عن: لوس انجلوس تايمز أخبر وزير الدفاع الاميركي القادة العراقيين بوجوب اتخاذ قرار سريع بشأن طلب إبقاء القوات الاميركية في العراق من عدمه بعد موعد الانسحاب المقرر نهاية العام.وقال مسؤولون أميركان كبار إن الولايات المتحدة لا تنوي التدخل في المفاوضات بين السياسيين العراقيين
والتي قد تقود إلى اتفاق لتمديد بقاء القوات. تأتي زيارة بانيتا على عكس الزيارات السابقة التي قام بها كبار المسؤولين الاميركان في إدارة بوش أو حتى التي قام بها نائب الرئيس جو بايدن في محاولة لدفع القادة العراقيين لاتخاذ قرار بهذا الشأن.رحلة بانيتا تأتي بعد ثمانية أشهر من إقناع بايدن للقادة العراقيين في تشكيل الحكومة التي جاءت بعد فترة طويلة من الانتخابات الوطنية. بقيت الصفقة غير منجزة بالكامل حتى الآن، فالمجلس الوطني للسياسات الستراتيجية الذي يرأسه علاوي ما زال غير منجز، وكذلك تعيين وزراء الدفاع والداخلية.هذا الفشل، الذي يحذر منه المسؤولون العراقيون، يمكن أن يدمر أية فرصة للاتفاق على إبقاء القوات الاميركية.يقول نائب رئيس الوزراء روز نوري شاويس "عند وجود تفاهم متبادل بين الكتل فسيكون من السهل تشكيل حكومة عراقية". من غير الواضح ما إذا كان علاوي والمالكي سيتفقان، وبدون هذا التوافق لا يستطيع المالكي الحصول على موافقة البرلمان على أية اتفاقية أمنية تسمح ببقاء بعض القطعات الاميركية في العراق.حاليا يعتمد المالكي على دعم التيار الصدري في البقاء بالسلطة، وان التيار يريد خروج كافة القطعات الاميركية من العراق في نهاية العام. أعضاء في القائمة العراقية لا يرون جدوى من دعم تمديد بقاء القوات مادامت صفقة تشكيل الحكومة التي رعتها الولايات المتحدة لم يتم التوصل إليها.إنهم يرون أن المالكي يعمل وزيرا للدفاع والداخلية بالوكالة ويشعرون أن الحكومة الاميركية لم تفِ بالتزاماتها.وقال نائب رئيس الوزراء صالح المطلك "إذا بقي الاميركان ولم يتخذوا موقفا مما يجري، فان بقاءهم لا معنى له. عليهم أن يغيروا سياستهم". في لقاءات منفصلة مع المالكي والرئيس جلال طالباني قال بانيتا "يجب أن نعرف قراركم بأسرع ما يمكن".لقد رفضت إدارة أوباما، علنيا على الأقل، أن تتورط بشكل مباشر في حث العراق على طلب بقاء بعض القطعات بعد نهاية العام رغم أن مسؤولين عسكريين اميركيين كبارا أوضحوا بأنهم يفضلون مثل هذا الطلب.وقال الجنرال لويد أوستن، قائد القوات الاميركية في العراق، في تصريح صحفي "كلما اقتربنا أكثر من الخريف كلما ازدادت صعوبة إيقاف الانسحاب، حيث من الصعب تجميع الأمور بعد تفكيكها". في نهاية الأسبوع اجتمع القادة السياسيون برعاية الرئيس طالباني في محاولة لكسر الجمود والجدل بشأن بقاء القوات، وقرروا تأجيل الموضوع لمدة أسبوعين، لحين تفعيل اللجنة المصغرة التي حاولت سابقا كسر الجمود. في مفاوضات سابقة، اقترح التحالف الكردستاني أن يجتمع المالكي وعلاوي ورئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، لتسمية الوزراء الأمنيين.وقال التحالف في حالة عدم إمكانية اجتماع المالكي وعلاوي فيمكن أن يرشحا ممثلين ينوبان عنهما، وافق علاوي على ذلك إلا أن ائتلاف المالكي لم يرد.وبالشكل نفسه، اقترح الكرد حلا وسطا هو أن يرأس علاوي المجلس الوطني للسياسات العليا. الا ان علاوي أصر على تسميته رئيسا للمجلس في البرلمان، لكن المالكي اعترض على ذلك، فاقترح الكرد أن يصوت المجلس على علاوي ثم يصادق البرلمان على القرار.وافقت القائمة العراقية على الفكرة إلا أن ائتلاف دولة القانون رفض الرد مرة أخرى. في الماضي، كان يمكن للاميركان أن يدفعوا باتجاه حل هذه الأزمة السياسية، إلا أن بانيتا أكد للمالكي أن قدوم المسؤولين الاميركان إلى بغداد لا يمكن أن يستمر في المستقبل للدفع باتجاه عقد اتفاق. البعض يتساءل ما إذا كان للاميركان الكثير ليعرضوه على العراقيين بهدف جعلهم ينهون خلافاتهم ومن ثم يطلبون بقاء القوات الاميركية. يقول احد المراقبين الغربيين سبق أن عاش في العراق لسنوات وطلب عدم ذكر اسمه بسبب حساسية الموضوع "في عام 2008، كان من الممكن عزل علاقة أميركا عن علاقات القوى الداخلية العراقية. لكن هذه المرة، فان اللعبة أكثر تعقيدا. ما هو تأثير اميركا؟ ما الذي يحتاجه العراقيون ويمكن لاميركا أن تقدمه لهم؟".ترجمة المدى