إياد الصالحي
لم يبق أمام ثلاثي المنتخب الوطني يونس محمود ونشأت أكرم وكرار جاسم إلا ان يحفظوا هيبة اللاعب العراقي التي ستكون على رأس قائمة التصريف في فترة الانتقالات الشتوية بعد ان تأكدت رغبة مدربي اندية الوكرة القطري و(النصر وعجمان) الاماراتيين في عدم استمرارهم وذلك لانخفاض مستوياتهم الفنية وعجزهم أمام المد الاحترافي المتنوع من مدارس العالم الذي اجتاح بطولتي الدوري في قطر والامارات.
ان طبيعة الاحتراف في هكذا دول سجلت أقوى تنافساً في مسابقة الدوري ضمن اتحادات دول آسيا لم تعد تعتمد على العلاقات والتنسيقات عند ابرام العقود، فهناك لجان فنية في كل نادٍ تضع اللاعب تحت مجهر التقييم الدقيق من جميع النواحي بعد كل مباراة وتمنح في نهاية التقييم العلامة التي يستحقها ويبقى تحت المراقبة حتى بدء فترة الانتقالات الشتوية لبيان مدى صلاحه لتكملة المشوار من عدمه.
للأسف ان اللاعبين الثلاثة قضوا الفترة السابقة ينفخون في قِرَب مثقوبة بدعم من زملاء معروفين بدافع البقاء تحت الضوء ورد الاعتبار عقب ابعادهم عن القائمة الدولية للأمور فنية وليست مزاجية كما اتهموا المدرب زيكو ووصموه بأنه يعاني عقدة نفسية مستديمة من اللاعبين الكبار بينما الواقع يشير الى انهم فعلا كانوا اقل عطاءً ومستوى ونتاجاً مع الأسود في المرحلة السابقة ولا علاقة للأمور الشخصية بقضية قطع صلتهم بالمنتخب ، فها هي الاخبار الواردة من تقارير الصحافة القطرية والاماراتية وتحليلات النقاد المتخصصين في برامج القنوات الفضائية لمدربين واعلاميين محايدين أدلوا بشهادات منصفة تدلل على عُقم عطاء لاعبينا وعدم جدوى التمسك بخدماتهم في ضوء تدني تقييمهم الى درجة لا تتناسب وما يصرحون به لصحف بعينها!
انتبهوا .. برغم كل ذلك ، يبلغ الغرور أشدّه عند احد المحترفين وهو يستهزىء بالكرة التي تلعب بها فرق دوري النخبة وهو يشهد حماسة وتصاعداً في مستويات الاندية افضل بكثير من دوريات خليجية متخمة بالدعم المادي ومستلزمات النهوض بمنشآت انديتها ، وتناسى المغرور انه في يوم ما كانت تلك (الطوبة) وراء تحوله من لاعب مغمور في طين الملاعب الشعبية الى محترف (أتكيت) يلتقط الانتقادات الحارة ضد كرة بلده بـ(شوكة) نرجسيته التي كانت سبباً في نهايته بسرعة مثلما يحتضر أداؤه اليوم ليعلن غداً توسله بارتداء الفانيلة نفسها المعفرة بتراب ارضه!
ليت كلماتنا هذه تصبح طوق نجاة لاعبي المنتخب الثلاثة ليعيدوا النظر في انفسهم من دون اتهامنا بتحجيم قدراتهم، فالعُمر يتقدم بيونس ونشأت ولا يمكن ان نلزمه بالوقوف عند باب أمم آسيا 2007 كلما طال النقد فرسانها، لا توجد فرص أخر للتعويض، عليهم الاعتراف بان الاحتراف اليوم في ظل وجود منافسين شباب يعد مضيعة حقيقية للوقت واساءة شنيعة بتاريخهم ، ولعل افضل خدمة يقدمونها لانديتهم المتفضلة عليهم طوال حياتهم ان يكملوا المسيرة معهم وسط ترحاب كبير من الجماهير التي لما تزل ترى فيهم ماضي انديتهم الجميل ورموز الوفاء البهي بعد غربة قاسية حرمت الطلبة والشرطة والنجف من بريق جواهرهم على أديم الكرة العراقية.