توفيت في مثل هذا اليوم من عام 1926 المس بيل، الآثارية والباحثة والسياسية البريطانية الشهيرة، التي اقترن اسمها بتاريخ العراق الحديث وتأسيس الدولة العراقية، فضلا عن منصبها الخطير وهو السكرتير الشرقي للمندوب السامي البريطاني في العراق.
 ولدت ليثيان جيرترود بيل، في اسرة انكليزية شهيرة، عرفت بثرائها ومصانعها الكبيرة، لكنها عشقت الشرق وآثاره منذ صباها. ومنذ وقت مبكر جالت في ربوع إيران وتركيا والمشرق العربي لدراسة أثارها بحثا وتنقيبا. وتشير بعض مصادر سيرتها أنها على صلة بالدوائر السياسية والاستخبارية البريطانية قبل الحرب العالمية الأولى، ورافقت الحملة البريطانية لاحتلال العراق وإنهاء الحكم العثماني عليه. وما أن سقطت بغداد في آذار 1917 ، سعت المس بيل لعقد الصلات مع وجوه المدينة نساءً ورجالا، وبثت العيون في أروقتها ومجالسها العامة والخاصة، وأشرفت بعد اقل من ثلاثة أشهر على إصدار جريدة (العرب) لسان سلطات الاحتلال مع بعض أصدقائها العراقيين، وسماها الأهالي بالخاتون.كانت المس بيل تشاطر رفيقها لورنس العرب الرأي بالإسراع بتأسيس دولة عربية في العراق بزعامة احد أنجال الشريف الحسين، ونجحت في بث هذا بقوة بعد انتهاء ثورة العشرين، حتى وصل الأمر الى ان يصبح الامير فيصل بن الحسين ملكا على العراق في 23 آب 1921 وفقا لما رسمته مع عدد من دهاقنة الانتداب البريطاني على العراق. فكتبت إلى أبيها بعد ما واجهته من مشاق وصعاب: ثق باني لن اصنع الملوك بعد الآن!!    انصرفت بعد هذا النجاح إلى تنظيم عملها سكرتيرة  للمندوب السامي البريطاني ومستشارة لحكومتها في أحوال المجتمع العراقي. وسعت إلى تأسيس أول متحف عراقي وجمع ما يمكن جمعه من آثار العراق القديم، كما سعت إلى إنشاء مكتبة عامة ببغداد كانت أساساً لما سمي فيما بعد بالمكتبة الوطنية. ورفضت دعوة أسرتها للعودة إلى انكلترا لتفاقم مرضها. وتوفيت ببغداد في هذا اليوم من عام 1926 ودفنت في (مقبرة الأرمن)، وتركت آثارا مهمة كرسائلها وتقاريرها، وقد أصبحت من مصادر كتابة تاريخ العراق الحديث.إعداد / رفعة عبد الرزاق محمد