ايها الأصدقاء، عام جديد اسعد من سابقه!
لا... لتكن التحية أبهى.
أيها الأحبة: كل سنة وأنتم بأمان، هذه أيضا تحية مستهلكة، لا تصلح كقبلة، ولا توحي ببادرة عناق!
أبحث عن قنديل يبدد عتمة الظلمة، أفتعل إبتسامة، وأبتسر ضحكة مجلجلة، وأرقب حركة بندول الساعة، يمنة، يسرة، يسرة يمنة، يربت على كتف الدقائق، لتتكور ساعات، أقارن بين حركة البندول ونبض القلب،وإذ يتناهى لسمعي قرع نواقيس الكنائس، تنبئ عن قرب رحيل عام ملئ جبينه بالبثور، وسعيه بالعطل، ابتهل: رب، لا تترك للفجارفرصة يرتدون مسوح الرهبنة، ولا للخونة يعتمرون عمائم المخلصين،
قرع نواقيس الأعياد محتدم، يتقحمني خشوع مهيب، أغمض عيني، وأفتح مصاريع قلبي، وأتخيل عالما لا حروب فيه على مغنم، ولا منازعات على شبر من الأرض، لا مجاعات ولا طواعين، لا ظلم فيه ولا جور ولا خوف ولا قتر، العمل فيه حق لكل قادر، والضمان فيه موفور لكل محتاج،، أن تكون السنة الجديدة أمانا للخائفين وعدالة للمظلومين،،، دثارا لمقرور ومسرة لمحزون، و.. و
افتح عيني، وأقرأ ما كتبت من اليمين لليسار، ثم من اليسار لليمين، فيقشعر بدني، وترتجف مفاصلي، فهذا الذي أطلبه وأصلي من اجل تحقيقه، ممنوع، ومحرم، في أعراف البعض من أهل المجون والترف والأرصدة العابرة القارات، لتجار الأسلحة والعمولات السرية، لسارقي أحلام البسطاء،، اولئك الذين إحتفلوا الليلة بإهراق قناني الخمر المعتق في برك السباحة، وفي الكؤوس الكريستال، يتبادلون أنخاب عام رحل وعام حل، سيجددون في كؤوسهم بدل النبيذ دما، فلا يتورعون عن الشرب حتى الثمالة، وهم في نشوة سكرهم سادرين،،
ايها النجباء، إعذروني لشطط غير مقصود لقلمي، كنت بدات بتحية تليق بالعام الجديد،كنت أزمع أمرا:: كأن اريكم مدرسة حديثة مكتظة باطفال أصحاء سعداء، أن أصحبكم لمعمل لا يتوقف هدير مكائنه، او أصحبكم لحقل زهور ممتد على مدى البصر، أو أطلق في الجو سرب حمائم، أو.. أو.. ألتزم صمت الصابرين، وأجنبكم مسح كل هذا الغبار!!
عام جديد سعيد أيها الأصدقاء. عام سعيد.