اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > في روايتها المشتعلة (المفكرة الذهبية): البريطانية دوريس ليسنغ تهاجم الأفكار الذكورية

في روايتها المشتعلة (المفكرة الذهبية): البريطانية دوريس ليسنغ تهاجم الأفكار الذكورية

نشر في: 2 يوليو, 2011: 06:03 م

ترجمة: عدوية الهلالي (المفكرة الذهبية) هو عنوان عمل الروائية البريطانية (دوريس ليسنغ) ذات الفكر العنيف والتي صارعت طويلا من اجل حقوق المرأة ، وقد أعيد نشره مؤخرا مع ثلاث روايات أخرى في مجلد واحد ضمن منشورات (بوشتيك) في عام 1971 ، وفي تمهيد روايتها (المفكرة الذهبية) قالت ليسنغ ان كتابها ورغم التأثير الذي سيحدثه ،فسيتعرض لسوء فهم قاس دون شك ،ذلك انها ارتبطت أكثر بالتقاليد الأوروبية للرواية وأثبتت بنوتها للرواية الانكلوساكسونية فهي اللبنة الروحية لـ(لورنس ستيرن) (1713-1768)
 ول(جوزيف كونراد) (1857-1924) ، وبالفعل فقد تم اعتبارها ككاتبة مختصة بالسخرية الأنثوية ومهاجمة الرجال كما تم إدراجها ضمن صنف الكاتبات المتمردات إذ إن آخر ما يمكن إن يشغلها هو الأحاديث التي تجري بين النساء والثرثرة والتذمر النسائي وهي تقول ضاحكة عن ذلك: "تتمرد المرأة عندما ينتقص الرجل من أنوثتها ويتهمها بتهديدها لفحولته " ..وتتحدى ليسنغ مثل هؤلاء الرجال وتقول إن هناك رجالا آخرين اقل جهلا وخوفا ممن يعرفون بان لكلا الجنسين أدوارهما المحددة في الحياة ولا يجب أن يتعدى احد الجنسين على دور الآخر ..انها تتحدث عن النساء بجرأة تجعل مقارنتها بفوكنر او نابوكوف غير مناسبة ذلك إنهما لا يتحدثان أبداً عن هذه العلاقات المزعجة جدا وعن سوء الفهم بين الرجال والنساء ..وفي عام 2007 ، وفي سن الثامنة والثمانين ،تسلمت ليسنغ جائزة نوبل فكانت المرأة العاشرة والأكبر سنا بين النساء اللاتي تسلمن هذه الجائزة العالمية لكن هذا لم يغير من سمعتها او من الشائعات المتواصلة ضدها شيئا ، ربما بسبب شخصيتها المستعصية على الفهم ولامبالاتها بالأعراف والقوانين وأدبها الذي يقول ما لا يجب قوله !وتقول ليسنغ انها كانت ترغب دائما بان تكتب عن عصرها ..عن سنوات الخمسينات التي أعقبت الحرب وعن الأيام الأخيرة من حكم ستالين كما تراه انكلترا وكما فعل تولستوي بالنسبة لروسيا أو ستندال بالنسبة لفرنسا ..لكن هذه المحاولة تفترض بان يكون لهذه المرأة نفس القدرة الذكرية على انتقاء ماتقول ..وتمتلك ليسنغ تفاؤلا من النوع (الخرف) الذي كانت فرجينيا وولف (1882-1941) تقول عنه انه يقود إلى اليأس وأحياناً إلى الانتحار ..أما عن روايتها (المفكرة الذهبية) فتقول ليسنغ ان الجدل حول الرواية يبدأ منذ يوم مولدها وهكذا بدا الأمر مع روايتها غير المألوفة ..وفي الرواية ، امرأتان هما مولي جاكوب وآنا وولف وهما تبحثان عن الحرية وتشعران بالوحدة رغم وجودهما معا على افتراض أن المرأة تظل وحيدة (لغويا) مادامت بلا رجل ! وتتألف الرواية من خمسة أجزاء تروي الأزمات العاطفية والشبقية والامومية والمهنية لآنا وولف ومولي جاكوب بأسلوب حواري واقعي لا يخلو من التعقيد ولا تحكمه الكليشهات التقليدية ..ولكي تواكب ليسنغ أقدار المرأتين فقد قسمت الرواية إلى خمس مفكرات الأولى سوداء وتصف حياتها ككاتبة من خلال البطلة آنا وولف وعبر انطباعاتها ..والثانية حمراء والتي تتعلق بالسياسة والاعتقادات لدى الكائن البشري ..أما المفكرة الصفراء فهي عن الخيال والأحلام بينما تتحدث الزرقاء عن زيف الصحافة وكونها جلادا يحاسب الآخرين بقسوة ..الجزء الأخير من الرواية يضم المفكرة الذهبية التي تتحدث عن السياسة والحب وهي رواية اجتماعية تعكس قوة الوهم وبقاء الفن وقبل كل شيء اشتعال انفعالات الفكر في رأس الكاتبة العنيفة دوريس ليسنغ ..صدرت هذه الرواية المعاد نشرها مؤخرا مع ثلاث روايات أخرى بعد ترجمتها عن الانكليزية في (1998) صفحة ..

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

تركيا.. إقرار قانون لجمع الكلاب الضالة

تقليص قائمة المرشحين لخوض الانتخابات مع كامالا هاريس

وزير التعليم يخول الجامعات بمعالجة الحالات الحرجة في الامتحان التنافسي للدراسات العليا

اليوم..مواجهة مصيرية لمنتخبي العراق والمغرب

تعرف على الأطعمة التي تحفز نشوء الحصى في الكلى

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram