أربيل/ اكانيوزذكر رئيس حكومة إقليم كردستان برهم صالح، انه حان الوقت لكي تحسم الحكومة الاتحادية مشاكلها مع الإقليم، مشيراً الى انه يتوجب على أعضاء السلطة والمعارضة في برلمان كردستان، المصادقة على مشروع قانون منح المساعدات لأحزاب الإقليم في أسرع وقت ممكن، وتحدث صالح في سياق المقابلة التي أجرتها معه وكالة كردستان للأنباء عن جملة من المسائل الراهنة وأوضاع الإقليم والعراق.
وقال: بالنسبة للمشاكل العالقة بين الحكومة الفيدرالية وإقليم كردستان، اتخذت بعض الخطوات باتجاه تطبيعها ومعالجتها، وعلى وجه الخصوص في ما يتعلق بالعقود النفطية، حيث تم صرف المبالغ التي أنفقتها الشركات النفطية العاملة بالإقليم في عمليات استخراج النفط، وقد باشرنا بتصدير النفط بمعدل 180 الف برميل يومياً عبر خط نقل النفط العراقي الى الخارج.وكمرحلة أولى تم إرسال وصولات تكلفة استخراج وتصدير الى المالية العراقية ونتمنى ان تستمر هذه العملية، لأن تنمية قطاع النفط ستوفر للعراق إيرادات مالية جيدة.اما بشأن ملف البيشمركة، فقد بقيت هذه المسألة معلقة، وننوي بحث هذه المسألة بشكل جدي قريباً مع رئيس الوزراء نوري المالكي، ونحن من جانبنا نؤكد ضرورة التزام الأطراف كافة بالدستور والاتفاقيات المبرمة بين الأطراف السياسية، فالكرد أثبتوا خلال السنوات الماضية مساهمتهم في استقرار العملية السياسية بالعراق، ولا يخفى ان بعض المعادين للكرد كانوا يعتبرننا مصدر الخطر على أمن ووحدة البلاد، ولكن تبين ان الكرد حريصون على حل مشاكل البلاد، ولهذا فانه حان وقت تنفيذ تلك الاتفاقيات، لأن التهرب من تنفيذها سيلزم الوضع أكثر ويزيد من تعقيد العملية السياسية بالبلاد.وبشأن تنفيذ المادة 140، أوضح صالح: ان القيادة السياسية بإقليم كردستان تنتظر تنفيذ تلك المادة بشكل عملي، صحيح انه تم تنفيذ بعض الخطوات خلال الأعوام الماضية، ومعلوم ان كركوك والمناطق المستقطعة الأخرى من كردستان، تعرضت الى ظلم تاريخي كبير، لذا ينبغي إنهاء آثار سياسة التعريب وعودة السكان الأصليين إليها وتقرير مصيرهم بأنفسهم.فحكومة إقليم كردستان تعتقد ان كركوك والمناطق (المتنازعة عليها) الأخرى، جزء لا يتجزأ من الإقليم، لكننا وافقنا على مشروع دستور لكي تقوم الحكومة العراقية بتنفيذ تلك المطالب، وحان وقت اتخاذ خطوات جدية، لأن شعب كردستان وتلك المناطق والعراق تنتظر تلك الخطوات.وأضاف: جميعنا يتمنى حل المشاكل، لكن السياسة تحتوي على محددات، ففي الأوضاع المضطربة في العراق والشرق الأوسط يوجد بعض الأشياء التي ينبغي مراعاتها، وأريد ان أطمئنكم ان أحداً لم يقف مكتوف الأيدي، فقد بذلت محاولات كثيرة وبعضها أثمر نتائج جيدة، كما ان هناك بعض الأشياء الملموسة، وننوي إجراء مباحثات أكثر جدية ومصيرية مع الحكومة الفيدرالية لمعالجة تلك المشاكل.* المسائل المعلقة بين قائمة العراقية والتحالف الوطني وتبادل الاتهامات فيما بينهما حول التنصل من تنفيذ اتفاقية أربيل، أثرت على العملية السياسية والأوضاع الأمنية للبلاد، برأيكم من هي الجهة المسؤولة عن تلك الأزمة؟- اننا في إقليم كردستان نتبنى موقفاً واحداً، ألا وهو الالتزام بمبادرة (رئيس إقليم كردستان) بارزاني، والتي أسفرت عن تشكيل الحكومة العراقية الحالية، فلهذه الاتفاقية مجموعة من المبادئ الرئيسة، منها مبدأ الشراكة الوطنية، مبدأ الإصلاح والحوار، ونحن قلقون من الأزمة التي يعانيها العراق والأوضاع غير المستقرة والمتشددة التي يمر بها، ولكن يتوجب علينا التدقيق في الأحداث والمتغيرات التي تحدث في المنطقة، فمن الأفضل للقادة العراقيين معالجة المشاكل في إطار البيت العراقي وفي ظل الدستور ويبتعدون عن الحرب الإعلامية، من أجل إنجاح المشروع الوطني".* لقد تم التصويت على مسودة دستور إقليم كردستان، ولكن ما مصيره؟- في الدورة النيابية السابقة تم التصويت على دستور الإقليم، فمشروع الدستور يعتبر عقداً سياسياً واجتماعياً لمواطني كردستان، وتجري مناقشته من قبل السياسيين الكرد، كما ناقشه الحزبان الرئيسيان بالإقليم (الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني) من جهة وأحزاب المعارضة (حركة التغيير، الاتحاد الإسلامي الكردستاني، الجماعة الإسلامية الكردستانية).من جهة أخرى، وتبلورت آراء مختلفة حول وجوب إجماع وطني نسبي على اصطلاح العقد السياسي، بغية إعداد دستور يتفق عليه الجميع، من أجل بناء مجتمع ديمقراطي متقدم، ومازالت المناقشات جارية بشأنه، وليس هناك أية نية لفرضه بشكل منفرد، ونطالب من الأطراف كافة السلطة والحكومة والمعارضة على حد سواء، باتخاذ موقف موحد إزاء الدستور.* هل هناك مدة زمنية محددة لتوصل السلطة والمعارضة الى اتفاق؟- هذه مسألة تجري حالياً مفاوضات بشأنها، لا نريد استباق الأحداث، فالطرفان يتباحثان، وصحيح ان هناك خلافات، لكننا نسعى للتوصل الى نتائج جيدة.* ما هو رأيكم حول مشروع السلطة والمعارضة بشأن توحيد الإدارتين، فكلا الطرفين يؤكدان هذا المطلب؟- عاماً بعد عام اتخذت خطوات نحو الأفضل والأهم، فالتشكيلة الخامسة لحكومة إقليم كردستان اتخذت عدة خطوات بهذا الاتجاه، كما اتخذت الحكومة الحالية خطوات لا بأس بها، منها توحيد تعليمات المالية، وحدثت نقلة تاريخية عندما تم توحيد قوات البيشمركة وتأسيس
برهم صالح:حان الوقت لكي تحسم الحكومة الاتحادية مشاكلها مع الإقليم

نشر في: 9 يوليو, 2011: 09:29 م