 بغداد/صفا الطائي  اختلف اقتصاديون بشان إحالة الموظفين القدامى الى التقاعد ، فقد رأى بعضهم ضرورة إبقاء أصحاب الخدمة الطويلة لخبرتهم ،بالمقابل هناك من دعا الى إفساح المجال الى الشباب لتقليل نسبة البطالة التي تشهدها البلاد ، فيما اقترح خبير ان يتم فتح دوائر استشارية تضم المتقاعدين لتدريب العقول الفتية في إدارة العمل.
و دعت الخبيرة الاقتصادية اكرام عبد العزيز أمس الثلاثاء الى أهمية إبقاء أصحاب الخبرة والخدمة الطويلة في الوظيفة على الرغم من وجود فئات عاطلة عن العمل تحمل صفات تؤهلهم في شتى المجلات.وقالت عبد العزيز: إن الحياة في جميع مجالاتها تتكون من هرم مقلوب لذلك يمكن الاعتماد على فئة الشباب ولكن بالحجم القليل الذي سيكتسبونه بالخبرة من الموظفين القدامى، مشيرة الى ان العراق مازال يحتاج الى الكفاءات العالية التي تقود.وترى عبد العزيز أن هناك بعض المؤسسات لها أنظمتها وتعليماتها الخاصة بها فتدار هذه بأيد ٍ بارعة للحيلولة دون وصول أصحاب الخبرة والكفاءة والمتخصصين إلى الهرم ومراكز صنع القرار، مما يؤدي إلى إبعاد هذه المؤسسات عن الرقي والتطور والتقدم ومواكبة العصر ، واصفة هذا الأمر بـ(المقلق) والملفت للنظر لما له من تأثير على واحدة من مقومات عجلة التنمية والتقدم والازدهار المتمثلة بالعنصر البشري.من جهتها ،قدمت الخبيرة الاقتصادية سلام سميسم مقترحا يتضمن فتح دوائر استشارية لتدريب الشباب ، وقالت " من الممكن الاستغناء عن أعداد كبيرة من ذوي الخبرات ولكن هذا لايعني اننا نحيلهم الى التقاعد ، داعية الى فتح دوائر استشارية تكون خاصة بهم يلجأ اليهم ذوو الكفاءات القليلة مع طلب المساعدة منهم في التدريب والاستشارة في صنع القرار.وأشارت الى ان الفئات الشبابية يمتلكون عرض عمل ولكن ليس لديهم طلب في السوق وهذا مانلاحظة اليوم في توفر التكنلوجيا التي يستطيع العمل بها كل شاب عراقي ولكن لاتوجد المهن التي يعمل بها وهذا نقيض هذا ، لكن من الضروري توفير فرص حقيقية تشغل العقول التكنولوجية بجانب الكوادر القديمة التي ستكسبهم معرفة وغيرها من الأمور.ويذكر ان نسبة البطالة في صفوف الكفاءات من أعلى المعدلات في العالم، كما أن العديد من الكفاءات العلمية والأكاديمية العراقية إن لم يكونوا في صفوف العاطلين فإنهم يعملون في غير تخصصاتهم .وأوضح الموظف رياض احمد ضرورة تقسيم ذوي الخبرات على المجالات التي يعمل بها كل شخص فانا ارى ليس من المهم ان يبقى الأستاذ الجامعي اكثر من العمر الذي يسمح بأن يزاول مهنته وبحجة انه يمتلك خزينا من المعلومات ، في حين ان اكثر خريجي الدراسات العليا بحاجة الى هذه الوظيفة أكثر منه.مؤكداً على ان المجال التعليمي يحتاج الى ذوي الكفاءات العالية من الأعمار القليلة لما يحملونه من طاقة وقدرة على السيطرة بإيصال المعلومة لأذهان الطلبة كون العمر متقاربا،مستدركاً انا لا اخفي ان بعض الدوائر بحاجة الى من أصبح يمتلك خبرة مع فترة زمنية طويلة لكون هذه العقول ستستغل للاستشارة والمراجعة في تكملة الواجبات التي يكلف بها أصحاب الفئات العمرية الصغيرة.وكان ممثل الأمين العام للأمم المتحدة لحقوق الإنسان في العراق (فالتر كالين) قد كشف ان نسبة البطالة في العراق تجاوزت الـ28% ، فيما يعاني ربع سكان العراق من الفقر الشديد.وأضاف كالين في آخر تقرير له رفعه للأمم المتحدة: ان العراق يعاني من جملة تحديات وتشمل التحديات الافتقار إلى الإصلاحات الهيكلية، وضعف تنمية القطاع الخاص، والفساد، وارتفاع معدلي العمالة الناقصة /البطالة والفقر.وتابع ان العنف الطائفي في العام 2006 قد اثر  تأثيرا كبيرا على قدرة الحكومة على تقديم الخدمات الأساسية وإصلاح البنى التحتية الاجتماعية الاقتصادية التالفة في البلد .وبحسب تقرير الأمم المتحدة فان اقتصاد العراق يعتمد بنسبة 90%  على قطاع النفط ، وعلى الرغم من التحسينات التي أجريت في الاقتصاد، فإن المكاسب التي تحققت على صعيد الاقتصاد الكلي لم تترجم إلى تحسينات في الحياة اليومية للعراقيين، الذين ما زال مستوى معيشتهم منخفضا ويعانون من انعدام فرص حصولهم على الخدمات.