كشفت اللجنة الأمنية في محافظة النجف، امس الأحد، عن تقسيم المدينة "رسميا" إلى خمسة قواطع أمنية، وأشراك اكثر من ثلاثين الف عنصر من قوات الجيش والشرطة، بسبب وجود "تهديدات أمنية للمواكب الحسينية"،وفي حين أكدت أن القوات ستحاسب أي شخص يحاول تقديم الخدمات أو الطعام للزوار ولا ينتمي إلى المواكب المعرفة، بينت صحة المحافظة أن 61 مفرزة طبية ستنتشر على طول طريق الزائرين.
وقال رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة النجف لؤي الياسري في حديث إلى (المدى برس) إن "الأجهزة الأمنية في المحافظة باشرت بتطبيق الخطة المعدة لحماية الزائرين المارين عبر مدينة النجف والمتوجهين إلى كربلاء لأحياء زيارة أربعينية الأمام الحسين".
وأضاف الياسري أن "اللجنة الأمنية عقدت امس الأول اجتماعا امنيا موسعا في المحافظة ضم قيادة عمليات الفرات الأوسط وقيادة شرطة النجف والقادة الأمنيين كافة"، مشيرا إلى أنه "تم خلال الاجتماع وضع خطة أمنية مشددة قسمت المدينة إلى خمسة قواطع أمنية تم تطبيقها بشكل رسمي".
وبين الياسري أن "الخطة تضمنت أشراك اكثر من ثلاثين الف عنصر من قوات الجيش والشرطة العراقية، إلى جانب أشراك فوج الكلاب البوليسية (k9)".
وأوضح الياسري أن "الخطة الأمنية وضعت على أساس وجود معلومات باستهداف المواكب الحسينية المنتشرة على الطريق الخارجي بين المحافظتين"، مؤكدا أن "اكثر من ثلاثة ألاف موكب مسجل بشكل رسمي لدى هيئة المواكب المعتمدة لدى الحكومة المحلية".
وتابع الياسري أن "القوات الأمنية شددت خلال الخطة على ضرورة أن يتعامل الزائر مع المواكب المعرفة للجهات الأمنية وسيتم محاسبة أي شخص غير معرف يحاول تقديم الخدمات أو الطعام للزوار"، مبينا أن "الخطة الأمنية وضعت خطة خدمية تشترك فيها الدوائر الحكومية كافة منها دائرة الصحة والبلدية والماء والمنتجات النفطية". من جهته قال مدير صحة النجف رضوان الكندي في حديث إلى (المدى برس) إن "دائرة صحة النجف أكملت جميع استعداداتها لتقديم الخدمات الطبية للزوار".
وأضاف الكندي أن "الدائرة قامت بنشر 61 مفرزة طبية على طول الطريق الممتد بين مدينتي الديوانية والنجف، وايضا على امتداد الطريق المؤدي إلى مدينة كربلاء"، مشيرا إلى أن "تلك المفارز تقدم الخدمات الطبية للزوار، فضلا عن توفير عدد كبير من سيارات الإسعاف التي تقوم بنقل الحالات الخطرة إلى المستشفيات داخل المحافظة".
وكشف الكندي عن "تشكيل فرق رقابة صحية تعمل مع المفارز وتقوم بتوعية الزوار على عدم تناول أطعمة من جهات غير معرفة، بناءا على توفر معلومات باحتمال توزيع أطعمة مسمومة خلال أيام الزيارة".
يشار إلى أن الأجهزة الأمنية في النجف، القت القبض مساء امس السبت على شخصين وبحوزتهما سيارة تحمل أسلحة ومتفجرات يرومون إدخالها إلى المدينة شمال شرق المحافظة.
وكان مكتب القائد العام للقوات المسلحة اعلن، الأربعاء (19كانون الأول الحالي)، عن تشكيل لجان مشتركة عليا ومقرات رئيسية وساندة في المكتب وفي مدينة كربلاء لمتابعة الجهد الأمني والخدمي خلال زيارة الأربعين، في حين أوضح أن اللجان تضم ممثلي جميع الوزارات والجهات المعنية، أكد مباشرتها بالعمل من تاريخ بدء تنفيذ الخطة الأمنية.
وأعلن مكتب القائد العام للقوات المسلحة، الخميس (13كانون الأول الحالي)، أن وزارتي الداخلية والدفاع باشرتا بتنفيذ خطتهما الأمنية لحماية الزائرين وتأمين الطريق وإسناد خطة النقل والخدمات خلال زيارة الأربعين إلى كربلاء.
ويخرج المسلمون الشيعة من محافظات الجنوب والوسط مطلع شهر صفر أفراداً وجماعات مشياً على الأقدام إلى كربلاء، حيث مثوى الأمام الحسين، ثالث أئمة الشيعة الأثني عشرية، ليصلوا في العشرين من الشهر ذاته، الذي يصادف زيارة (الأربعين) أو عودة رأس الحسين ورهطه وأنصاره الذين قضوا في معركة كربلاء عام 61 للهجرة، وأصبحت هذه الممارسة أو هذه الشعيرة تقليداً سنويا بعد انهيار النظام السابق، الذي كان يضع قيودا صارمة على ممارسة الشيعة لشعائرهم.