أعلنت شركة لوك اويل الروسية،أمس الاثنين، أنها قررت عدم تطوير حقل غرب القرنة 1 بدون شريك معها، عازية السبب إلى وجود مخاطر كبيرة جراء تطويرها هذا الحقل العملاق.
وقال رئيس العمليات الخارجية للشركة أندري كوزياييف في تصريحات للتلفزيون الروسي الحكومي، إن "الشركة قررت عدم تطوير حقل غرب القرنة 1 بدون شريك معها، بعد قرار شركة اكسون موبيل الأمريكية الانسحاب من الحقل".
وأضاف كوزياييف إن "الشركة حللت كل المخاطر التي قد تنطوي على تطوير حقل غرب القرنة 1 "، مبينا أن "الشركة قررت في ضوء ذلك أن قيامها بتطوير مثل هذا الحقل الضخم بدون شريك سينطوي على مخاطر كبيرة".
وكانت وزارة النفط العراقية أكدت، في العاشر من تشرين الثاني الماضي، أنها لم تستلم أي رسالة من شركة اوكسون موبيل النفطية تطلب انسحابها من العقد المبرم معها.
وقالت مصادر دبلوماسية في، 18 من تشرين الأول الماضي، إن "اكسون" تريد الانسحاب من عقدها لتطوير حقل غرب القرنة-1 العملاق في جنوب العراق بسبب مخاوف تتعلق بربحية المشروع، فيما قال مسؤولان أميركيان إن "اكسون" أبلغت نائب رئيس الوزراء العراقي لشؤون الطاقة حسين الشهرستاني ووزارة الخارجية الأميركية بنواياها.
وأثار إقليم كردستان غضب بغداد حين وقع صفقات مع شركات نفطية أجنبية مثل "إكسون" و"توتال" و"شيفرون" وهي عقود تقول الحكومة المركزية إنها غير قانونية.
وكان تقرير إعلامي قد صدر في 11 تشرين الأول الجاري (2012) نقلا عن مصادر في قطاع الطاقة مفاده أن العراق يدرس استبدال "إكسون موبيل" بشركات روسية في مشروع غرب القرنة1 النفطي بعدما أغضبت الشركة الأميركية بغداد بدخولها إقليم كردستان.
وقالت "نفته كومباس" وهي نشرة أسبوعية للطاقة عن دول الاتحاد السوفييتي السابق وشرق أوروبا إن العراق يدرس إدخال "لوك أويل"، و"جازبروم نفت" الروسيتين بدلا من "اكسون"، مضيفة إن الشركتين الروسيتين لهما عمليات بالفعل في البلاد.
إلا أن شركة "لوك أويل" النفطية الروسية قالت في (16 تشرين الأول 2012) إن العراق لم يطلب منها أن تحل محل إكسون موبيل في حقل غرب القرنة-1 العملاق.
وقال نائب رئيس لوك اويل ليونيد فيدون في تصريح صحافي إن أحدا لم يعرض علينا غرب القرنة-1، مضيفا نحن "نحترم اكسون والحكومة العراقية كثيرا ولكننا ببساطة نفتقر للموارد المالية اللازمة لمثل هذه المشروعات الضخمة في الوقت الراهن.
وتدير "لوك اويل" ثاني أكبر منتج للخام في روسيا مشروع غرب القرنة-2 المتاخم لغرب القرنة-1، وتسيطر الشركة على حصة 75 بالمئة في المشروع بعدما اشترت حصة شريكها الأصغر "شتات أويل" في حزيران.
وكان رئيس الوزراء نوري المالكي قد أكد خلال لقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأربعاء (10 تشرين الأول 2012)، أن أبواب العراق مفتوحة أمام الشركات الروسية للعمل في البلاد، فيما أبدى بوتين رغبة بلاده بتوسيع تعاونها مع العراق في المجالين التجاري والعسكري.
ويعد حقل غرب القرنة واحداً من الحقول النفطية الكبيرة في العراق، وجرى استخراج النفط منه أول مرة خلال العام 1973، وتفيد تقديرات خبراء بأنه يحتوي على خزين نفطي يبلغ 24 مليار برميل.
يذكر أن العراق يسعى من خلال تطوير حقوله النفطية وعرضها على الشركات العالمية ضمن جولات التراخيص الأولى والثانية، للتوصل إلى إنتاج ما لا يقل عن ستة ملايين برميل يومياً، في غضون عام 2017.