متابعة/ المدىأفاد شهود عيان في قضاء جومان بمحافظة أربيل، امس الأول، بأن مناطق حدودية في القضاء تعرضت إلى قصف بالمدفعية الإيرانية والأسلحة الرشاشة، مؤكدين بان تلك القوات أمهلت الرعاة ثلاثة أيام لإخلاء المناطق القريبة من مواقعها.
وقال مختار قرية ويزة الحدودية بقضاء جومان عبد الله حمد: إن "القوات الإيرانية جددت قصفها، صباحاً اليوم، بالمدفعية والأسلحة الرشاشة لمحيط القرية والمناطق القريبة منها"، مبينا أن "القصف آثار الهلع لدى الأهالي لكنه لم يسفر عن وقوع خسائر بشرية".وأضاف حمد: أن "القوات الإيرانية أمهلت عدداً من الرعاة 72 ساعة لاخلاء المناطق القريبة من المواقع العسكرية الايرانية"، مشيرا إلى أن "عدداً من سكان تلك المناطق يستعدون لترك مناطقهم خوفاً من التهديدات الإيرانية".وتقع قرية ويزة على بعد 20 كم شرق مركز قضاء جومان في محافظة أربيل، ونحو أربعة كيلومترات عن الحدود العراقية - الإيرانية، وتسكنها نحو 60 عائلة ويعتمد سكانها على الزراعة وتربية المواشي.وكان شهود عيان من أهالي مناطق حدودية تابعة لمحافظة أربيل، أفادوا بأن القوات الإيرانية كثفت تواجدها داخل الحدود العراقية، مؤكدين أن أكثر من 10 آلاف جندي إيراني يتواجدون في المناطق الحدودية، إضافة إلى قيام بناء نحو 50 ربية عسكرية داخل الأراضي العراقية في مناطق كاني رش، وبيرلوك، وميركسير، وجالاوان، وبركي قلشتي، وبرزي، فضلاً عن استمرار عملية شق الطرق لتسهيل مرور قواتها في المناطق الجبلية.فيما تنفي مصادر رسمية في حكومة إقليم كردستان باستمرار حصول أي توغل للجيش الإيراني داخل الأراضي العراقية، مؤكدة أن العمليات العسكرية محصورة في اراضيها.وتشهد المناطق الحدودية بمحافظة أربيل مع إيران منذ أكثر من شهر عمليات قصف مدفعي مستمرة للقوات الإيرانية على مواقع داخل الأراضي العراقية، بذريعة استهداف عناصر من معارضيها. وكان رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني دعا في الثاني من تموز الحالي، الحكومة الإيرانية إلى الحوار لحل المشاكل بدلاً من قصف المناطق الحدودية، مؤكداً أن الأمر أدى إلى أضرار مادية ونزوح أعداد من السكان.وانتقد القيادي في التحالف الكردستاني محمود عثمان، نهاية شهر حزيران الماضي، "سكوت" الحكومتين المركزية وإقليم كردستان على القصف الإيراني - التركي المستمر على الإقليم، مطالباً بالكشف عن الاتفاقيات الأمنية المبرمة مع دول الجوار.يذكر أن القوات الإيرانية تهاجم بين مدة وأخرى بالمدفعية عناصر حزب الحياة الحرة (بيجاك) المنضوي ضمن حزب العمال الكردستاني التركي، ويمثله كرد إيرانيون يتخذون من جبال المناطق الحدودية الوعرة معقلاً لهم.من جهته، أكد رئيس الوزراء نوري المالكي على ضرورة سلامة الأراضي العراقية من التجاوز من أي طرف كان، داعيا السفراء العراقيين إلى الإبلاغ عن أي خرق لسيادة العراق.وقال المالكي خلال حضوره مؤتمر السفراء العراقيين الثالث الذي عقد امس الأول، في مبنى وزارة الخارجية ببغداد وحضرته "السومرية نيوز": إن "سلامة الأراضي العراقية من أي تجاوز ومن أي طرف كان، ضرورة ولا بد أن تبقى السيادة العراقية محمية"، داعيا السفراء العراقيين إلى "الإبلاغ عن أي خرق لسيادة العراق".وأضاف المالكي: أن "العراق ضحية التدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية في السابق ولديه الموروث من المشاكل والتعقيدات في هذا الجانب"، مؤكدا أن "الانفتاح والتعاون شيء والتدخل في الشؤون الداخلية شيء آخر". واستولت قوة إيرانية، في 18 كانون الأول من العام الماضي 2009، على حقل الفكة النفطي شرق مدينة العمارة، 305 كم جنوب بغداد، ولم تنسحب حتى نهاية كانون الثاني من عام 2010. وتشهد المناطق الحدودية مع إيران في محافظة أربيل عمليات قصف مدفعي تنفذها القوات الإيرانية على مواقع داخل الأراضي العراقية، بذريعة استهداف عناصر من معارضيها. وكان مصدر أمني في محافظة البصرة كشف، في 29 حزيران الماضي، عن تحركات إيرانية لحفر بئر نفطية على بعد نحو 600 متر عن الأراضي العراقية من جهة محافظة البصرة، مؤكدا أنه تم إبلاغ المؤسسات الحكومية المختصة بهذا النشاط. ويؤكد خبراء نفطيون أن مساحات بسيطة نسبياً من الحقول النفطية تقع خارج الأراضي العراقية، لكن العراق أضعف من جيرانه تكنولوجيا ومالياً في استغلال المكامن النفطية المشتركة، خاصة وأنه لم يتوصل حتى الآن إلى عقد اتفاقيات مشتركة مع إيران والكويت بشأن استغلال تلك المكامن، لأسباب منها عدم حسم مشاكل ترسيم الحدود معهما.وكان مجلس محافظة البصرة قد اتهم في 28 حزيران الماضي، الكويت باستخدام أسلوب الحفر المائل للآبار قرب الحدود مع العراق، من اجل استنزاف الاحتياطي النفطي في المنطقة الحدودية العراقية، مؤكدا أن عدد تلك الآبار زاد على 100 بئر، وهي تنتشر على امتداد الحدود البرية بين البلدين، وبعضها يبعد أقل من 150 مترا عن الأراضي العراقية. وتوجه اتهامات لوزارات الخارجية والنفط والنقل بـ(عدم جديتها) في متابعة خروق دول الجوار على ا
القوت الإيرانية تقصف جومان بالمدفعية وبغداد تحذّر من تجاوز السيادة
نشر في: 16 يوليو, 2011: 05:49 م