اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > خصائص رواية المنفى

خصائص رواية المنفى

نشر في: 12 يوليو, 2011: 08:00 م

2-2 سميرة المانع أثناء هذه المسيرة الدرامية للروائي تزداد جرأته السياسية واهتماماته  العالمية بمضمون الرواية التي يكتبها مع نظرة تاريخية ووجهة نظر قد تكون سياسية أو ذات أبعاد روحية جديدة  مختلفة عن الآخرين، مفضلا ترك القضية مفتوحة للقارئ كي يتجاوب معها تبعا لأخلاقه وظروفه في النهاية . بدوره يكتشف قارئ رواية منفى، أحيانا،  تأثر كاتبها بأساليب جديدة عصرية، نتيجة  المعايشة وتعلم لغات تطلعه على آداب هذه الأمم  التي استوطنها وتقنيات أدبائها  المتطورة الحديثة.
 ابتعدوا  أو كادوا عن الروان و أسلوب السرد القديم البطيء، يحس أن فصوله الآن بدأت تتزحلق بين أصابعه ، متنقلة بيسر  بين البلدان والعصور ، القفز من بلد إلى آخر بسهولة تامة كما في الهاتف والتلفزيون الحالي،  مما يجعل  القارئ العصري مشاركا ومتعايشا ليس في وطنه حسب وإنما في العالم الفسيح، ولم يعد مقتصرا على شارع واحد أو مدينة معينة مكتفيا بجيرانه وأبناء وطنه مختصرا الكون كله بهم .  أصبحت النصوص  حتى وإنْ لبست لبوس المحلية  ذات منحى آخر وإنْ دارت في شارع ضيّق أو مدينة  صغيرة. من سمات الرواية المغتربة أيضا، الابتعاد عن الوصف المبالغ فيه أو الإكثار من الحشو والتكرار والتحذلق. إنها مهتمة بإيصال المعنى بأقل ما يمكن من الكلمات. لا يخلو أسلوبها  في نفس الوقت، من السخرية  أو الضحك على الذات  عن طريق ممارسة أسلوب تيار الوعي. التقنية الأدبية التي ظهرت في القرن العشرين لإيصال أفكار الأبطال ومشاعرهم عن طريق المنلوج والحوار الداخلي وما فيه من مفارقات مسلية / مؤسية في ما يعالج من مسائل.  يتحقق التفكيك والكولاج في سرد الرواية، أيضا،  بشكل طبيعي بسبب مظاهر عيشه  ووجوده في بيئة  عصرية تنقله وهو في غرفة الجلوس إلى ما يجري في اليابان  وغيرها، فيتغير نمط السرد عنده، حتى قبل ان يقرأ كتاب الناقدة والكاتبة الأميركية (آني ديلارد)في كتابها (  العيش بالحكاية ) الصادر سنة 1982  حول الرواية اليوم والتي تؤكد فيه قائلة : "  لا شيء يمثل السرد الحديث أكثر من تشظيه لتمزيق النموذج السردي . مثلما تزيل الحركة التكعيبية بالرسم أثاث غرفة كاملة فتجعل منها  تسعة أقدام مربعة لقماش معد للرسم الزيتي.  تأخذ الرواية  خمسين سنة من حياة انسان فتقطعها ثم تلصقها ببعضها في حدود شكل زمني، وهذا هو الكولاج السردي..."   وتضيف الناقدة : "عالج  جيمس جويس المنفي- الذي  بدأتُ اليوم كلمتي به - بقطع السّرد في رواية (يوليسيس)، فوجهة النظر في الرواية تتغير وتتداخل لعدة حكايات، سؤال وجواب الخ.. حصل هذا بعد 163  سنة من ظهور روايات الكاتب (شترن) المولود بايرلندا سنة 1713  الانكليزي المعروف بشهرته في معالجة موضوع الزمن. كان شتيرن في نظر الشاعر الألماني جوته: "  من أكثر الأشخاص تحررا  في القرن الذي عاش فيه "  . أما  الكتاب المعاصرون الجدد بعد جيمس جويس فقد  دفعوا بالسرد بعيدا  بحيث اصبح مقسما إلى أجزاء صغيرة كفصول للكتاب وغالبا ما أعطوها عنوانا أو رقما  للفت الانتباه إليها.  كل هذه المستحضرات التجميلية  هي للسرد المتشظي في الرواية.  هكذا أصبحت هذه التقنية مقبولة تمارس باعتيادية تامة فلا تلاحظ وتنتقد، مثلما لا تثير استغرابنا وصلة تركيبية مقطوعة اثناء مراقبتنا التلفزيون.... وفي حالة استعمال التقطيع أو ما يسمى بالكولاج يستطيع الكاتب، عادة،  خلق عالم مبعثر  بلا إحساس وبالتأكيد إنه غريب "  بدورنا لا ننسى  أن العالم ،  في الماضي واليوم ، يتميز بهذه المواصفات رغم اختراق الآفاق والقفز على الحواجز القديمة بسبب الثورة التكنولوجية الحديثة.  يظهر في الفن الروائي  أيضا، وكما نرى، إشراك أنواع فنية  أخرى كالأغاني والشعر والقصة داخل القصة  متحدثا مع القارئ  الملول، يشده إليه، عارفا ومدركا  بحالة هذا المسرع العجول، الذي لا وقت له لاسيما بوجود الآلة والانترنيت  والملاهي الأخرى. يذكر د. شاكر مصطفى في كتابه ( القصة العراقية المعاصرة) كيف أن  " تطورا اثبت نتائج ايجابية رغم المصاعب التي رافقته، ألا وهي الهجرة. أجبرت الحروب والعقوبات الكثيرين على مغادرة البلاد وجعلتهم على اتصال واسع مع التقاليد الثقافية للبلدان التي حلوا ضيوفا عليها.   الاتصال المباشر مع الثقافات الغربية بعث القوة في الكتابة العراقية" ويتساءل الشاعر د. شاكر لعيبي في مقالته (هل هناك حقا ثقافة عراقية في المنفى ؟)  قائلا: " ليست إقامة المثقفين العراقيين في أقطاب الدنيا اغترابا سعيدا يتجدد الروح الإنساني فيه على الدوام، وليس مهجرا أدبياً قام لأسباب اقتصادية أو ثقافية طوعية كما في أدباء المهجر اللبنانيين.." لكنه يعود فيذكر : " يمكن القول بوجود علاقة سيمائية ( علامة) بين مصطلحي ( المهجر) و ( ا

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

تركيا.. إقرار قانون لجمع الكلاب الضالة

تقليص قائمة المرشحين لخوض الانتخابات مع كامالا هاريس

وزير التعليم يخول الجامعات بمعالجة الحالات الحرجة في الامتحان التنافسي للدراسات العليا

اليوم..مواجهة مصيرية لمنتخبي العراق والمغرب

تعرف على الأطعمة التي تحفز نشوء الحصى في الكلى

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram