اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > "الدلال" الطبي: مهنة جديدة في العيادات الخاصة

"الدلال" الطبي: مهنة جديدة في العيادات الخاصة

نشر في: 3 يوليو, 2011: 08:25 م

 وائل نعمة في احدى العيادات الخاصة في منطقة السعدون حيث تنتشر يافطات الاطباء المختلفة، تكاد تختلط عليك الامور بين اختصاص الاسنان والصدرية والكسور ،  تقوم "ام سعد " المرأة التي اخذ منها الزمن اكثـر مما اعطاها بكثير ،
وهي ترتدي دشداشة زرقاء سقط لونها ، وفوطة بيضاء ، بدور "الدلال " الذي يصطاد الزبائن من الشارع حتى يرشدهم الى احد الاطباء.هذه المهمة اضيفت مؤخرا الى عمل "الفراشة " كما يتعارف على هذه الصفة  كل مراجعي الاطباء ، وهي المرأة التي تقف عند بوابة العيادة ، وتعطيك رقم الحجز ، وفي احيان كثيرة تأخذ اجرة الفحص مقدما قبل دخولك الى الطبيب ، خوفا من ان تهرب من العيادة ! مرشد طبي !"الدلالية " الجديدة للأطباء هي إحدى أعمال "أم سعد " التي ترغب في رفع أجرها الشهري الذي لا يتعدى الـ300 الف دينار ، تدفع معظمه الى صاحب البيت الذي تستأجره مع أربع من بناتها اللواتي تركن أبيهم وفر هاربا بعد فشله في تحمل مسؤولية البيت ، مخلفا وراءه امرأة وحيدة مع أطفال صغار ، لا تعرف كيف تدبر امرها مع صعوبة الحياة والحاجة الى المال لإطعام بناتها ودفع إيجار المنزل، حينها اضطرت الى مغادرة البيت الى آخر اصغر حجماً في منطقة العبيدي وببدل ايجار اقل من السابق .ام سعد حين تتحدث معك وهي تقف امام باب العيادة ، لا تقف عيناها عن مراقبة المارين ، ويبدأ عملها حين ترى احد الأشخاص محتاراً في اختيار احد الأطباء ، وينظر الى اليافطات المختلفة ، فهي تبادر الى سؤاله " قلبية ، باطنية ..... خير شبيك " ، ولا تتركه حتى يعترف لها بما يشكو ، حينها ترشده الى الطبيب الذي تعمل معه ان كان الاختصاص متوافقا. من جانب آخر لا تخفينا سرا ان بعض "زملاء المهنة " أساؤوا لسمعة العمل  –كما تصفهم ام سعد – حيث تقوم بعض "الفراشات " باستغلال جهل بعض المرضى ، لاسيما كبار السن او القادمين من الاقضية والنواحي او المحافظات البعيدة ، بإرشادهم إلى أطباء عامين ليسوا ذوي اختصاص ، المهم ان تحصل "الفراشة " على العمولة التي تتفق عليها مع الطبيب.rnعمولات و"بقشيش " معظم العاملات في عيادات الاطباء يتفقن على نسبة معينة مقابل استخدام قدراتهن في اقناع المراجعين على اختيار الطبيب "الفلاني "  ، حيث توضح "الحجية سليمة" التي اكتسبت هذا اللقب لكبر سنها وليس لانها "حجية " فعلا ، وهي تعمل عند احدى الطبيات النسائية بانها تاخذ من كل مريض تقنعه بالدخول اليها مبلغ ثلاثة آلاف دينار، مبينة بان الاتفاق على مبلغ العمولة يختلف من طبيب الى اخر حسب مبلغ الكشفية . وتعد النسبة التي تتقاضاها "الحجية " مرتفعة نسبيا لان الطبيبة تأخذ "كشفية" 20 ألف دينار وسونار 10 الاف دينار ، وبذلك لن يكون مضرا ان تقطع ما نسبته 10% من أجرة كل مراجع . مؤكدة ان العمل مع طبيبات النسائية يختلف عن باقي الاختصاصات ، لتعلق الأمر أكثر بالنساء وبموضوع الحمل . فالحجية سليمة تحصل على "بقشيش " جيد من بعض النساء اللاتي يواجهن صعوبة في الحمل ، او اللاتي يحلمن بوضع طفل ذكر بعد "دستة " بنات ، وتشير سليمة الى ان معظم النساء يصبحن سخيات بعد سماعهن أخباراً عن الحمل ، او ان السونار اشار ان الجنين ذكر ، حينها اقوم بتلقي إشارة معينة من الطبيبة وأسارع الى المراجعة وأهنئها وأدعو لها بالسلامة ، حتى احصل على "الإكرامية "." الحجية " لم تكن ترغب في العمل بهذا المجال ، لكنها اضطرت لذلك بعد ان أصبح زوجها عاجزا عن العمل بسبب فقدانه لساقيه في انفجار بمنطقة الصدرية ،حيث أصبحت تقوم بدور الام والأب معا لستة اطفال أصبحوا أيتاما وأبوهم مازال على قيد الحياة ، لانه وحسب وصفها تعرض الى إصابة شديدة أدت الى عدم القدرة على الحركة ، وهو يلازم الفراش ليل نهار ، بعد الإصابة التي تعرض لها وهو متوجه الى عمله في منطقة الصدرية حيث أدى انفجار سيارة مفخخة الى هذا الوضع المأساوي .قبل ان تحاول "الحجية "  إيجاد عمل تغطي به مصاريف العائلة والبيت وعلاج الزوج المريض ، كانت تحصل على معونات من بعض الأشخاص والجيران والجمعيات الخيرية التي توزع لهم الملابس وقت العيد ، لكن المبالغ لم تعد تكفي مع اتساع حجم طلبات الأولاد والبنات الست ، ومصاريف الدراسة ومستلزماتها ، لذلك عرضت عليها إحدى الطبيبات أن تعمل لديها في عيادتها ، مقابل مبلغ 150 ألف دينار ومن ثم أصبح المبلغ 250 ألف دينار وهي الآن تحصل مع الإكراميات ما يقارب الـ400 ألف دينار .السبيل إلى البقاء أن أكثر النساء العاملات في هذا المجال ، لديهن قصص مأساوية ، فـ(حنان) كانت حاملا بالشهر السابع حينما أفاقت وهي على فراش ابيض في إحدى المستشفيات وهي تضع طفلا ليس  كامل النمو . حنان قبل يوم من الولادة هرولت مسرعة الى الشارع العام في منطقة بغداد الجديدة ، بعد ان هز  انفجار منزلهم،تركت ما كانت تف

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

القبض على عشرات المتسولين والمخالفين لشروط الإقامة في بغداد

لهذا السبب.. بايدن غاضب من صديقه اوباما 

في أي مركز سيلعب مبابي في ريال مدريد؟ أنشيلوتي يجيب

وزارة التربية: غداً إعلان نتائج السادس الإعدادي

التعليم تعلن فتح استمارة نقل الطلبة الوافدين

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram