الموصل/ نوزت شمدين بحثت هيئة استثمار نينوى، إمكانية تنفيذ مشروع حصاد المياه في منطقة وادي الثرثار، والإفادة منه في العملية الاستثمارية، جاء ذلك خلال الملتقى التخصصي العاشر، الذي أقامته الهيئة في مبنى محافظة نينوى، وحضره عدد من المسؤولين المحليين وباحثون وأساتذة جامعيون.
الملتقى حمل شعار " نحو تحقيق تنمية شاملة في المناطق الأقل نمواً". وقدمت خلاله دراسة عن إمكانية حصر مياه الأمطار في عدد من مناطق حوض الثرثار جنوب غرب نينوى، وذكر د.حكمت الداغستاني مدير مركز التحسس النائي في جامعة الموصل، أن الدراسة تشتمل على إقامة ثمانية سدود، هي في الأصل أودية طبيعية، وتبلغ ارتفاعاتها بين 4 – 11 مترا. وأكد الداغستاني على أن حصر المياه في تلك المنطقة ستكون له فائدة كبيرة جداً، من حيث الاستثمار الزراعي والسياحي، فضلا عن إحياء مناطق الرعي، ووقف التصحر الذي يهدد المنطقة بأسرها .وأضاف: ان الدراسة استعانت بمعلومات قدمتها الأنواء الجوية، واعتمدت على كمية الأمطار الساقطة، وأظهرت إمكانية حبس كمية كبيرة من المياه، بدلاً من ذهابها هدراً كما يحدث سنوياً. الكثير من الملاحظات أبداها الحاضرون في الملتقى بينهم مدير زراعة نينوى السابق د.عبد الستار سمير الرجبو، الذي تساءل عن الجهة التي تتولى عملية الاستثمار، وهل هي قطاع خاص أم قطاع عام، لان مشكلة كبيرة ستواجه المستثمر، وتتعلق بملكية الأراضي في المنطقة، ونوعيتها. آخرون رأوا أن الدراسة غير متكاملة، لأنها تقتصر على الجانب الجيولوجي فقط، ولم تبحث باقي الجوانب الزراعية على سبيل المثال، أو دراسة للجدوى الاقتصادية من المشروع، وطرح تساؤل فيما سيجنيه المستثمر من مجرد حب المياه في المنطقة، فهل سيستثمر المياه، أما سيحققه توفير المياه، سياحياً وزراعياً. ودعوا إلى أخذ طبيعة المنطقة بنظر الاعتبار، مع ضرورة تنظيم العلاقة بين من ينشئ السد، وصاحب الأرض المستفيد من المياه، وان تكون مديرية الزراعة حاضرة في أي دراسة تخص الأمر، وذلك لتجنب المشاكل المستقبلية التي يمكن أن تحدث. مستشار المحافظ قتيبة الرزو قال متحدثاً عن الملتقى: تم عرض الإمكانية الفنية لإنشاء سدود صغيرة، ويجب أن يتكامل المشروع بدراسات تخص الزراعة بشقيها النباتي والحيواني ومجالات الاستثمار في ذلك، كما أن الأمر يتطلب جهودا حثيثة لدائرة الزراعة مع فريق من جامعة الموصل وبإشراف مباشر من جهاز التخطيط للوصول الى نتائج عملية تخدم إعادة الاستثمار في قطاع الزراعة وتطوير مفاهيم إدارة المياه بالشكل العلمي المناسب . وأوضح موفق يونس مدير هيئة الاستثمار في نينوى أن الهدف من الدراسة هو إثبات إمكانية حبس المياه وجمعها في مكان واحد بحيث يمكن الإفادة منها، وان الدولة في الفترة السابقة، كانت تسد الأبواب إمام كل من يحاول طرح الموضوع، وكانت الإجابة في الغالب أنه بوجود نهر دجلة، لا فائدة من مشاريع لحبس المياه. وأضاف يونس: " الوضع الآن اختلف عن السابق، وأصبحت هناك حاجة ماسة للبحث عن بدائل".ودعا موفق يونس كلية الزراعة والغابات، بتقديم دراسة ملحقة، بأنواع المحاصيل والخضر التي يمكن زراعتها في المنطقة ، من حيث مقاومتها للظروف البيئية، وكذلك ملائمة التربة. قائمقام الحضر رحب بتوجه الدراسة نحو تنفيذ مشاريع سدود ضمن منطقة القضاء الجغرافية، التي تعاني من تصحر دمر معظم أراضيه الزراعية، وقلص ثروته الحيوانية بنحو 95%، وبين سهولة تنفيذ الدراة من الناحية العلمية، لان المنطقة المستهدفة تعود ملكية الأراضي فيها الى الدولة، وبين ان مناطق الرعي ستكون هي المستفيدة بالدرجة الأساس من أي مشروع إروائي ينفذ.
استثمار نينوى تناقش حصر المياه في وادي الثرثار
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 4 يوليو, 2011: 08:10 م