تحليل/علي النعيمي لكل مدرب في العالم فلسفته الخاصة في التدريب التي ترتبط بصفة مباشرة برؤيته التي يريد تطبيقها في الملعب لتلبي جميع تكتيكاته الخططية وفق ما يمتلكه من اللاعبين، وجميعنا يدرك بأن هناك ثلاثة مفاهيم أساسية في عالم كرة القدم تسهّل لأي مبتدئ الحكم على أداء الفريق الذي يشاهده
وهي:ستراتيجية اللعب والتكتيك الخططي ونظام اللعب (التشكيل) وللذي يجهل تلك المصطلحات نقول :إن ستراتيجية اللعب تعني الخطوط العريضة لمحاور لعب الفريق أو بمعنى آخر هو الأسلوب الأمثل الذي يتبعه المدرب في المباراة في حين أن «التكتيك الخططي» يعني هي تلك الخطة المتبعة وفق ما متاح من أدوات اللعب ومفاتيحه (اللاعبين) لتنفيذ تلك الستراتيجية وفق بناء خططي مدروس يتعلق ببناء الهجمات والانتشار وواجبات العمل الهجومي والدفاعي وتفرعاته وذلك بتوظيف خصائص اللاعبين ضمن طريقة لعب ملائمة واخيراً « نظام اللعب « أو التشكيل هو تمركز اللاعبين الأحد عشر وفق مراكزهم المختلفة. وما بين هذا وذاك تبرز هنا نزعة المدربين الملحة في مزاوجة التغيير ما بين مفهومي»الستراتيجية والتكتيك الخططي»معاً وترك نظام اللعب مرناً طيع هذه التغييرات.مفاتيح اللعبفبعض المدربين يميلون إلى إبقاء ستراتيجية اللعب ثابتة ويحصرون تغييراتهم التكتيكية باستبدال بعض اللاعبين وتكليفهم بواجبات أخرى (مفاتيح اللعب) حفاظاً على هوية الفريق أو كما يعرف عالمياً «شخصية الفريق» وحضوره المميز في الملعب وهو الأسلوب الذي طبقه المدرب المصري حسن شحاتة عندما استغنى عن خدمات احمد حسام (ميدو) وعوضه بـ(جدو) واستبعد احمد بركات وعماد متعب ومحمد حمص على مراحل متعددة ! ولكن بقيت ستراتيجية المنتخب المصري واضحة المعالم للجميع من حيث بناء الهجمات من الخلف بشكل مراحل مع زيادات عددية مدروسة في أرباع محددة وإعطاء الأجنحة واجبات هجومية ودفاعية مشتركة فحافظ على نظام لعبه بطريقة لاعبيه بثلاثة مدافعين وأربعة لاعبين إطراف وصانع العاب ومهاجمين.البناء الخططيوهناك من غيّر ستراتيجية لعبه وأبقى على عناصر البناء الخططي بتعديل الواجبات عن طريق الاحتفاظ على مجموعة من اللاعبين كما فعل النرويجي أولسن عندما مال إلى تشكيل 4-4-2 وحصر ستراتيجية اللعب عن طريق الانتشار عبر الأطراف والتحضير من الوسط بثلاثة لاعبين ارتكاز ومن ثم اللعب نحو العمق عن طريق المناولات طويلة وفسح المجال لصانعي الألعاب للتقدم وكمهاجمين (ثالث ورابع) خلف المهاجمين الحقيقيين أو كما فعل بورا عندما عدّل من ستراتيجية منتخبنا في القارات ولجأ إلى الأسلوب الدفاعي الصارم بتطبيق دفاعي منطقة ورجل ضد رجل متبوعاً بثنائيات الضغط الدائم وبنظامين للعب (5-4-1 ) أو ( 4-5-1) برغم تحفظنا الشديد على إغفاله للأدوار الهجومية وأيضا احتفظ بعناصر البناء الخططي اللاعبين أنفسهم، لكن هناك سمة واضحة دلت على أسلوب معين.دفاع المنطقة إما ابرز من استخدم ستراتيجية لعب مرنة مع الاحتفاظ بمفاتح اللعب ذاتها بشكل نسبي هو المدرب فييرا الذي أمتاز باللعب البسيط وطبّق نظام لعب (4-3-3) بشكل نموذجي وتحوير التشكيل إلى أسلوب 4-5-1 أحيانا لتأمين زيادة عددية ، تعتمد على الأطراف بشكل فعال على ظهيرين أو لاعبيّ وسط في الأطراف يمتازان بالقوة والمرونة التكتيكية مع لياقة بدنية عالية لصانعي الألعاب احدهما في وسط الملعب يلعب محوراً متأخراً يسهم بالدفاع والانتقال بسرعة إلى حالة بناء الهجمة عن طريق مثلثات متتالية وصانع العاب متقدم، أما خط الهجوم يتكون من جناحين تقليديين سريعين مراوغين على الأطراف وبرأس الحربة لاعب واحد، كما امتاز فييرا بدفاع المنطقة المنضبط ولمسناه ذلك في كأس آسيا 2007. تعدد الواجباتولو جئنا إلى سيدكا حيث من خلال مبارياته السابقة في غرب آسيا وكأس الخليج وكأس آسيا يتضح لنا انه كان يطبق نظام اللعب الأول (4-4-2 ) بستراتجية اللعب على الأجنحة بشكل صريح والإطراف مع تأمين توازن 50 % دفاعي هجومي بوجود مهاجمين يلعب احدهما خلف الآخر، كذلك طبق في مباريات خليجي عدن بتشكيل (4-3-3) لكن بستراتجية تعددت بالواجبات في حالة تطبيق دفاع المنطقة العالي أي خنق الخصم في مساحته عن طريق تقدم خطي الوسط والهجوم للضغط على حامل الكرة في ملعبه ومحاصرته بغية إجباره على تسريع اللعب أو نقل الكرات وفقدانها وهذا الأسلوب يحتاج إلى جهد بدني عال ٍ ولياقة هائلة وكان يعطي لكل لاعب أدواراً دفاعية وهجومية عدة ويظل اللاعب العراقي في حركة دائمة بكرة أو من دونها طول المباراة .المحور الهجوميوكان الشكل العام للبناء الخططي للفريق العراقي في بطولة آسيا متمثلا بأسلوب ( 4-4-2) واللعب بمهاجمين أما على الأطراف أو بالعمق وفتح على الأطراف لوجود لاعبين مهاريين هما كرار جاسم ومهدي كريم ، وتمحورت الهجمات على جهة اليمين عن طريق (مهدي وسامال وقصي) في تحضير النقلات القصيرة لتقارب المسافات فيما بينهم في حين كان مصطفى كريم يتراجع قليلا إلى الوراء وتوزيع الكرات لكنه راهن على إشراك احد الظهيرين وإعطائه واجبات هجومية كثيرة جهة سامال أو أحيانا باسم بعد
سيدكا أضاع ستراتيجية منتخبنا الحقيقية بهوس التجريب!
نشر في: 2 يوليو, 2011: 07:22 م