اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > سوق"تفصيخ"بشري.. تجارة أعضاء الإنسان تخضع لقانون "العرض والطلب"!

سوق"تفصيخ"بشري.. تجارة أعضاء الإنسان تخضع لقانون "العرض والطلب"!

نشر في: 5 يوليو, 2011: 05:18 م

 أعد الملف/ إيناس طارق – وائل نعمةيشتد الصراخ ويعلو أمام إحدى مستشفيات بغداد الأهلية "........" الواقعة في شارع المغرب والساعة قاربت السادسة مساءً والمراجعون كثر والصالة الداخلية للمستشفى لا يوجد فيها مكان للانتظار،
 لذلك خرجنا ووقفنا أمام إحدى الصيدليات القريبة جدا والملاصقة لحائط المستشفى، نقف تارة وتارة أخرى نجلس في السيارة الحديثة التي استعرنها من احد الأقارب لمعرفة بعض الخفايا المتعلقة بسرقة الأعضاء.وما شجعنا هو ان بعض المصادر في وزارتي الصحة والداخلية أكدت ان هذا المستشفى يقع تحت خط الشبهات حيث تجري فيها عمليات "غير قانونية"، منذ سنين طوال بحسب ما تشير المعلومات.زميلي يحاول التماس الرأفة والرحمة بحالي في داخل المستشفى من الأطباء لأنه ادعى انه أخي ويملك الكثير من المال وهو مستعد لشراء كلية بديلة "سبير"، وهو المصطلح المتعارف عليه في التعامل مع الوسطاء لبيع وشراء الأعضاء البشرية.rnسؤاله عن "الكلية" لم يلق أي اهتمام من احد العاملين او الأطباء في المستشفى، فخرج ووقف بجواري عند الصيدلية الخارجية، حينها  مر من أمامنا رجل قصير القامة ممتلئ الجسد ذو "كرش" متدلي، يرتدي قميصاً أسود وبنطال كابوي، أصلع الرأس،وعمره في الثلاثينيات.. بادر وسألنا عن حالة المريضة، فشرحنا له سبب حاجتنا الى  "كلية " واستعدادنا لشرائها بأي مبلغ كان.الرجل كان كثير التحرك ولا يكاد يقف لحظة من دون ان يحرك رأسه يميناً ويساراً، المهم ان الحديث استمر بيننا، ليبدأ بعده العرض الذي شرحه لنا قائلاً: هنالك طبيب يجري عملية بمبلغ 1500 دولار وآخر بـ 1000 دولار والمتبرع يستلم 5000 آلاف دولار والوسيط 1000 دولار والمستشفى غير مسؤولة عن حدوث أية مضاعفات بعد العملية،ويكتب تعهداً بذلك يوضع  عند احد الأشخاص المشاركين في العملية، كذلك يدرج شرط قانوني بين الواهب والمستلم بعدم الشكوى والمطالبة بالتعويض في حالة عدم ملائمة الكلية للمستلم او تعرضه للموت.كادت أعصابنا تفلت منا، وننتفض بوجهه ونكشف حقيقتنا، لأنه استفزنا ببرودة أعصابه وحديثه عن تجارة الأعضاء وكأنه يتحدث عن مواد احتياطية لسيارة او "ماطور"، بعد ذلك أراد ان يتمم عقد صفقة البيع وتبادل أرقام الهواتف معنا لتحديد موعد مع احد الأطباء الجدد، وشجعنا على الانتظار لساعة او أكثر فربما يأتي الطبيب، الذي وصفه بالمهارة والدقة في أداء عمله، وهو جدير بالثقة والاحترام لأنه لا يتقاضى أجوراً مرتفعة ويجري كل التحاليل في المختبر القريب من عيادته والعائد لشقيقته.نحن بدورنا أخذنا رقم الهاتف، واتفقنا على ان يجري اتصال بيننا بعد ان يتكلم الوسيط مع الطبيب ويحمل له أوراق تحاليلي وأشعتي، وبالفعل كنا نحمل معنا الأوراق المطلوبة وصور الأشعة، التي تعود لامرأة مصابة بالتهاب مزمن بالكلى، أخيراً ودعنا الوسيط على أمل الاتصال به لاحقاً.انتشار تجارة الأعضاءمعروف ان  تجارة الأعضاء البشرية بدأت  تتسع  بعد فترة الحصار وتدهور الأحوال المعيشية لمعظم العراقيين، لتظهر هذه التجارة الغريبة والجديدة على المجتمع العراقي بتشجيع بعض الجهات والمراكز التي كانت تعمل بمثابة سماسرة  ووسطاء لصالح مراكز طبية خارجية في عدد من الدول العربية التي كانت بدورها تبيعها للمرضى الذين هم على استعداد للدفع اكثر مقابل التمتع بالصحة، وقد تم كشف العديد من هذه العصابات في عهد النظام السابق وتم إلقاء القبض عليهم الأمر الذي دعاهم إلى نقل نشاطهم إلى خارج الحدود العراقية وأصبح  عندها الاتفاق يحدث في العراق والعمليات تجرى في الأردن، ثم نشطت هذه التجارة مرة أخرى وعادت من جديد بعد عام 2003 على يد عدد من الأطباء والسماسرة.وبحسب تقارير وزارة الصحة فإن أمراض الفشل الكلوي أصبحت شائعة في العراق، ومن ضمن المصابين بهذا المرض يوجد 7 آلاف عراقي في حاجة ماسة وعاجلة لزراعة كلية. التقرير أوضح ان العراقيين في خطر بسبب سوء حالة أجهزة الغسيل الكلوي، حيث ان الكثير منها لا يعمل برغم التخصيصات المالية التي تهدر جراء الفساد المستشري في مؤسسات الدولة ومنها الصحة، وهنالك قائمة طويلة من المرضى الذين يحتاجون بشكل ملح لزراعة كلى، ينتظرون في المستشفيات على أمل هو أشبه بالسراب!بالمقابل يتحدث عدد من المرضى وممن كان لهم مشوار طويل في البحث عن الكلى، بانك حينما تقف أمام إحدى المستشفيات التي تجري عمليات زرع الكلى، ولفترة طويلة وتسأل عمن يدلك على بائع كلية لإنقاذ حياة شخص قريب لك،سوف تجد هناك من يرشدك الى ذلك  من دون عناء، وهذا الأمر يحدث بعد الاتفاق بين الوسيط وممرضين وأطباء داخل المستشفيات.الطرف الأول: البائعمن جانبه يتحدث الطرف البائع، عن كثير من المبررات التي يسوقها لنا احدهم قائلاً: الحاجة والعوز المادي، هو الدافع الرئيس لكي أقوم ببيع كليتي.. الرجل الذي يحدثنا متشرد وليس له مأوى ولن يكون غريباً ان يتنازل عن إحدى كليته، في الأقل كما يصفها "بأنها الحاجة الوحيدة السليمة في جسد

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

القبض على عشرات المتسولين والمخالفين لشروط الإقامة في بغداد

لهذا السبب.. بايدن غاضب من صديقه اوباما 

في أي مركز سيلعب مبابي في ريال مدريد؟ أنشيلوتي يجيب

وزارة التربية: غداً إعلان نتائج السادس الإعدادي

التعليم تعلن فتح استمارة نقل الطلبة الوافدين

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram