القاهرة / أ. ش. أ أعادت ثورة 25 يناير فتح ملفات أشهر الجرائم التي كان ضحاياها عدد من الفنانين والإعلاميين، وسط توقعات بأن ينكشف المستور لينتهي الغموض الذي أحاط بالعديد من القضايا المثيرة للجدل التي وقعت للمشاهير إبان فترة النظام السابق.
لعل أبرز هذه الجرائم ما تردد عن انتحار الفنانة سعاد حسني «سندريلا الشاشة» بإلقاء نفسها من شرفة شقتها في لندن قبل سنوات، ومقتل المطربة ذكرى التي مازال محبوها يبحثون عن الجاني، فيما لا يزال الغموض يغلف سجن وفاء مكي ومقتل سوزان تميم وغيرهما لتقتص ثورة المصريين من قتلة المشاهير وتكشف المستور.تشكيك في التحقيقاتوطالب عدد من مستخدمي موقع «الفيس بوك» بإعادة فتح قضية مقتل ذكرى التي قُتلت على يد زوجها رجل الأعمال المصري أيمن السويدي الذي أطلق عليها الرصاص ثم قتل نفسه بعدها في شقة الزوجية بالزمالك.ومن ضمن الأسباب التي أوردها محبو ذكرى لإعادة التحقيق أنه من خلال مسح محتويات الشقة التي كانت مسرحا للجريمة عثر على وصية مكتوبة بخط يد أيمن السويدي إلى شقيقه الأصغر محمد، الأمر الذي دفع بالعديد من محبي ذكرى إلى التساؤل هل هذه الوصية كتبت ليلة الحادث أم أنه أجبر على كتابتها ليترك المجال مفتوحا للتأويل؟ بالإضافة إلى أقوال سائق السويدي حول سماعه إطلاق رصاص لم يعرف مصدره، في حين أن المنزل يحوي عازلا للصوت وضعته ذكرى، مما يعني استحالة أن يسمع أي صوت داخله لأن ذكرى كانت تجري بروفات تسجيل أغانيها في المنزل.وقال توفيق محمد الدالي شقيق المطربة التونسية الراحلة ذكرى انه تلقى العديد من المكالمات التلفونية من مصريين أعلنوا له أن لديهم الكثير من المستندات تكشف تورط جمال مبارك نجل الرئيس السابق حسني مبارك في مقتل شقيقته الفنانة الراحلة ذكرى، وأن هذه المستندات سوف تصل من تونس خلال الأيام المقبلة.وعند سؤاله عن سبب صمته طوال السنوات الماضية رغم أنه مقيم في تونس ويمكنه التحدث بحرية رد قائلا: الجميع منعوني، خاصة الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي الذي منعني من الظهور بوسائل الإعلام للكشف عن الحقيقة، لكن حان الوقت لمعرفة الحقيقة كاملة، لافتا إلى أنه سوف يصل إلى مصر بمجرد حصوله على هذه المستندات.وسوزان تميم؟وأعادت ثورة 25 يناير أيضا الحديث عن قضية مقتل المطربة اللبنانية سوزان تميم إلى الواجهة، التي حكم فيها على كل من ضابط أمن الدولة السابق محسن السكري «منفذ العملية» وهشام طلعت مصطفى «المحرض على القتل» المحكوم عليه بالسجن 15 عاما بعد أكثر من عام من المداولات والاستئنافات.ورغم أن أصابع الاتهام كانت تشير بوضوح إلى مرتكبي الجريمة، مصطفى والسكري، فإن انتماء الأول إلى لجنة السياسات في الحزب الوطني التي يرأسها جمال مبارك أثار شكوكا حول كونه شكل حصانة قوية دعمت موقفه في القضية، وأدى ذلك إلى تداولها وكسب الوقت لفترة طويلة، ما دعا البعض إلى القول إنه سيعاد التحقيق في القضية للكشف عن الدور الحقيقي الذي لعبه جمال مبارك من أجل حماية هشام طلعت مصطفى.وأعلن بهاء أبو شقة أحد محامي هشام طلعت أنه سيطعن لإعادة محاكمته لخفض مدة العقوبة تجاه الجريمة التي اعتبرها البعض تمت بدافع الانتقام بعد أن أنهت تميم علاقتها بمصطفى.وقال بهاء أبو شقة (أنا أطالب بحقنا القانوني في محاكمة أخرى»، وتمسك بأن موكله بريء قائلا «هشام بريء ونطالب بالبراءة).وأضاف: فريق الدفاع لم يقرر بعد ما إذا كان سيطلب إعادة المحاكمة أمام محكمة الجنايات التي يمكن التقدم بطلب استئناف لحكمها أم أمام محكمة الاستئناف التي لا يمكن الطعن في حكمها، وفي كلتا الحالتين ستعاد المحاكمة من نقطة الصفر.شريهان.. حب قاتل؟وكان الظهور المفاجئ للنجمة الاستعراضية شريهان في ميدان التحرير ومشاركتها في التظاهرات مثار فضول كثيرين وأعاد إلى الأذهان حادث السيارة الشهير الذي تعرضت له، وقيل وقتها إن علاء مبارك هو الذي دبر الحادث بهدف قتلها لأسباب عاطفية تتعلق بقصة حب بينه وبينها، وجرى التعتيم على القضية وقيدت ضد مجهول.أما عن إعادة التحقيق في هذه القضايا فيقول المستشار سامي زين الدين رئيس محكمة استئناف جنايات القاهرة: جميع القضايا المحفوظة يجوز فتح ملفاتها مرة أخرى إذا ظهرت أدلة جديدة، أما إذا اكتشف أصحابها شكوكا بدون أدلة فيمكن تقديم بلاغات جديدة، لكن لا أنصح بفتح الملفات القديمة الآن نظرا إلى ما يجري من تحقيقات عن رموز الفساد، فالأمر سيكون بمنزلة سلسلة تجر بعضها البعض، وبالتالي ستتكشف المفاجآت وستظهر حقائق جديدة في جميع القضايا الغامضة.
الثورة المصرية تعيد فتح ملفات مقتل الفنانات

نشر في: 12 يوليو, 2011: 07:51 م