اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > رجل ثري يفرض سيطرته على سوق (المطبك) الشعبي ويتوعد بإزالته!

رجل ثري يفرض سيطرته على سوق (المطبك) الشعبي ويتوعد بإزالته!

نشر في: 11 يوليو, 2011: 07:50 م

وائل نعمة عدسة: أدهم يوسفحين تخرجت مجموعة من الطلاب عام 2006 في جامعة بغداد كلية العلوم ، اتفق معظم الزملاء ان يبقوا على تواصل ، ويسألوا عن بعضهم في كل الأوقات، هذا الاتفاق بدأ يزول يوماً بعد آخر، حتى أخذت الحياة العملية كل الوقت وانشغل معظمهم بالركض وراء الوظائف.
كانت المجموعة تلتقي مع بعضها بالصدفة،فمنهم من التحق بسلك الشرطة او الجيش ، وآخر يعمل في شركة سياحة ، وآخرون لازالوا يبحثون عن وظيفة، والغالبية العظمى عاطلة. ومن لم يرد ان يلتحق بجيش البطالة حشر نفسه بين جموع أصحاب "البسطيات " ، وأخذ مترين من الأرض ليفترش عليها أنواع الفواكه والخضراوات . هكذا عمل " احمد " حين التقيته بعد سنوات فراق ، في سوق "المطبك " الشعبي في منطقة المشتل. تفاجأت حين وجدته يحتمي عن شمس تموز الحارة بقطعة من "الكارتون " الأسمر في سوق "البسطيات " بعد ان كان من اكثر الطلاب اجتهادا و تفاؤلا بالمستقبل ، انتهى على ظهر الشارع .احتفظت بوعدي بالسؤال عنه بين حين وآخر ، وحدثني في الزيارات اللاحقة عن "اللهث " وراء عمل حكومي ، وكيف قرر في النهاية ان يقتنع بالعمل في هذا السوق المزحم.سوق "المطبك " يشغل ساحة فارغة "حكومية " بعدد من البسطيات التي تتكاثر كلما تسوء الظروف في البلاد،وتتسع رقعة البطالة. صديقي "احمد " اتصل بي في احد الأيام ليخبرني بأنه بحاجة إلى عمل جديد، استغربت من هذا الطلب ،لاسيما وان آخر لقاء كان بيننا أكد لي  بأنه سيبقى في هذا السوق حتى "يوم القيامة"، لأنه متأكد أن الحكومة لن تجد حلولاً للعاطلين.بعد أيام فهمت ان الجهات الحكومية المحلية أعطت أشعاراً للعاملين هناك بضرورة مغادرة المكان ، وأمهلت الجميع أسبوعين للمغادرة.rnتكاثر أعداد "البسطيات"السوق ولبعده عن بغداد الجديدة اكتسب ميزة خاصة ، بأن معظم أهالي حي المشتل زبائن دائميون فيه، لاسيما كبار النساء ، لصعوبة ذهابهم إلى الأسواق البعيدة. ابتدأ هذا المكان يظهر الى الوجود بعدد محدود من البسطيات بنهاية تسعينيات القرن الماضي ، وكانت الجهات البلدية تغض النظر عنه ،على الرغم من أنه غير نظامي وغير رسمي،إلا أن  معظم العاملين به كانوا من المعوقين والنساء الكبيرات في العمر ممن ليست لديهن معيل. الولادات السريعة التي شهدها السوق بتزايد أعداد "البسطيات " جاءت وراء عام 2003 ، حيث تغيرت تركيبة العاملين فيه ، من أعمار كبيرة إلى شباب وخريجين وأطفال يركضون وراء الزبون لإقناعه بشراء "أكياس نايلون " ! وكلما فشلت الحكومة بإيجاد فرص عمل للخريجين، يشهد السوق وافدين جدد. يشير عدد من العاملين هناك إلى أن الساحة كانت غير نظامية ، ولكن قامت قوات التحالف بترتيب المكان وتوزيع ثلاثة أمتار لكل "بسطية "، لافتين بأنهم لا يدفعوا أي دينار عن جلوسهم في هذا السوق.يتحدث ابو حيدر " كبير " أصحاب البسيطيات - كما يدعونه أهل السوق - بأن معظم العاملين في هذا المكان من العاطلين عن العمل ، وكبار السن ، وهم من أهل المنطقة، لم يجدوا غير هذه المهنة " الشاقة " –كما يصفها أبو حيدر – لتواجه هي الآخر بحصار من بعض الجهات وتطالبهم بالمغادرة!rnسيناريوهات إزالة  "الجنابر" بالمقابل اختلفت الروايات عن سبب إزالة هذا السوق ، فريق من أصحاب " البسطيات " يشير إلى أن قراراً حكومياً صدر عن رئاسة الوزراء يقضي بضرورة رفع كل سوق شعبي في أية منطقة من مناطق العاصمة، منتقدين في الوقت نفسه اقتصار هذا القرار على سوق " المطبك "فقط ، بينما تنتشر "الجنابر " في كل ساحة فارغة من ساحات بغداد.في حين يوضح فريق آخر بأن الجهات الحكومية المحلية أخبرتهم بأن الأهالي رفعوا شكوى بالضد منهم ، متهمين اياهم بمضايقة المارة والساكنين هناك، ورمي الازبال بشكل غير نظامي، ما أساء إلى شكل المنطقة.الجدير بالذكر ان السوق يمتد لأمتار عدة  وعلى جهتي الشارع الرئيس للمنطقة ، ويخفي وراءه مجموعة كبيرة من المنازل التي تحجز عدداً من هذه "البسطيات " أبوابها المطلة على الشارع، ما يشكل صعوبة في خروج النساء ، كما تسبب الأصوات العالية إزعاجاً مستمراً للساكنين.بدورهم الأهالي لم يبدوا تذمراً لدرجة قيامهم برفع دعوى بالضد منهم ، حيث أكد سامر احد الساكنين في منزل يصطف أمامه "أبو الرقي " و"الخضراوات " وغيرها من "البسطيات " المختلفة، بأن هذا السوق مصدر إزعاج لنا، ولكن نحن نفكر بأنهم أصحاب عوائل ويحتاجون إلى العمل ، كما أن معظمهم خريجون ولم يجدوا وظائف أو أعمالاً أخرى يمكن ان تغنيهم عن الوقوف في الشارع، مشيرا في الوقت نفسه بأنه عاطل أيضاً عن العمل ويفكر ان ينتسب الى  نقابة "البسطيات " قريبا !الفريق الثالث من العاملين في السوق سرد لنا حكاية أخرى مختلفة ، مفادها ان شخصا ثريا اشترى منزلاً أمام السوق ، ليحوله إلى عمارة

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

القبض على عشرات المتسولين والمخالفين لشروط الإقامة في بغداد

لهذا السبب.. بايدن غاضب من صديقه اوباما 

في أي مركز سيلعب مبابي في ريال مدريد؟ أنشيلوتي يجيب

وزارة التربية: غداً إعلان نتائج السادس الإعدادي

التعليم تعلن فتح استمارة نقل الطلبة الوافدين

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram