TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > استذكاراً لصراحة (أبو كاطع).. فلوس احميّد وأصفار الدنانير!!

استذكاراً لصراحة (أبو كاطع).. فلوس احميّد وأصفار الدنانير!!

نشر في: 6 يوليو, 2011: 05:39 م

إحسان شمران الياسري( 1 - 2 )أعلن الدكتور سنان الشبيبي – محافظ البنك المركزي العراقي عن نية البنك المركزي استبدال العملة العراقية، برفع ثلاثة أصفار من العملة الحالية.. وهذا خبر مهم تتناقله العامة والخاصة من الشعب العراقي.. وفور سماع تلك الانباء، تذكرت ما ورد في رواية (فلوس احميّد)، وهي الجزء الرابع من رواية أبو كاطع الرباعية التي صدرت لأول مرة عام 1972. وسيرى القارئ العزيز زخم وعمق المدلول الاقتصادي والاجتماعي لتغيير العملة..
 وسيرى دور (المُوامنه) الذين كانوا يجوبون الريف العراقي كرجال دين، ويعيشون على تجهيل الناس و(النصب) عليهم.ورغم طول الفصل الذي تناول هذا الحدث، فقد التمستُ الصحيفة ان تُبقيه كما هو، فبالاضافة الى اهمية الحدث الذي تنوي السلطة النقدية القيام به، وأهمية تنبيه الناس للتعامل معه بوقت مبكر، فهو عبارة عن كشف بارع لزيفِ من يدّعون (العمل) بالدين، وامتهانه بالأحرى على حساب حدود الوعي عند البسطاء في الريف. وإذ نستعير في هذا العمود بعض ما كتبه الراحل (شمران الياسري- ابو كاطع) قبل أكثـر من ثلاثة عقود، فان ما كتبه إذاك، لم يُخطئ حتى يومنا هذا !!وقد اخترنا العنوان من اسم الرواية وقرار رفع الأصفار:قفز صالح من ربعته مذعورا. تبعته زوجته ثم (هدية) وأخيرا زوجة مهيدي تحمل طفلتها. وقفوا جميعا في رَفة البيت، يتطاولون على أطراف أصابعهم، ينظرون إلى حيث أشار (جنيدي): ثمة رجلان يقصدان البيت، جاءا من (فريج) الغنامة. وأعلن جنيدي بعد قليل:واحد سيد عمامته سوده.. وواحد مومن عمامته بيضه.. تمتم (صالح) بقلق:يالله دخيلك.. سيد ومومن؟! شنهي الطركَاعة؟أوضح (جنيدي) بعد تدقيق النظر:واحد منهم سيد حسن الكربلائي.. تحول الصوت في أذن (صالح) من نذير إلى بشير. أمر ولده أن يستعجل في استقبالهما:ولك اركض تلكَاهم.. لا تكَطّعهم الچلاب.. ثم تبع ولده مهرولا.. وتولت النساء مهمة صد الكلاب التي بدت متوحشة، كأنها نسيت صورة الإنسان وأنكرت هيئته. أوجس السيد خيفة. أرعبه منظر الرجلين يتسابقان نحوهما.. والنساء تطارد الكلاب.. ورجل ثالث يقصد البيت من الناحية الأخرى عَدواً.. التفت السيد لصاحبه، (الشيخ محمد رضا) وقال:- أولاد المدس راح يسوون هرجة بالچذب ويختلقون عركة بيناتهم حتى يطردونا!- تمام.. فد مرة سووها ويّانا بالرميثة.. أولاد النعل طردونا غير طَرْدَة! هم بهالطريقة!صاح (أبو البينة) من بعيد:مولاي.. من السِما من الكَاع؟ ألف هلا يا مولاي.. انكبَ على قدم السيد بعد تقبيل يديه.. انتحب باكياً من فرط التأثر.. فقال الشيخ محمد رضا (بلُغة الموامنة):- (سوش خيدي. سداس ميدي.. ) يعني (خوش مداس.. !)((لست في معرض الحديث عن هذه (اللغة!) ونشأتها وأسرارها!.. لكنني أود التعريف بها.. وتتلخص برفع الحرف الأول وجعله في آخر اللفظ مضافاً إليه: (ي) و (د) و (ي) ويحل محل الحرف الأول دائما حرف (س)). أجابه السيد:(سنده عيدي.. سوش خيدي.. سلوس فيدي..) يعني (عنده خوش فلوس). لهوج السيد بطريقة خطابية:- يا سبحان الله.. يا سبحان الله.. هاي اشلون صدفة.. اشلون صدفة طيبة يا صالح.. والله مشتاق الك. استبد الذعر بالطفلة، حين اقترب السيد وصاحبه من البيت، لم يفطن اليها احد.. ولم يسمعوا استغاثتها، بفعل الضجة التي احدثتها الكلاب. ولما استقر السيد وصاحبه في الربعة.. سمعت الأم صراخ الطفلة فأدركتها.. وكانت تتعجل الرجوع إلى البيت، لتسمع شيئا من أخبار الدنيا، وقد بدأ السيد يتحدث من لحظة دخوله. قالت الأم تطمئن صغيرتها:- يمه لا تخافين.. هذا السيد، داخلين على جده..  السيد؟ ايه يبعد امچ وعمرها..  وهذا أبو بيذا هم سيد؟لا يمه ذاك شيخ.. شيخ..  الشيخ؟ اي يبعد امچ اليخاف منه يدّي؟ لا يمه.. هذا شيخ الله.. وذاك شيخ الكَاع..  هذا شيخ السما؟ ايه.. هوه الله؟ استخفر الله.. لا يمه.. اموديهم الله..  ليش اموديهم؟حملتها بين ذراعيها. قبلتها مرتين. طلبت منها السكوت لبعض الوقت، لتسمع ما يقوله السيد، وفي ما بعد تجيب على أسئلتها جميعا.. اتخذت مكانا مُلاصقا للستار المهلهل، لترى السيد وتسمع حديثه العذب، لا تُعكره كلمة اعتراض ولا لفتة إعراض.. وينعطف بالحديث، ليؤكد أشواقه لصالح أبو البينه: كلما أجي للبترا.. اسأل عنك زاير عبيد..  زاير؟ زاير عبيد.. يا عبيد هذا؟فيضحك السيد بمرح ويجيب:عبيد المنتاز.. صار زاير.. راح للرضا (عليه السلام).. زار واندعى الك. أدركته الرحمه.. طلع جوهرة.. شريف.. مؤمن.. عبد صالح.. تحلّبَ ريق جنيدي.. خاطب السيد في سره: لا تقف بحديثك عند هذا الحد.. استمر.. قل أي شيء تعرفه عن عبيد وأهل بيته. وماذا عن نجمه؟. ويواصل السيد ثناءه على عبيد المنتاز:- (زاير عبيد) انه أهل لهذا اللقب.. وهو واحد من القلة الأخيار الذين بقوا على دينهم في مقاطعة البترا.. نمضي أيامنا عنده، مُعَزّزين مُكرّمين. وأذكر بالخير كذلك زاير محيسن (أبوك يا عليوي) فقد استيقظ ضميره، بعد طول سبات طويل، وهجر التعامل بالربا، وصار يُزّكي محصوله كل عام.. تململت (هديه) في مكانها. تحاشت نظرات زوجة مهيدي. استعطفت السيد في ذات نفسها: مولاي لا تقطع الحديث عنه - يُزّكي أم يسرق - لا فرق عندي. هل تعرف شيئا ما عن ولده عليوي؟    - أي نعم (يا أبو مهيدي) صار الأخيا

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram