اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > بداية صناعة السينما فـي العراق

بداية صناعة السينما فـي العراق

نشر في: 2 يوليو, 2011: 06:02 م

سامي عبد الحميد أواسط الأربعينيات من القرن الماضي أسس مجموعة من الأثرياء العراقيين اليهود (أستوديو بغداد) في موقع هو الآن تقاطع معسكر الرشيد ،وقد تم تجهيزه بالمعدات اللازمة للإنتاج السينمائي وقد عيّن التقني (همزاز) ليكون مسؤولاً عن مختبر الطبع والتحميض وعيّن (عبد الخالق السامرائي) ليكون مسؤولاً عن الصوت وتسجيله،وكان قد تدرب على هذه التقنية في القاهرة.
أنتج (أستوديو بغداد) عام 1946 وبدأ التحضير لإنتاج فيلم عراقي بعنوان(عليا وعصام)،وقد كتب قصته كاتب عراقي لم يواصل عطاءه للسينما وقام المخرج الفرنسي (أندري شوتان) بإعداد السيناريو للفيلم وكان المصور هو الآخر فرنسي الجنسية هو (جاك لامار). مثل في الفيلم كل من (إبراهيم جلال) و(عزيمة توفيق) و(جعفر السعدي) و(عبد الله البغدادي) وعدد من خريجي فرع التمثيل بمعهد الفنون الجميلة. وكان الفيلم ينطق بلغة خليطة للفصحى والعامية والبدوية ،حيث يتعرض في أحداثه للعادات والتقاليد القبلية القديمة والصراعات في ما بين القبائل العربية.عرض الفيلم عام 1948 في سينما روكسي وكان يمتلكها أصحاب أستوديو بغداد إضافة إلى سينما ريكس في مجمع واحد.(استخدمت سينما روكسي في نهاية الثمانينيات من القرن الماضي بناية مسرح من قبل فرقة النجاح التي كان يرأسها محسن العلي).الغريب أن فيلم (عليا وعصام) لم يحظ بإقبال جماهيري مشهود رغم كونه أول فيلم عراقي ينتج في العراق وربما كان سبب إحجام الجمهور عن مشاهدته محتوى قصته التي لم تكن تهم الفرد العراقي أيام عرضه: وربما لكونه لم يتفوق على أفلام مصرية تناولت بوقتها موضوعات متشابهة لموضوعة الفيلم ونذكر منها (عنتر وعبلة)، ولكن إنتاج هذا الفيلم وعرضه شجع عدداً من محبي السينما في العراق وجلهم من الهواةعلى أن يجربوا حظوظهم في الإنتاج السينمائي لذلك قامت (شركة دنيا الفن) لمؤسسيها (حيدر العمر) و(ياس علي الناصر) بإنتاج فيلم (فتنة وحسن) الذي عرض عام 1950 في سينما الحمراء بشارع الرشيد. اشترك (العمر) و(الناصر) بكتابة السيناريو ولم تخرج قصة الفيلم عن إطار العادات والتقاليد القبيلة وحياة الريف. وبوقته اعتبر(فتنة وحسن) أول فيلم عراقي عرف حيث كان جميع العاملين فيه من فنانين وتقنيين من العراقيين دفعهم حبهم للفن السينمائي ورغبتهم في تقليد السينما المصرية وتطلعهم إلى الشهرة ومعلوماتهم الطفيفة عن صناعة السينما إلى إنتاج ذلك الفيلم الذي ظهر بمستوى فني متواضع جداً سواء في السيناريو أم في الإخراج أم في التمثيل أم في التصوير(صوّر الفيلم وليم سايمون) وكان ويلم من العاملين في (وحدة الأفلام في شركة النفط) التي كان يديرها الانكليز وكذلك في (مكتب الاستعلامات الأمريكي) ومنهم بالإضافة إلى (وليم سايمون)، عبد اللطيف صالح ومحمد شكري جميل وسيمون مهران وماجد كامل وآخرين)،ومع ذلك فقد لاقى الفيلم نجاحاً جماهيرياً غير متوقع ربما لكونه فيلماً عراقياً بكل صانعيه وحيثياته.وبعد ذلك قام مهندس الصوت عبد الخالق  السامرائي بإنتاج فيلم (ندم) عام 1955 أخرجه بنفسه ومن بطولة حسين السامرائي وعزيمة توفيق وتلاه إنتاج فيلم (من المسؤول) لشركة سومر ومن إخراج (عبد الجبار ولي) وذلك عام 1956 . وهكذا توالت الانتاجات السينمائية العراقية في أستوديو بغداد. وكان من المؤمل أن تنمو صناعة السينما في العراق وتزدهر ولكن هذا لم يحدث حتى بعد أن تولت مؤسسة السينما والمسرح وشركة بابل المختلطة الإنتاج السينمائي، ولعل السبب الأول في عدم التوسع والازدهار والانتشار هو عدم توفر سوق يتم الترويج فيه على خلفية احتكار السينما المصرية.ومن الجدير بالذكر ان عدداً من الشركات التركية استأجرت (أستوديو بغداد) لمدة ليست بالقصيرة وراحت تنتج أفلاماً شارك في تمثيلها عدد من الممثلين العراقيين إلى جانب الممثلين الأتراك. ومن الجدير بالذكر أيضاً أن عدداً من الأفلام أنتجت في مصر في نهاية الأربعينيات من القرن الماضي، شارك فيها ممثلون عراقيون ومنها(القاهرة بغداد) وهو إنتاج مشترك لأستوديو مصر وإسماعيل شريف اخرجه (احمد بدر خان) ،ومثل فيه حقي الشبلي وعفيفة اسكندر و(ابن الشرق) من إنتاج العراقي (عادل عبد الوهاب) ومثل هو دور البطولة فيه ومثل فيه أيضاً المغني (حضيري أبو عزيز)،وفيلم (ليلى في العراق) من إنتاج محمد سلمان وإسماعيل شريف وأخرجه (احمد كامل مرسي) ،ومثل فيه (إبراهيم جلال) و(عفيفة اسكندر).

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

تركيا.. إقرار قانون لجمع الكلاب الضالة

تقليص قائمة المرشحين لخوض الانتخابات مع كامالا هاريس

وزير التعليم يخول الجامعات بمعالجة الحالات الحرجة في الامتحان التنافسي للدراسات العليا

اليوم..مواجهة مصيرية لمنتخبي العراق والمغرب

تعرف على الأطعمة التي تحفز نشوء الحصى في الكلى

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram