TOP

جريدة المدى > الصفحة الأولى > عراقيون من سوريا: الربيع غير حياتنا ولن نترك العراق

عراقيون من سوريا: الربيع غير حياتنا ولن نترك العراق

نشر في: 7 يوليو, 2011: 06:55 م

بغداد/ المدىبعد أن قتل ابنه في السادسة من العمر، خلال اشتباكات في بغداد عام 2006، رحل سيف رشيد مع عائلته إلى سوريا بحثا عن الأمن لكن التوتر والاضطرابات التي عمت سوريا أرغمته على العودة إلى بلاده من جديد.ووقف رشيد ثلاثين عاما، وهو مصمم أحذية عاد إلى بغداد في 24 حزيران، وسط حشد من آخرين أمثاله أمام المركز الوطني لتسجيل اللاجئين الواقع في جانب الرصافة ببغداد.
ويتسنى للعائلات المسجلة في هذه الدائرة، الحصول على دعم مالي من الحكومة قدره أربعة ملايين دينار للمساعدة في تنظيم عودتهم إلى مناطقهم. وفقدت معظم هذه العائلات، كل ما لديها لدى هروبها من أعمال العنف الطائفي التي اجتاحت العراق بعد سقوط نظام صدام عام 2003. ويتذكر رشيد الذي كان عاطلا عن العمل طيلة فترة غيابه عن البلاد، قائلا "عندما رأيت جثة ابني الصغير عبد الله لم استطع البقاء في بلدي الذي عمت فيه الكراهية وقررت الرحيل مع زوجتي وبناتي الاثنتين". وتوفي عبد الله اثر إصابته برصاصة طائشة خلال اشتباكات وقعت في السابع من تموز 2011، في منطقة الأعظمية في شمال بغداد.وقرر رشيد آنذاك، الرحيل إلى سوريا والعيش في منطقة كفر باطنه، احد نواحي العاصمة السورية دمشق، لأنه كان دون عمل والحياة هناك رخيصة. لكن التظاهرات التي بدأت في 15 آذار الماضي، احتجاجا على نظام الرئيس السوري بشار الأسد غيرت حياة العراقيين الذين تركوا بلادهم ولجؤوا إلى سوريا بحثا عن الأمن. وقال رشيد "كانت هناك تظاهرات وقاموا بإحراق المباني العامة وجداريات لبشار الأسد وجرت اعتقالات حتى أصبحت الأوضاع هناك لا تحتمل" وتابع "لذلك حزمنا حقائبنا وغادرنا من جديد". وكانت سوريا الملاذ الآمن بالنسبة لكثير من العراقيين الهاربين من أعمال العنف التي بدأت العام 2004 وبلغت ذروتها في عامي 2006 و 2007. وفي العام 2004، أصيب يعقوب خلف نصيف (45 عاما) الجندي السني السابق في بطنه وساقه خلال اشتباكات بين جماعات إسلامية مسلحة. وفر نصيف وهو أب لخمسة أطفال وكان يقيم في منطقة سنية بالقرب من أبو غريب إلى الأردن ثم توجه إلى دمشق حيث عمل على جمع علب المشروبات الغازية وبيعها لكسب رزق عائلته. وقال نصيف الذي عاد إلى بغداد منذ يومين أن "العاصمة السورية كانت هادئة ولكن هناك فوضى في الأماكن الأخرى، وأنا ذقت طعم الحرب الطائفية وإراقة الدماء (في العراق) ولا أريد أن أعيش وسط موجه جديدة من العنف". وأضاف نصيف الذي مازال يبحث عن منزل لعائلته قبل إحضارها إلى بغداد "أنا على قناعة بان ما يجري في سوريا هو حرب طائفية". وغالبية السكان في سوريا من السنة ولكن العلويين الذين يمثلون 20 بالمئة من الشعب السوري يسيطرون على الحكم منذ عام 1963.وتقول آيات سعد المسؤولة عن مركز تسجيل اللاجئين "نستقبل يوميا بين ستين إلى سبعين عائلة عائدة إلى البلاد".وأكدت أن "الغالبية، حوالي عشرين عائلة منها تعود من سوريا كل يوم أما الآخرين فهم عائدون من مصر والأردن واليمن وليبيا". وأكدت المنظمة الدولية للهجرة لوكالة فرانس برس، انه "منذ الأول من أيار عادت 1,171 عائلة بينهم 7000 شخص من سوريا و ثلاثة أرباع هؤلاء استقروا في بغداد".وأشارت إلى انه "ليس لدينا أية أدلة حتى الآن بان هذه العودة الكبيرة سببها الاضطرابات في سوريا".وتقوم وزارة الهجرة بمساعدة العائلات على تسوية الرسوم الخاصة بالكهرباء والماء والهواتف المتوجبة خلال فترة الغياب، إضافة إلى تسهيل العودة إلى منازلهم التي وضع آخرون اليد عليها. وقال قحطان صبري (61 عاما) الذي غادر إلى سوريا عام 2005، إن "الوضع الأمني كان يسوء يوما بعد يوم وتصاعد القتال الطائفي فتركت عملي وقررت العودة إلى العراق عندما أدركت أن الوضع الأمني أفضل في بلادي". وأكد صبري "عدت إلى عملي كنجار الآن واعمل بحرية ولن أغادر بلدي من جديد".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

دولة القانون ينفي السعي لتشكيل حلف مع إيران وروسيا

دولة القانون ينفي السعي لتشكيل حلف مع إيران وروسيا

 بغداد/ وائل نعمة فيما ينتظر الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد عودة رئيس مجلس الوزراء نوري المالكي من موسكو لزيارة بغداد، ينفي ائتلاف دولة القانون أن تكون زيارة المالكي إلى العاصمة الروسية والزيارة المرتقبة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram