 بغداد/ علي عبدالسادة فجرت تصريحات رئيس البرلمان أسامة النجيفي بخصوص انفصال السنة وتشكيل إقليم لهم، ردود فعل مضادة، تمثلت أمس بموافقة حكومة ميسان على مناقشة إعلان المحافظة إقليماً. بينما تشير أنباء إلى أن محافظتي صلاح الدين ونينوى تدرسان بشكل جدي الانضمام إلى إقليم جديد سيدعو لاحقا محافظة الانبار إليه.وتأتي هذه التطورات المقلقة لعديد المراقبين في وقت لا تزال الخلافات حول السلطة قائمة في بغداد، بينما يحاول النجيفي إقناع الرأي العام
 وخصومه السياسيين بان كلامه فُهم خطأ.لكن الأمور تزداد سوءا مع حملة سياسية وإعلامية ضد النجيفي، خصوصا مع اتهام قادة سياسيين عراقيين بان كتلة رئيس البرلمان تخفي مشروعاً مناقضاً للعملية السياسية في البلاد.ويستبعد مسؤول حكومي رفيع، ومقرب من رئيس الوزراء نوري المالكي، أن تؤثر هذه الدعوات على الحكومة في بغداد رغم اتهامها بالمركزية المفرطة والهيمنة على القرار.وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته للمدى أمس الثلاثاء إن دعوة تشكيل الأقاليم في المناطق الشمالية قديمة ويقودها رجال أعمال عراقي مقيم في عمان يدعى خميس الخنجر.وقال المسؤول إن الخنجر عراب مشروع الأقاليم في تلك المناطق، وهو يعمل على تعويض خسارة حزب البعث وتنظيم القاعدة لأغلب حواضنها هناك.لكن المسؤول الحكومي أكد أن الأسباب تختلف تماما عند المحافظات الجنوبية، وذلك بسبب وجود قوى سياسية خسرت انتخابات السابع من آذار وتحاول إثبات الوجود.وتابع بالقول: "تصريحات النجيفي دفعت أطرافاً في البلاد إلى إعلان نية تشكيل أقاليم كرد فعل على التلميح بانفصال السنة".وأثارت تصريحات النجيفي بشأن انفصال السنة وتشكيلهم إقليماً خاصاً بهم، ردود فعل متباينة لا سيما في الأوساط السنية التي انقسمت بين التنديد والتحفظ والتأييد. وكان النجيفي قال في تصريحات من واشنطن إن "هناك إحباطاً سُنّياً في العراق، وإذا لم يعالج سريعاً، فقد يفكر السنة بالانفصال أو على الأقل تأسيس إقليم" لافتا إلى أن "سُنّة العراق يشعرون بالتهميش وبأنهم مواطنون من الدرجة الثانية".بيد أن المجلس الإسلامي الأعلى يبرر الدعوة إلى الأقاليم في الجنوب بما تمارسه الحكومة الاتحادية من هيمنة ومركزية شديدة أفقدت المحافظات الكثير من صلاحياتها.وقال القيادي في المجلس الأعلى علي شبر للمدى أمس الثلاثاء إن المحافظات الجنوبية تعاني من مشاكل عديدة على صعيد الموازنة وما ترتب عليها من غبن دفع الحكومات المحلية فيها إلى بحث إمكانية إعلان الإقليم.وأعلن مسؤول رفيع في مجلس محافظة ميسان أمس الثلاثاء انه صوت "بالأغلبية الساحقة" على قرار يضمن مناقشة إعلان المحافظة إقليماً.وقال بيان وزعه مكتب سعد الموسوي رئيس لجنة الثقافة والإعلام في مجلس المحافظة إن الأسباب التي دعت إلى الموافقة على القرار هي ما تعانيه المدينة من المحرومية، إلى جانب الإجحاف الكبير الذي تتعرض له من قبل الحكومة الاتحادية بخصوص الموازنة ونسبة التعيين.في المقابل، فأن النائب عن القائمة العراقية فلاح حسن زيدان أعلن أمس الثلاثاء عن وجود حوارات وصفها بالجادة يعقدها وجهاء من محافظتي صلاح الدين ونينوى لتشكيل إقليم خاص بهما.وقال زيدان في تصريح صحفي إن تشكيل هذا الإقليم يعد الخطوة الأولى إذ ستليه خطوات أخرى تستهدف التوجه إلى محافظة الانبار بهدف ضمها.