 أربيل/ سالي جودتكثيرا ما يتساءل المرء عن معنى طبيب العائلة او الطب العائلي  وهو يشاهد او يقرأ عنه في الدول المتقدمة وما وصل اليه من أهمية في مجتمعاتها وما لاقته هذه التجربة من نجاح ودعم من جميع الدول بما فيها مجاورة لنا.ولأهمية هذا لموضوع بدأ إقليم كردستان بتطبيق هذا المشروع الذي يعد من الانجازات الرائعة التي تحققت في المجال الصحي والاهتمام بالرعاية الصحية.
ومن اجل تسليط الضوء على هذه التجربة الجديدة في الإقليم زارت المدى مركز برايتي للطب العائلي الأول في أربيل والتقت مديره د. هيمن نجم الدين الذي قال: بدأ مشروع طب العائلة في كردستان عام 2007 في دهوك و2008 في أربيل 2010 في السليمانية، وكانت تشرف عليه في بداية الشروع  للعمل به في مدينة أربيل لجنة علياً، ولم تكن في البداية  هنالك أي خطة او نظام نعمل على أساسه، بل كنا نفتقر حتى الى أطباء متخصصين بطب العائلة والى كوادر صحية متخصصة بهذا النوع من الطب، إضافة لنقص الكوادر الإدارية المتخصصة بهذا المجال.وهكذا استمر بناء مقومات المشروع لطب العائلة مدة عامين كما يقول الدكتور هيمن، والتي كانت تشمل بناء المركز وتجهيزه بالكوادر المتوافقة مع الإدارة الصحية الجديدة، كما قمنا بتوعية الناس بأهمية طبيب العائلة  من خلال ندوات ودعايات إعلامية، ثم فاتحنا وزارة التعليم العالي لأجل فتح الدراسات العليا لهكذا نوع من علوم الطب وتمت الموافقة على ذلك، كما ان عودة الأطباء المتخصصين في هذا المجال من الخارج أسرع كثيراً في تنفيذ  المشروع  الذي يشترط فيه  عدم تشغيل أطباء ذوي اختصاص عام. وعن الهدف من المشروع  قال د.نجم الدين ان الرعاية الصحية حق لكل مواطن ومن واجب الحكومة تقديم الرعاية الصحية، والتي تقدم على ثلاثة مستويات وتقدم من خلال الأطباء العامين وهي تشكل 80-90% من الخدمات الصحية والتي تشمل الخدمات الوقائية والعلاجية والثانوية و تكون من خلال المستشفيات.أما العناية الصحية فتتمثل بالمراكز المتخصصة بمرضى السكر والقلب والشلل وتشكل هذه 10-20%من الخدمات الصحية، وقد لمسنا انخفاض نسبة رضى الناس عن هذه الخدمات المقدمة، لذا ارتأينا لعمل نظام جديد يدعى الطب العائلي، وهو يضمن جودة الرعاية الصحية وبالتالي ازدياد قبول الناس.ويعرف طبيب العائلة بانه الطبيب الذي يركز في عمله على العائلة وليس الفرد وهو متخصص بعلاج 80-90% من المشاكل الصحية لكل أفراد العائلة بغض النظر عن الجنس والعمر.كما ترتكز الدراسة في هذا المجال على الدراسة العملية، وهذا ما يميزه عن أطباء الاختصاصات الأخرى.وأوضح أن هنالك إقبالاً متزايداً واستحساناً لهذه الفكرة التي نتمنى ان تتطور لتقارب ما يجري  في دول العالم الأخرى، وقد بدأت شرائح مختلفة من المجتمع الكردستاني تنضم لهذا المشروع وتدعمه بعد ان كانت بدايته مقتصرة على عدد قليل من العوائل.وبشأن كيفية  تقديم الخدمات قال: أول الشروط ان ان تكون العائلة من ضمن الرقعة الجغرافية ويتم ذلك بالتنسيق مع المختار للمناطق المحيطة بالمركز ثم فتح ملف للعائلة تسجل فيه المعلومات  التفصيلية عنها، ثم ينظم كارت تعريفي يسجل عليه اسم كل فرد، ويخصص لكل مريض فترة عشر دقائق ويحدد الوقت مسبقاً حيث يتم الاتصال بالمركز لتفادي حالات الزحام.ومن الطبيعي ان يحدد لكل عائلة طبيب، وفي حالة عدم قناعة العائلة بذلك الطبيب له فلها الحق بتبديله وفي مركزنا تم تسجيل 20000 عائلة ونحن مستمرون في التسجيل ويعد مركز برايتي المركز الوحيد للطب العائلي.وعن أبرز المعوقات والمصاعب بقول: في  بداية أي عمل توجد مصاعب ومعوقات وبالنسبة لمشروع نظام الطب العائلي كان ابرز ما واجهنا  عدم وجود أي نظام متخصص بطب العائلة وكان هناك قلة في الأطباء وكذلك النظام الإداري وقلة الأدوية والفحوصات المختبرية، الا ان لمركز برايتي خصوصية، حيث تم دعمه  من حكومة الإقليم ما أدى الى تفادي الكثير من هذه المعوقات، وقد تم التنسيق مع المستشفيات الأخرى.من جانبها  ذكرت د. فنار فاضل المختصة بالطب العائلي التي تعمل في نفس المركز ان هناك إقبالاً واسعاً من الناس وهذا يعود الى زيادة الوعي بهذه الفكرة التي لقيت نجاحاً كبيراً في الإقليم، وكما نعلم ان إقليم كردستان فتح أبواباً ونوافذ واسعة على تجارب جميع دول العالم من اجل اكتساب جميع أنواع التقدم والتطور، وخصوصاً في المجال الصحي وكل من زار الإقليم يلتمس ويشاهد ذلك، لذا قإنني جداً متفائلة بنجاح هذه التجربة.