عن: أفكار عن العراق لقد ناضلت حركة الاحتجاج في العراق لكي تحافظ على أعداد المحتجين وعلى استمرار الاحتجاج. و كان احد الأسباب الرئيسية لذلك هو الأساليب القمعية لرئيس الوزراء نوري المالكي، حيث أكدت تقارير بان رئيس الوزراء لا يزال ينوي تفكيك التظاهرات في المستقبل
باستخدام المندسين ومجالس الإسناد العشائري التي أنشأها قبل سنتين. ونشرت منظمة حقوق الإنسان العالمية تقريرا في 30 حزيران 2011 حول قيام الحكومة العراقية بإدخال المندسين في احد الاحتجاجات في بغداد الشهر الماضي.وذكر مصدران في وزارة الدفاع بان الأوامر صدرت إلى أكثر من 150 من القوات الأمنية من الجيش والشرطة بان يندسوا بين المحتجين، بملابس مدنية، في ساحة التحرير ببغداد يوم 10 حزيران.كان المالكي قلقا من وقوع حدث كبير في العاصمة في تلك الجمعة بسبب انتهاء المئة يوم التي ألزم بها نفسه لإجراء إصلاحات في الحكومة. كان من السهل إدخال المندسين إلى الساحة لأن أنصار المالكي من حزب الدعوة قد نظموا تظاهرات تضم 3000 شخصا. وانتهى الأمر بقيام مناصري الحكومة بمهاجمة المحتجين.وقد شاهدت منظمة حقوق الإنسان أربعة مندسين وهم يهاجمون المحتجين خلال الاشتباك، حتى أن اثنين منهم كانوا يبرزون الباج الخاص بوزارة الداخلية. كما أن مجموعة الفيس بوك والثورة العراقية الكبرى لديها صور لستة افراد من قوات الامن حضروا التجمعات الأسبوعية في ساحة التحرير. إن الانحشار بين الحشود له عدة أغراض أهمها التعرف على القادة لغرض ملاحقتهم واعتقالهم وهو ما حصل للبعض منهم قبل ذلك. كذلك ذكرت مصادر صحفية بان المالكي يستعد لمواجهة التظاهرات في كل البلاد باستخدام مجالس الإسناد العشائري، وادعت المصادر بان رئيس الوزراء قد اصدر أوامره لحزب الدعوة من اجل استخدام مجالس الإسناد المنظمة لقمع أية احتجاجات ضد الحكومة. كانت خطة المالكي هي تعيين شيخ عشيرة واحد في كل محافظة وتخصيص رواتب لهم وصرف الأموال للحفاظ على ولائهم لرئيس الوزراء. بدءا من آذار 2008 بدأ المالكي بتشكيل مجالس الإسناد العشائري وقد استخدمها فيما بعد لمواجهة (أبناء العراق) ولخلق نظام رعاية جديد لتحشيد الدعم له. يبدو أن المالكي الآن يستخدم هذه المجالس مرة أخرى لأغراض سياسية من خلال هيكلتهم على شكل قوة معارضة للتظاهرات يستخدمها في أية محافظة يتجمع فيها الناشطون. في نية رئيس الوزراء القضاء على حركة الاحتجاج، وما ذكرناه يعتبر مثالا على كيفية التخطيط لذلك. لقد بدأ من خلال الوعود بالإصلاح، ومن ثم إرسال القوات الأمنية للقضاء على الناشطين وعلى وسائل الإعلام التي كانت تحاول تغطية الحدث. مؤخرا، أصبح أكثر حنكة وخبرة فاخذ ينظم الموالين له في تظاهرات مؤيدة، محاولا الاستيلاء على العناوين البارزة من المتظاهرين. هذان التقريران يبينان بأنه يحاول الاستمرار بمراقبة ناشطي الحركة عن طريق المندسين، وانه ينظم مجالس الإسناد العشائري على شكل قوة لمواجهة ظهور أية تجمعات معارضة للحكومة. في البداية تفاجأ المالكي عندما وصل ربيع العرب إلى العراق في كانون الثاني، لكن منذ ذلك الوقت وهو يلعب لعبة ذكية جدا ويسترجع الزخم والقوة.ومن الجانب الآخر، يحاول منظمو التظاهرات مسايرة تكتيكاته، وقد يخسرون في النهاية كما حصل مع تظاهرات 2010 التي قمعها المالكي. إن استخدام هذه الأساليب من قبل رئيس الوزراء وانتهاك حقوق الإنسان في المطالبة بالإصلاحات السياسية والاقتصادية، له تأثيرات سيئة على الديمقراطية الناشئة في العراق. وكانت منظمة هيومان رايتس ووتش دعت السلطات العراقية إلى إجراء تحقيق فوري ونزيه في مشاركة قوات الأمن في هجمات تشنها جماعات موالية للحكومة تضم مسلحين بالعصي الخشبية والسكاكين والمواسير الحديدية وأسلحة أخرى، قاموا بالاعتداء وطعن المتظاهرين، واعتدوا على المتظاهرات بالضرب والإمساك بأجسادهن في محاولة لخلع ثيابهن مع شتمهن بأنهن "عاهرات" واستخدام ألفاظ جارحة، الأمر الذي أدى إلى إرعاب المواطنين الذين يمارسون حقهم في التجمع السلمي.وأضافت "هيومن رايتس ووتش" في تقرير لها السبت الماضي أن على السلطات العراقية أن تأمر بتحقيق فوري ونزيه في دور قوات الأمن في الهجمات التي شنتها عصابات موالية للحكومة على متظاهرين سلميين في بغداد مؤخرا، حيث قال شهود إنها كانت جماعات مشكلة بالأساس من شبان مسلحين بالعصي الخشبية والسكاكين والمواسير الحديدية وأسلحة أخرى، قاموا بضرب وطعن المتظاهرين وتحرشوا جنسياً بالمتظاهرات. وأشارت إلى أنها قابلت أكثر من 25 متظاهراً أكدوا أنهم تعرضوا للَّكْم والضرب بالعصي وأسلحة أخرى وتم طعنهم، أثناء اعتداء العاشر من الشهر الماضي في ساحة التحرير وسط العاصمة. وقالت إنها رصدت وسجلت أقوال شهود بأن قوات الأمن لم تتحرك وراحت تراقب من بُعْد ما يجري في عدة حالات، حيث قال عدد من منظمي التظاهرات إن الهجمات كان لها أثر في إرعاب الناس الذين يمارسون حقهم في التجمع السلمي، مما أدى إلى امتناع العديد من المتظاهرين والمنظمين المعتادين عن التواجد في التظاهرات بالأساس خوفاً من الهجمات وذلك في تظاهرات الجمعتين الأخيرتين.
المالكـي يفكـك "التحـريـر" بالمندسين ومجالـس الإسـناد
نشر في: 6 يوليو, 2011: 08:37 م