عن: أفكار عن العراق قد يستفيد العراق من الاحتجاجات المستمرة في سوريا والقمع الذي تمارسه الحكومة السورية، فقد كانت دمشق تدعم حزب البعث والمتمردين منذ سقوط النظام في العراق عام 2003. الآن وهي منشغلة بقتالها الداخلي ربما تقلل من دعمها لمعارضي الحكومة العراقية، على المدى القريب على الأقل. بعد سقوط صدام، أصبحت سوريا قاعدة لمعارضي الاميركان والحكومة العراقية الجديدة، حيث انتقل الكثيرون من أعضاء حزب البعث إلى هناك.
ففي كانون الأول 2010، مثلا، ادعت فئة من حزب البعث بأنها شكلت حزبا جديدا خارج دمشق مكونا من خمس مجموعات أخرى كلها تعيش في سوريا. هذه المجموعات تعارض حزب البعث الرسمي الذي يقوده عزت الدوري، وتعمل خارج البلد.كذلك كانت سوريا البوابة الرئيسية التي يدخل منها المقاتلون إلى العراق. ففي نهاية 2010 ادعى مسؤولون في الاستخبارات أن هناك زيادة بسيطة في عدد المقاتلين الذين يعبرون الحدود. في 2009 قالت الولايات المتحدة أن عدد المقاتلين الأجانب قد انخفض من المئات إلى العشرات. وأخبرت الاستخبارات الأجنبية الصحافة أن 250 شخصاً جاءوا من سوريا في ذلك الشهر. كل ذلك يتم بالتنسيق مع الحكومة السورية ومع حرس الحدود الفاسدين. في نيسان 2011، اعتقلت شرطة مكافحة الإرهاب في الانبار 12 ضابطا عراقيا متورطين بهجمات مسلحة، اعترفوا بأنهم يعملون مع الاستخبارات السورية. كانت دمشق معارضة لصدام إلا أنها رأت أن الغزو الاميركي يشكل تهديدا اكبر. كان البعض في إدارة بوش يتحدثون عن أن سوريا هي التالية في القائمة بعد العراق. لذا فقد سمحت حكومة الأسد للبعثيين وغيرهم من المعارضين للعراق الجديد أن يستقروا هناك، كما فعلت في زمن صدام. في ربيع 2011، لاحظ المسؤولون في الانبار تغيّرا طفيفا. ففي 24 أيار قال عدد من أعضاء المجلس المحلي للمحافظة بان محافظتهم صارت أكثر أمانا بسبب انشغال سوريا باحتجاجاتها الداخلية. وهذا يعني أنها لا تستطيع مساعدة المسلحين الذين يعبرون الحدود كما كانت تفعل. وحذر رئيس اللجنة الأمنية في الانبار من أن سوريا لازالت تشكل تهديدا مادام بشار الأسد في السلطة، كما عبّر مصدر استخباري عن قلقه من دخول المزيد من المقاتلين الأجانب إلى العراق بسبب سحب قوات الحدود السورية إلى الداخل لغرض معالجة التظاهرات. من الواضح أن الأسد قلق جداً بشأن بقائه في السلطة أكثر من قلقه بشأن تقويض العراق الآن.ويمكن أن يؤدي هذا إلى تقليص دعمه للمعارضين، والى إعطاء الانبار وغيرها من المحافظات فترة هدوء مؤقتة. في السنوات الأخيرة، حاول العراق وسوريا اللجوء إلى المصالحة، وهذا جعل دمشق تقطع بعضا من دعمها للمسلحين العراقيين. لكن المساعدة لا تزال مستمرة، وهناك تقارير عن تورط الاستخبارات السورية في نشاطات غير قانونية داخل العراق. مع هذا، ففي آذار بدأت حركة الاحتجاج السورية ورد عليها الرئيس الاسد بالقوة، مما أبعد اهتماماته عن العراق وقد يتحسن الوضع الأمني في بعض أجزاء العراق نتيجة لذلك.وكانت المنظمة الدولية للهجرة قد أكدت في وقت سابق لوكالة فرانس برس، انه منذ الأول من مايو عادت 1171 عائلة، بينهم 7000 شخص من سوريا، وثلاثة أرباع هؤلاء استقروا في بغداد. وأشارت الى انه ليس لدينا أي أدلة حتى الآن بأن هذه العودة الكبيرة سببها الاضطرابات في سوريا. ترجمة/ عبد الخالق علي
العراق قـد يسـتفيد من الاحتجـاجـات السـوريــة
نشر في: 11 يوليو, 2011: 08:30 م