TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > نــص ردن :مطي....ـع ومحنة مصحح

نــص ردن :مطي....ـع ومحنة مصحح

نشر في: 3 يوليو, 2011: 08:37 م

  علاء  حسن الزملاء المصححون العاملون في صحفنا هم الاكثر تعرضا لعقوبة استقطاع الراتب بسبب حصول اخطاء غير مقصودة ، وخاصة في اسماء المسؤولين ، والقادة السياسيين ، والمصحح بنظارته المكبرة ، ودقته  وحرصه على اصطياد الاخطاء المطبعية للمنضدين ، قد تفوته اشياء كثيرة بفعل زحمة العمل ،
ووقوف مسؤول الصفحة على رأسه، فتقع اخطاء تثير غضب هيئة التحرير لوقوعها في حرج كبير بسبب اخطاء توصف عادة بانها كارثية ، ولا ينفع نشر التنويه والاعتذار عن التقليل من تاثيراتها ، والامثلة على ذلك كثيرة ، فجاء في خبر ان المسؤول المطيع بدون حرف العين لرئيس كتلته النيابية اعلن استعداده لنهب " لجذب " شركات الاستثمار الاجنبية ، وفي مثال اخر اكد  عضو في مجلس النواب اعتماد المحاصصة الطائفية المقيتة في تقاسم المناصب ، والحقائب الوزارية في الحكومة الحالية ، فسقطت مفردة رفض من تصريح النائب ، وتطلب الامر نشر تنويه في عدد اليوم الثاني يبين الموقف الصحيح للنائب ، والاعتذار له ، فيما تلقى المصحح توبيخا وعقوبة من هيئة التحرير لانه وضع جريدته في حرج اعلان مثل هذا الموقف السياسي الخطير .في صحف النظام السابق كانت عقوبة المصحح الابعاد عن العمل  او التعرض  لاستجواب في حال وقوع خطأ في اسم الرئيس او نائب رئيس الوزراء او احد  اعضاء القيادة القطرية او القومية لحزب البعث المنحل ،  اما   العاملون في الصحف الاسبوعية التي كانت  تصدر باشراف النجل الاكبر لصدام فتكون عقوبتهم الفلقة في معسكر الرضوانية ، ثم الخروج بعكازات والذهاب فورا الى العمل لكتابة عمود يشيد بالقيادة الشابة .للزملاء المصححين الذين اجبرتهم ظروفهم المعيشية لمزاولة هذه المهنة الصعبة  في العمل الصحفي في صحف النظام السابق اليومية والاسبوعية تفاصيل عن اشكال العقوبات وقسوتها ، وسعيد الحظ من خرج بالابعاد عن العمل من دون استجواب اوفلقة ، او الاحالة الى جهات امنية لغرض التحقيق للاستفسار عن الدوافع والجهات التي جعلت المصحح يغض النظر عن تصحيح مفردة خاطئة اثارت استياء القيادة الحكيمة ، وردت في اعلان مدفوع الثمن . معاناة المصححين لم تنته بعد حتى في الزمن  الراهن ، والكثير منهم تعرضوا لعقوبات لان اسم القائد او الزعيم  السياسي الفلاني " انكلب على البطانة " واثار سخرية القراء ، والمصحح المسكين استقبل العقوبة برحابة صدر ، بعد ان عاش اياما عصيبة نتيجة القلق من احتمال تعرضه لاعتداء او اغتيال من قبل عناصر حزب او تنظيم سياسي .المصححون  يصفون عملهم بانه  مثل السير في  حقل الغام ، وادواتهم لاتتعدى التدقيق الشديد مستعينين بنظارات ذات عدسات سميكة ، وقلق مستمر من حصول خطأ محتمل ، واحدهم حينما يريد الذهاب الى النوم يسترجع تفاصيل عمله ،يساوره الشك فيتصل بزميله هاتفيا للتاكد من صحة خبر ورد فيه اسم مسؤول او قائد او زعيم سياسي.الغام الاخطاء هذه الايام في صحفنا المحلية اصبحت كثيرة ايضا ، والامر لايتعلق  بالمصحح ، وانما انسحب ايضا الى المحررين ، فهؤلاء يترددون كثيرا في نشر تصريحات تعبر عن مواقف سياسية ، ويخشون ان تثير اطرافا مستعدة للهجوم على مبنى الجريدة  واختطاف العاملين ومصادرة الممتلكات والاثاث اي حوسمة الجريدة بالكامل لانها نشرت تصريحا انتقد الزعيم الفلاني في اجواء حرية التعبير التي يقال انها مكفولة طبقا لما رود في الدستور العراقي  . وخشية من الوقوع في المحظور وتجنب المتاعب والعواقب ، ليس من المستحسن الاشارة الى الاخطاء التي وردت في صحفنا المحلية ،لان اعادة نشرها في الوقت الحاضر قد تثير ازمة سياسية نحن في غنى عنها ، ولاسيما ان جميع الاطراف المشاركة في الحكومة تتجه نحو ترشيقها وتخفيف وزنها  المترهل واذابة شحومها، وكان الله في عون المصححين العاملين بصحفنا الحالية .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram