 حاورته / نورا خالد  خمسون عاما قضاها سامي عبد الحميد مدرساً في معهد الفنون الجميلة ثم كلية الفنون الجميلة، يطلق عليه الجميع  لقب أستاذ الأساتذة، حيث تخرج من تحت يديه معظم أساتذة كليات الفنون الجميلة في العراق، سامي عبد الحميد التقينا به في أروقة كلية الفنون الجميلة، التي يأتي فيها كل يوم أحد حيث، يلقي محاضراته على الطلبة ويشرف على بعض رسائل الماجستير والدكتورا..
 سألته ما الذي يشغلك الآن؟ - أعيش هذه الأيام مع دون كيشوت. * تقصد رواية دون كيشوت؟ - ليست الرواية وإنما شخصية دون كيشوت هذا الإنسان الحالم بمجتمع أكثر عدالة، وأتمنى أن أقدم عنه عملا مسرحيا. * وهل نحن بحاجة إلى مثل هذه الشخصية في هذه الأيام؟- لا اقصد أننا بحاجة إلى رجل حالم وإنما بحاجة إلى من يسعى لتحقيق العدل للناس جميعا. * وغير دون كيشوت؟- انتهيت من كتابة مسلسل صيادون في شارع ضيق عن رواية الأديب الراحل جبرا إبراهيم جبرا، الرواية تتحدث عن بغداد في الأربعينيات؟* معنى هذا أن المسلسل يتناول تاريخ العراق. - ليس بالمعنى الحرفي للتاريخ وإنما يتناول الحياة الاجتماعية والثقافية في تلك الفترة.  * هل ستمثل في المسلسل؟ - الأول أن أجد جهة منتجة للعمل، رغم أنني ارغب بتمثيل شخصية حسين مردان التي رسمها جبرا بكل حيوية وجمال، لا تنسي أن حسين مردان كان دون كيشوت على طرازه الخاص. * وماذا عن فارق العمر بينك وبين شخصية حسين مردان؟ - يقول ستانسلافسكي الممثل الجيد هو الذي يصنع الحياة للشخصية وليس العكس فالشخصية لا تصنع الحياة للممثل، ربما لي تصور خاص عن شخصية حسين مردان أريد أن أقدمه للمشاهد. * ولكن شخصية حسين مردان شخصية معروفة للمشاهد. - الفن يحاذي الواقع ولا ينقل الواقع مباشرة. هل شخصية نابليون في الحرب والسلام لتولستوي هي نفسها شخصيته في الواقع؟ بالتأكيد الكاتب أضاف من عنده تصوره للشخصية فخرجت شخصية خاصة بتولستوي وهكذا في جميع أفلام السير، الملوك الذين قدمهم لورنس اوليفية لا يشبهون بالتأكيد صور الملوك الحقيقيين، هنا يبدأ فعل الممثل الذي يعد خالقا جديدا للشخصية. * وغير دون كيشوت ماذا يشغل سامي عبد الحميد؟ - مشغول بأطاريح طلبتي الذين أتابع أدق التفاصيل عندهم وأحاول أن أساعدهم قدر الإمكان من خلال إرشادهم للمصادر أو ترجمة مادة تساعدهم في الوصول إلى نتائج علمية وبحثية جيدة.وقبل أن أودع الفنان الكبير تجمع حوله عدد من الطلبة الكل يريد أن يسأل سؤالاً، عندها قررت أن انسحب بهدوء وأنا انظر إلى شيخ المسرحيين العراقيين والحيوية تملأ كيانه وهو يناقش طلبته في أدق التفاصيل.