TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > شنــاشيــــل :فيلم عراقي طويل

شنــاشيــــل :فيلم عراقي طويل

نشر في: 3 يوليو, 2011: 08:42 م

 عدنان حسين لا بدّ أن الزميل وسيم باسم كانت تسوقه آماله وأحلامه، وآمال وأحلام من التقاهم، وهو يعدّ لتقريره الصحفي بشأن أوضاع دور السينما في البلاد المنشور أمس في "إيلاف" تحت عنوان "انحسار التطرف يحيي الآمال في بعث دور السينما في العراق".
فللأسف بخلاف ما يرغب فيه الزميل والذين استنطقهم، لم ينحسر التطرف لكي تنتعش الآمال بان تعود إلى مجتمعنا الحياة الطبيعية التي سيكون من مظاهرها وعلاماتها البارزة استئناف العروض السينمائية والمسرحية والمعارض الفنية والحفلات الموسيقية، كما كانت عليه الحال في السبعينيات والستينيات من القرن الماضي، بل في الأربعينيات والثلاثينيات، كما يتذكر بحسرة الآباء والأمهات وكما تؤرخ صحافة تلك الحقبة.قضية مجزرة عرس الدجيل وقضية الإقليم السني وردود الفعل بشأنهما تقدّم دليلاً جديداً على أن نار التطرف الطائفي لم تزل مستعرة تحت الرماد خصوصاً في دواخل السياسيين المتنفذين، فهؤلاء السياسيون الذين أدلوا بدلائهم في هاتين القضيتين أظهروا أنهم طائفيون حتى النخاع برغم أن لكل منهم لساناً "وطنياً" بطول الطريق من بغداد إلى الموصل أو إلى البصرة.وحتى لو حدث أن انحسر التطرف الطائفي، أو بدا كذلك، فان سياسيينا لديهم قواتهم الاحتياط، أو قوات الطوارئ، لكي يتحولوا بها من التطرف الطائفي إلى التطرف السياسي.. شهر حزيران الماضي كان الأكثر دموية، حسبما أعلنت المصادر الرسمية، برغم انه كان مفترضاً أن يكون الأقل دموية بعدما أعلنت وزارة المصالحة الوطنية أنها تصالحت مع 15 جماعة مسلحة وقدّمت ممثليها المفترضين إلى الرأي العام في مؤتمر صحفي نقلت وقائعه بكل الألوان!.. وما من شيء يمكن أن يفسّر هذه الدموية غير اندلاع معركة جديدة في حرب البسوس بين كتلتي "العراقية" و"دولة القانون".وعلى فرض أن التطرف الطائفي انحسر والتطرف السياسي تراجع، فهل يعني هذا أن نخبة الحكم ستهتم بعودة حياتنا الاجتماعية إلى طبيعتها القديمة وتلتفت إلى إحياء مراكز الثقافة والفن، وبينها دور العرض السينمائي والمسرحي؟ هل بين هذه النخبة من يعرف قيمة الثقافة والفن ويقدرهما حق قدرهما؟... لو كان بينهم واحد بهذه المواصفات لاستجاب، مثلاً، للنداءات المتكررة بان تتعهد الدولة علاج شاعر مبدع معروف يكابد محنة المرض، هو محمد علي الخفاجي.مَنْ مِن هؤلاء السياسيين المتصارعين بضراوة على الكراسي والمال والنفوذ سيزهد في العقود والصفقات المليونية ويكترث بتأهيل دور العرض والصالات القديمة أو بناء دور وصالات جديدة لكي يتفرج الناس فيها على أحدث الأفلام والمسرحيات؟.وإذا وُجِد واحد يكترث ويكرّس جهده ويستثمر نفوذه لبناء هذه الدور والصالات، فكيف سيصل الناس إليها؟ مَن سيخفف زحام الطرق الخانق (بسبب نقاط التفتيش)؟ ومن سينظف الشوارع والأرصفة لكي يضمن الناس ألا تتسخ ملابسهم النظيفة المكوية ببقايا الأطعمة وبالمياه الآسنة التي تملأ شوارع مدننا وأزقتها وساحاتها؟لا أظن أن الزميل الإيلافي قادر على الإجابة عن حشد الأسئلة هذا لكي نشاطره تفاؤله.. ومع هذا تحية له على انه كتب في هذا الموضوع الحيوي.أخيراً هل حقاً لم يزل العراقيون في شوق إلى ارتياد دور السينما للتفرج على الأفلام؟.. أظن أن نفوسهم عافت السينما بعدما غدوا جميعاً لاعبي أدوار البطولة في هذا الفيلم الميلودرامي العراقي الطويل الذي انتهى نصفه الأول في 9 نيسان 2003 ولم يزل عرض نصفه الثاني متواصلاً  حتى كتابة هذه الكلمات، في كامل أرجاء العراق، مدينة مدينة وقرية قرية وشارعاً شارعاً.. ودربونة دربونة!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram