بغداد/ إياس حسام الساموكانضم ائتلاف العراقية إلى ركب الكتل التي تدعو رئيس الوزراء نوري المالكي لاتخاذ قرار بشأن الانسحاب من عدمه، بعيدا عن الاتفاقات السياسية، فيما اعتبرت مصادر مقربة من حزب الدعوة الذي يتزعمه المالكي، تهديدات التيار الصدري بإعادة تفعيل جيش المهدي العقبة الأكبر أمام بقاء القوات الاميركية.
في غضون ذلك أعلن المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني أن أمام العراق القليل من الوقت لتقديم طلب لبقاء القوات الاميركية في البلاد بعد نهاية العام الحالي. وقال كارني إن بلاده تنتظر لترى هل ستقدم الحكومة العراقية طلبا بالتمديد لان الوقت ينفد.وتابع المتحدث أن القوات الاميركية تمضي قدما في استعداداتها لمغادرة العراق بحلول الحادي والثلاثين من كانون الأول المقبل وفقا للاتفاقية الأمنية، وتواصل العمل وفق الجدول الزمني.وبالرغم من رفض حزب الدعوة وبحسب مصادر مقربة منه حتى اللحظة الإبقاء على القوات الاميركية، إلا انه واقع في حرج بسبب تباين مواقف الكتل السياسية في هذا الصدد، لاسيما وان هناك توجها لدى اغلب الكتل السياسية لدعم تمديد بقاء الاميركان، فالحزب لا يريد أن يكون رأيه مخالفاً لها وبالتالي من الممكن أن يبدل وجهة نظره في الفترة المقبلة استنادا إلى تغيرات المواقف بعد أن المح المجلس الإسلامي الأعلى ولأكثر من مرة مساندته لبقاء القوات الاميركية، وهذا يبدو جليا من خلال تصريح لنائبه محمد البياتي إذ قال "إذا وجدت مصلحة ما من التمديد فليكن".بالمقابل تنقل المصادر ذاتها لـ"المدى" مخاوف المالكي من تهديدات التيار الصدري بتفعيل جيش المهدي حال الموافقة على التمديد، واحتمال إيجاد قوى مضادة من المحافظات التي كانت تسيطر عليها التنظيمات الإرهابية سنوات الاحتقان الطائفي تعمل على إعادة البلاد إلى المربع الأول.وتقول المصادر "إن المالكي ينظر بجدية إلى تهديدات التيار الصدري بعودة جيش المهدي، والدليل في ذلك العمليات التي نفذها الجناح العسكري للصدريين قبل أيام أسفرت عن سقوط عدد من الجنود الاميركان جنوب البلاد".حزب المالكي، يؤكد أن السبب وراء رغبة ائتلاف العراقية بالإبقاء على القوات الاميركية، يكمن في مخاوف الائتلاف من فقدان المكاسب السياسية التي يحصل عليها من الانتخابات الأخيرة، فالعراقية ترى أن الإدارة الاميركية ضامنة للوضع السياسي الحالي والذي توجد فيه قيادات كثيرة، منها تحصلت على مراكز متقدمة في حكومة الشراكة الوطنية.وتتوقع المصادر أن يشهد الشهر القادم تحركا كبيرا من واشنطن نحو الضغط وبصورة أكثر على الحكومة لأجل طلب تمديد البقاء، ولم تستبعد أن تفلح هذه الضغوطات لتحقيق إجازة التمديد.ثمة متغيرات جديدة في موقف العراقية تجاه الانسحاب الاميركي، بعد أن امتنعت قبل شهرين وعبر المتحدث السابق باسمها حيدر الملا بلورة موقف منه، دون انتظار التقييم النهائي لقدرة القوات الأمنية العراقية على ضبط الأمن عقب رحيل الاميركيين، تلقي بالمسؤولية كاملة اليوم على المالكي باعتباره القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع والداخلية.وتنتظر العراقية وعلى لسان المتحدث الرسمي باسمها ميسون الدملوجي توجيهات المالكي بخصوص طلب التمديد من عدمه، وتقول "إن رئيس الوزراء الادرى بمدى حاجة العراق للقوات الاميركية وبالتالي فأن الكتل السياسية ستدعم ما يدلي به".وكان المالكي قد طلب اجتماعا لقادة الكتل السياسية لتبيان موقف جدي من الانسحاب، الا ان الدملوجي تساءلت "كيف يمكن أن نعطي رأياً في موضوع لا علم لنا به، فرئيس الوزراء الأعرف بالأمن".وتنتقد المتحدثة باسم العراقية، المالكي لعدم مقدرته اتخاذ قرار بمفرده بخصوص الانسحاب بالقول "لماذا يستولي على جميع الصلاحيات؟ كي يصادر القرارات السهلة ويلقي بالصعبة على الكتل السياسية؟".إلا أنها تعترف في اتصال هاتفي مع (المدى) بأن موقف المالكي لا يحسد عليه، مستدركة بالقول "هذه مهمته عليه تحمل مسؤوليتها".من جهة أخرى ترى العراقية أن انسحاب القوات الأجنبية من البلاد لا يعني إنهاء الوجود الاميركي، وتبين الدملوجي "لدى الاميركان قوات كبيرة في الخليج ستكون من خلالها على مقربة من العراق، فضلا عن حجم سفارة واشنطن في بغداد والتي ستكون كبيرة جدا".وكان التيار الصدري، قد طلب من المالكي اتخاذ قرار الانسحاب الاميركي من خلال التشاور مع ذوي الاختصاص الفني من العسكريين والخبراء في الشؤون الأمنية، وعدم اللجوء إلى الكتل السياسية حتى لا تأخذ الأمور منحى آخر، الأمر الذي اعترض عليه دولة القانون الذي يتهم الفرقاء بمحاولة تحميل المالكي قرارا يعتبر تاريخيا وله أبعاد كثيرة، في حين انه رئيس لمجلس وزراء حكومة الشراكة الوطنية.ويعتبر جيش المهدي، العقبة الوحيدة أمام الكتل السياسية في دعم طلب الحكومة لإبقاء الاميركان، وبحسب مصادر مقربة فأنه لن ينزل إلى الشارع دون قرار لاحق للتمديد يصدر من قبل زعيمه مقتدى الصدر.ويشدد الصدريون على ضرورة الإنهاء الكامل للقوات الاميركية، وان كان مدنيا، لكنهم يشككون بمصداقية الفرقاء في تصريحاتهم التي تتحدث عن الإنهاء الكامل للقوات، وبالرغم من ذلك فهم وبحسب نوابهم دائما ما يفترضون حسن
مصادر لـ (المدى): جيش المهدي آخر عقبات التمديد والعراقية تنتظر المالكي
نشر في: 6 يوليو, 2011: 08:56 م