، تحقيق المصالح الشخصية، موضحا "أن بعض السياسيين يظهرون أمام وسائل الإعلام ويقولون أمورا كثيرة حسب الظروف السياسية ويكون الغرض منها بالدرجة الأساسية تحقيق المصلحة الشخصية والحزبية للكتل التي ينتمون إليها بعيدا عن الشارع العراقي الذي انتخبهم".ويتساءل خليل "لماذا اختار النجيفي واشنطن مكانا لتصريحاته الأخيرة؟، ولماذا هذا الوقت بالتحديد؟"، ولم يستبعد أن يكون الأمر مرتبطا بقضية الانسحاب على أساس أن النجيفي يبغي من خلال كلامه إيصال رسائل سياسية إلى الإدارة الأميركية مفادها عدم الاستقرار السياسي في العراق وبالتالي على واشنطن أن تمدد بقاءها إلى أطول مدة ممكنة.المجلس الأعلى يشككفي حين شكك المجلس الإسلامي الأعلى بنوايا النجيفي من زيارته إلى واشنطن، مطالبا إياه بالكشف عن الأسباب التي دعته إلى التهديد بتكوين إقليم سني. وعدّ النائب علي شبر تصريحات رئيس البرلمان سابقة خطيرة تنمي عن نظرة طائفية له لأنها محاولة لتقسيم العراق لاسيما وان النجيفي يمثل أعلى سلطة تشريعية في البلاد، وأضاف "إن على رئيس البرلمان المحافظة على وحدة العراق ومتابعة مطالب المتظاهرين المحتجين على تردي الخدمات لا أن يثير مسائل جانبية، العراق في غنى عنها&quot