إياد الصالحي خيّب الالماني وولفغانغ سيدكا مدرب منتخبنا الوطني لكرة القدم آمال الجماهير والإعلام الرياضي وجميع من يهمهم مصير الكرة العراقية المتوثبة في تحدٍ جديد لخوض تصفيات كاس العالم 2014 بعد ان ظهر خائر القوى فنياً وفكرياً وعجز عن مجابهة المدرب السوري نزار محروس في اللقاء الودي الذي جمع المنتخبين الشقيقين في أربيل الاسبوع الماضي .
ان البناء التكتيكي لمنتخب وطني تسنم مهمته سيدكا قبل عام بالضبط استعداداً لامتحانات غرب آسيا في الاردن وخليجي 20 في اليمن وأمم آسيا في قطر يفترض ان تؤشر انجازاً عالي المستوى مدعماً ببدائل قادرة على تعويض اي خلل يصيب احد مراكز المنتخب ، وكنا نعتقد ايضا ان دروس الامتحانات تلك وفرت للرجل قدراً كافياً من التجربة المثمرة تغنيه من ايجاد الحلول الناجعة والمضي بالكرة العراقية من دون قلق باتجاه التمثيل المشرف لها في الاستحقاقات العربية والاقليمية والقارية .إلا ان تعاطي سيدكا قبل واثناء المباراة الودية امام سوريا جعل كل مراقب منصف يقلل حظوظه في المشوار الصعب الذي ينتظره المنتخب الوطني ويستهله بلقاءين امام اليمن الشقيق الذي شكل في الاونة الاخيرة مصدر تهديد لبعض المنتخبات العربية بعد ان وقف امامهما بندية وحماسة صعدتا من مراكز تقييم لاعبيه مقارنة بنظرائهم ، وأخذ المنافسون لليمن يحسبون له حسابات خاصة لا يمكن استغفالها ابداً ، بدلالة اعتراف سيدكا نفسه انه يتوقع المفاجأة اليمنية في اية دقيقة من اشواط (المواجهة الثنائية) معه أواخر الشهر الحالي !ان الانطباع السائد في الاشواط الكروية لا يبشر بخير ازاء ما تسفر عنه تجربة سيدكا في الادوار الاولى لتصفيات كأس العالم او في ادوارها اللاحقة (حامية الوطيس) ، لانه استهلك زمناً طويلا من مرحلة التحضير خارج البلد وغرق في اختبارات غير مجدية لعدد كبير من اللاعبين المغتربين الذين اتضح له مثلما للاعلاميين انهم لا يستحقون الوقت الضائع الذي بذله في ترحاله نحو بعض الدول الاوروبية بطريقة (التسوّق العبثي) لاختيار المؤهلين لارتداء فانيلة العراق ، وكان حريّ به ان يخطو تلك الخطوة بعد شهر من اسدال الستار على بطولة أمم آسيا الاخيرة ، لا ان يربك المنتخب في خيارات عشوائية نالت من استقراره وبرنامج اعداده الذي يفترض ان يكون قد وصل خط الحسم بقناعات غير قابلة للتراجع او المفاضلة ازاء ممن يستحق البقاء ضمن كتيبة الاسود.وليس فوضوية سيدكا في تهيئة عناصر المنتخب الاساسية لموقعتي اليمن وحدها قللت من حظوظ بقائه في العراق ، بل تشضي علاقته مع اكثر من نجم مهم تراهن عليه الكرة العراقية لاستعادة امجاد أمم آسيا 2007 اذا ما منحوا الثقة الكاملة من دون نقص . فها هو اللاعب الخلوق والمهاري نشأت اكرم سقط من قائمة سيدكا بانفعال غير مبرر منه وكان يجب ان ينيط مهمة دراسة سلوك اللاعب ومستوى انضباطه ان كان هناك تقصير فيهما الى المدير الاداري رياض عبد العباس لا ان يكون الاخير (منفذ مطيع) لتوجيهات المدرب ، انه الخطأ الكبير الذي يبدو لم نتعلم سلبياته وانعكاساته على مستقبل المنتخبات الوطنية! كان يجب ان يأخذ رياض عبد العباس دوره الكامل بواجبات مستقلة عن المدير الفني ويبدي رأيه بشجاعة لا ان يكتفي بنقل قرار سيدكا الى اللاعب ، ثم ان منتخبنا الوطني اليوم بحاجة فعلا الى امكانات نشأت بعد ان بدا خط وسطه مفككاً وهشاً ومسرحاً لعمليات الفريق المنافس اياً كان مستواه ، ولهذا لابد من مراجعة سريعة لاعادة النظر في ابعاد اللاعب الذي اثلج صدرنا في الادوار الأخيرة من دوري المحترفين في قطر بعد ان اسهم في تغيير نتائج فريق الوكرة ايجابياً حتى وصل الى حد الابهار ، ما يدلل على ان اللاعب ضاعف من التدريب والحرص على البقاء في منطقة الضوء لانه يعي مسؤوليته وما تنتظره الكرة العراقية من استحقاقات دولية مهمة.وبعيداً عمّا تسفر عنه قرارات اتحاد الكرة في اجتماعه امس السبت ، فاننا نرى فرصة سيدكا في الاستمرار بمهمته من (ثقب ابرة) لا من الباب المتفائل الذي كنا نأمل فتحه بارتياح في خضم تقلبات رياح تصفيات المونديال ، ولا نتردد في القول ان البدائل الوطنية انضج واقوى تجربة من ضيفنا العزيز فهناك القدير يحيى علوان والعائد بفكر احترافي كبير ايوب اوديشو والمجتهد باسم قاسم والطموح راضي شنيشل ، هؤلاء قادرون على هزّ عروش فرق آسيوية مرموقة لا يصلح ان نقارن مستوياتها مع (نسور صنعاء) التي يوصي سيدكا (المرعوب) اسود الرافدين بمهابتها والحذر منها !
مصارحة حرة :وصية الألماني المرعوب!
نشر في: 2 يوليو, 2011: 07:29 م