طه كمر قبل أن يلفظ دورينا الطويل أنفاسه الأخيرة أصبح في حكم المؤكد معرفة الفرق التي سوف تغادر مستوى النخبة وتهبط إلى الدوري الممتاز حسب ما معمول به ضمن قرارات الاتحاد العراقي المركزي لكرة القدم التي تم وضعها واعتمادها قبل بدء الدوري للموسم الحالي. في المجموعة الجنوبية صار مؤكداً هبوط أندية الهندية والناصرية
والحسنين ونفط ميسان والديوانية وأخيراً تأكد هبوط فريق نفط الجنوب الذي يمتلك قدرة كبيرة ويضم لاعبين لهم من الخبرة التي جعلتهم منافسين أشداء للفرق الجماهيرية لكن هذا حال كرة القدم فبمجرد انهم تعرضوا الى بعض الهفوات التي لم يحسبوا لها حساباً خاصاً جعلتهم خارج دوري الأضواء الذي تسعى العديد من الفرق للوصول إليه،  فخروج نفط الجنوب لم يكن أمراً طبيعياً لأنه من الفرق الكبيرة التي حققت انتصارات عدة على فرق تفوقها في كل شيء في الوقت الذي خرج فريق الطلبة من عنق الزجاجة بعد أن اجتهد لاعبوه في مباراتهم الأخيرة التي جمعتهم امس الاول الأحد بفريق بغداد الكبير والمتخم بالنجوم لكن الطلاب أدركوا حراجة الموقف ووضعوا نصب أعينهم تأريخ فريقهم (الأنيق) كما يحلو لعشاقه أن يسمونه، لذلك عملوا كل ما بوسعهم من أجل كسب نقاط المباراة التي كادت نتيجتها تطيح بآمالهم لولا انهم انتزعوا الفوز بقدم المثابر حسن جبار الذي نفذ ركلة جزاء على طريقة الكبار عندما انبرى للكرة ووضعها بجانب فيما رمى الحارس نفسه إلى الجهة الأخرى ليحجز الأنيق البطاقة الثامنة والأخيرة التي ستبقيه ضمن دوري النخبة، ونأمل من القائمين على هذا الفريق العريق أن يعوا حالة الحفاظ عليه والنهوض به كما عهدناه سابقا عندما كان ينافس على أحد المراكز الثلاثة الاولى في الدوري والتأريخ يشهد بذلك وأن يستفيد القائمون عليه من هذا الدرس البليغ الذي يجب ألا يبرح ذاكرتهم فحظوظهم كانت على (كف عفريت) في البقاء ضمن النخبة من عدمه خصوصاً ان بقاءهم جاء على حساب فريق يشار له بالبنان وهو نفط الجنوب الذي نأمل من اتحاد الكرة الجديد أن يضعوا بنظر الحسبان إمكانية وخبرة ومهارة لاعبيه ويعيدوا حساباتهم ليتخذوا قرارا ببقائه ضمن النخبة كونه لا يقل شأناً عن الفرق التي بقيت في النخبة .أما في المجموعة الشمالية فحتى هذه اللحظة والضبابية تسود المراكز الأخيرة فيها لتشابه معطيات فرقها ففريقا، الشرطة والموصل ما زالا يجتهدان كثيراً ويعيشان حالة الصراع من أجل البقاء ضمن دوري الأضواء، فالشرطة تنتظره مباراتان أحداهما مؤجلة أمام فريق دهوك بطل الدوري للموسم الماضي الذي يحاول اليوم جاهداً من أجل البقاء في النخبة والأخرى أمام فريق النفط الذي يشكل نداً للشرطاويين على مرّ المواسم، لذلك لم يكن الطريق أمامه سالكا ، بل يتوجب عليه الاستمرار في الصحوة التي انتابته قبل دورين وحقق خلالها فوزين مهمين أمام الكهرباء وسامراء فيما تبدو مهمة الموصل صعبة أيضا عندما يواجه فريق سامراء على ملعب الأخير الذي قدم أفضل عروضه في مباراته الماضية أمام الشرطة .يتساءل الجميع: لماذا وصل الحال بالفرق الجماهيرية الى ما عليه الآن خصوصا الشرطة والطلبة اللذين بدءاً يتشبثان بشتى الوسائل في البقاء ضمن دوري النخبة في الوقت الذي أصبح فريقا المصافي وبغداد اللذان ولجا دوري النخبة قبل موسمين فقط من أفضل الفرق وسوف يكون لهما كلام كبير في الموسم المقبل لاسيما ان بغداد الان يحتل المركز الثالث خلف فريقي الزوراء والجوية، ومن المسؤول عن تقهقر الفرق الكبيرة ووصولها إلى المركز الذي بدأت تمني نفسها في قبولها بالمركز الأخير على أن يضمن لها البقاء مع الكبار؟الشرطة والطلبة عاشا موسمين عصيبين ومن أسوأ المواسم لهما بعد أن فرط الاثنان بلاعبين لا يمكن لأي فريق التفريط بهم وها هم اليوم من أوصلوا فرقهم التي انتقلوا إليها الى مراكز مهمة على خارطة الدوري، لذا يجب أن يكون الدرس لهذين الفريقين مفيداً جداً في حال إذا تمكن أهل القيثارة من تكملة مشوارهم كما تشتهي سفنهم التي دُمرت دواليبها ومُزقت أشرعتها وجمهورهم ينتظر على الضفة الأخرى وصولها بسلام كي يتسنى لإدارته إعداد العدة للموسم المقبل بحلة جديدة تتناسب مع عراقة هذا الفريق ، وبالتأكيد فان القائمين على الأنيق مدعوون أيضا لمراجعة الامور في ناديهم العريق كي يواصلوا المشوار أسوة بفرق الزوراء والجوية وأربيل والصناعة الذي وقف نداً وصار مع الكبار اسماً وفعلاً .