اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > المياه الجريحة.. فـي عرض بينالي فينيسيا العراقي

المياه الجريحة.. فـي عرض بينالي فينيسيا العراقي

نشر في: 5 يوليو, 2011: 05:08 م

علي ا لنجار نيويورك  يبدو أن الأمر هكذا, وكشعب عراقي (بما أن بعض بلدان العالم تشكل نسبة شعوبها إلى ما نفي أو شرد أو ضل السبيل من أناسنا العراقيين اقل من عشرين بالمئة منهم) أن نواجه مصيرنا بأنفسنا عزلا إلا من عدتنا الثقافية التي غالبا ما نسيء للآخر بتصريفاتها المداهنة بثقافتها العرجاء.
ونادرا ما تمهد لنا سبل الخلاص بخطوطها الإنسانية وسط كل ضجيج الثقافات العالمية المتنوعة والمتشعبة. الفنان العراقي المغترب علي عساف وزملاؤه الخمسة الآخرون, قبلوا التحدي بعد أن تقطعت بهم السبل الموصولة بمؤسسات الدولة العراقية الثقافية العرجاء. ونجحوا في اختراق الوسط الفني العالمي من أوسع أبوابه. فبعد أن حرم الفنان العراقي لخمسة وثلاثين عاما من إيصال منجزه لعروض بينالي فينيسيا العالمي للفن التشكيلي, والتي تشكل عروضه أهم منفذ للتواصل مع المنجز العالمي. على الرغم من أن المساهمات العراقية السابقة كلها رسمية وملغومة بقرارات فوقية لا تعير وزنا لموضوعة العرض العامة. بل هي مجرد مساهمات بلوحات(رسوم) أو منحوتات لفنانين مختارين ليست لها صلة بأهداف العرض الثقافية. وجواز مرورها لاماكن العرض الفينيسي هو اسم الدولة(الرسمية) وإيفاء رسوم العرض. استطاع هؤلاء الفنانون العراقيون المهاجرون وبجهد شخصي من نصب أعمالهم وسط زحمة وزخم عروض من شتى أنحاء العالم. وان احتضنت المؤسسات الفنية والثقافية وحتى الشخصية والرسمية من دول العالم  مشاريع أعمال الفنانين بشكل عام. فان جهد علي عساف وزملائه كان منصبا على البحث عمن يمول مشروع عرضهم المشترك. أن تسمع بالخبر, ليس مثلما ترى تفاصيل أحداثه مباشرة. وهذا ما نراه واضحا في الكثير من اشتغالات الفن المعاصر التي  تستحدث أو تستقدم الحدث بصورته الوثائقية أو حتى الافتراضية. حوادثنا العراقية لا تخلو من صور صادمة. مثلما هي  لا تخلو أيضا من صدمة اختراق الفعل الخارجي الذي وجد في مساحة وطننا الجريح فرصته لتهديم ما تبقى من بنية تحتية وبيئية وبناء مجده على حساب كل ذلك. أن تطرق أسماعنا كل يوم أفعال التفجير المتنوعة أدواتها والمختلفة أهدافها والملتبسة ظروفها, مثل اشتباك أطراف فاعليها والتي لا يبرأ منها حتى الذين هم في سدة الحكم. فإننا(الرأس والمرؤوس) نبقى غافلين عن خفايا الحروب السرية الصغيرة التي أعلنت ومنذ زمن الدكتاتورية الفردية ولحد الآن على مياه أنهارنا وروافدها وللحد الذي يتوقع فيه بأننا سوف نصحو بعد ثلاثة عقود لنجد أن أنهارنا تبخرت, مثلما تبخرت أحلامنا العراقية نحن المهاجرين(الأبديين). هذه المعضلة البيئة هي التي اقترحها عرض المجموعة العراقية الفينيسي وتحت عنوان(ماء جريح).   لم يعد العمل الفني المسندي(اللوحة) وحده قادراً على إيصال قضية ثقافية فكرية أو تقريب التصور لحدث معاصر. هذا ما انتبه إليه العديد من الفنانين العراقيين المهاجرين. ولم يكن الأمر(تعلم التقنيات الصورية والافتراضية المعاصرة) مجرد إشباع لنزوة من قبلهم. بل وبشكل خاص للأجيال الجديدة, تعلم ممارسات تقنية متوفرة ضمن المجال التعليمي الفني المعاصر. وللأسف, هذا ما تفتقر إليه المناهج التدريسية الفنية في داخل العراق. وان أردنا مسايرة السبل والطرائق الأدائية الفنية العالمية(والعالم المعاصر قرية اتصالاتية صغيرة, ولم يعد بعبعا يخضع للمماحصة الفارغة كما كنا نفعل) فان العمل على إبراز قضية مصيرية(مثل حرب المياه, والتي هي ألعن حرب) في محفل فني معاصر. لا بد للفنان الذي يتناولها من أن يتوفر على أدواته الفنية بشرطين, الأول: هو إدراك القيمة الصورية ـ التصورية. وثانيا: توفر الإمكانية أو المقدرة التقنية بوسائلها الميديوية المختلفة. وهذا هو فعلا ما تحقق للفنانين المشاركين في هذا العرض العراقي العالمي. وان عجز فنانو الداخل عن مشاركتهم في هذا العرض بسبب تقصير وزارة الثقافة بتغطية الاشتراك والنفقات, كما هو معهودها الذي أضجرتنا تبريراته المتكررة في كل مناسبة أو عرض. فان هؤلاء المغتربين استطاعوا أن يحققوا للفن العراقي المعاصر حضورا ملفتا للانتباه وسط كل الضجيج الإعلامي العالمي التنافسي في هكذا محفل فني عالمي.(ماء جريح)علي عساف, عادل عابدين, احمد السوداني, أزاد نانه كه لي, وليد سيتي, حليم الكريم. اشتغل كل منهم مشروعه الخاص على عنوان العرض بما خصص له من مساحة(غرفتين) في بيت فينيسي عريق مؤلف من اثنتي عشرة غرفة شرقية الطراز لتلائم طبيعة العرض. ستة فنانين من أجيال فنية مغتربة متتابعة زمنيا ومنذ السبعينات حتى زمن الحصار الكارثي وما بعده. على الرغم من اختلاف تجاربهم. إلا أن معاصرة كل منهم تحمل بصماتها الخاصة. ست تجارب عراقية بارزة(سبق لي وضمن مشروع كتاباتي عن ـ الهجرة المستحيلة, أن كتبت أو نوهت عن خمس منها). توزعت اداءاتها ما بين الرسم والفيديو الفني والفوتو والإنشاء والتجميع, لكنها توحدت كفعل تناول الحدث المأساوي برؤى متنوعة.   الفنان (علي عساف) يستذكر البصرة(مدينته العراقية) كفينيسيا الشرق(عنوان عمله المزدوج). وكعادته في جمع واستذكار أرشيفه الصوري العراقي في العديد من أعماله التركيبية. فانه هنا أيضا ينثر الصور الشخصية

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

تركيا.. إقرار قانون لجمع الكلاب الضالة

تقليص قائمة المرشحين لخوض الانتخابات مع كامالا هاريس

وزير التعليم يخول الجامعات بمعالجة الحالات الحرجة في الامتحان التنافسي للدراسات العليا

اليوم..مواجهة مصيرية لمنتخبي العراق والمغرب

تعرف على الأطعمة التي تحفز نشوء الحصى في الكلى

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram