ربما يكون الحديث الآن عن مباراة استراليا الثلاثاء المقبل في القمة المصيرية لمشوار منتخبنا على طريق مونديال البرازيل غير مناسب وليس في محله ، لكن نعتقد انه من المناسب جدا ان يكون هناك حديث عن مباراة البرازيل الودية وما سبقها وما سيتبعها في الوقت الذي تتجه فيه انظار كل عشاق منتخبنا الوطني صوب قمة استراليا.
ومما لا شك فيه ان كل مواجهة ودية تجريبية تصب عادة في صالح هذا المنتخب او ذاك عبر ما تمنحه من تصورات واقعية وميدانية من لب الحدث الكروي لأي جهاز تدريبي ، لاسيما اذا جاءت في توقيتات مناسبة وملائمة ومتاحة لكي تعطي فوائدها لكن يبقى الحديث قائماً حول جدوى مباراة البرازيل وان كان هناك نوع من الفائدة النسبية وغير المطلقة لهذه المباراة التي كنا نتطلع ان يخرج فيها لاعبو منتخبنا بفائدة حتى لو كانت نسبية.
لكن ما يثير الاستغراب والدهشة قبل ان يثار اي نوع من التخوف على مستقبل المنتخب ،تلك الروحية غير المندفعة والمنكسرة التي وجدناها لدى لاعبي منتخبنا وكأنهم مثقلون بتداعيات نفسية ومعنوية قدموا بها الى مباراة البرازيل.. ولو تمعنا بشكل دقيق في مجريات تلك المباراة، نرى وبحقيقة واضحة حجم المأزق الذي وجد فيه لاعبو منتخبنا انفسهم في هذا اللقاء الذي يبدو انه فُرض عليهم واصبحوا في حال كنا نتمنى ان لا نراهم في مثل ذلك المأزق.
فعندما نتحدث عن تداعيات نفسية ومعنوية رافقت المنتخب منذ مغادرته الدوحة الى السويد..اننا نتحدث عن حقائق لا يمكن لأحد ان يطمس تفاصيلها واثارها برغم سعي مَن سعى الى اخفائها ،كان منتخبنا قد تعرض لها قبل مباراته مع احد اندية الدرجة الثانية في قطر هذا النادي الذي منحه منتخبنا الشهرة بلقائه معه ودياً قبل التوجه الى السويد، فما خرج به نائب رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم عبد الخالق مسعود وهو يميط اللثام عن واحدة من اكبر المشاكل التي واجهها المنتخب بعد ان اشهر المدير الفني للمنتخب زيكو الكارت الاحمر بوجه الدولي السابق باسل كوركيس وعدم رغبته بالبقاء مع الجهاز ليس لشيء سوى لأنه اقدم على تدريب مجموعة من اللاعبين في ملعب الشعب الدولي الذي يُثير الرعب في نفس زيكو .
هذه الحادثة التي كشفها مسعود في حوار جريء وصريح عهدناه منه في كل مرة لكون هذا الرجل يتحدث دائما في الضوء وليس في العتمة مثلما يفعل الآخرون، اشار في حواره الثلاثاء الماضي في احدى الصحف مع الزميل ضياء حسين نجح فيه الاخير الى حد بعيد في اخراج تلك التفاصيل وذلك ليس بغريب عليه عندما نجح قبلها في أهم وأدق مهمة صحفية برفقته بعثة البارالمبياد الى لندن، ليأتي هذا الحوار مليئا بكل الملابسات التي رافقت هذه الحادثة ورفض مسعود القاطع الإساءة التي لحقت بالدولي السابق كوركيس الذي لم يعلم زيكو حجم العطاء الذي قدمه هذا اللاعب لمنتخب بلده والخدمة الكبيرة التي قدمها للكرة العراقية بكونه واحداً من ابناء هذا البلد ،كما رفض مسعود ان يثلم زيكو من هيبة الاتحاد والانتقاص منه باصراره على عدم جلوس كوركيس على مصطبة البدلاء في المباراة الودية الاخيرة في الدوحة التي نخجل ان نتحدث عنها وغير ذلك من الاحداث وجد فيها مسعود من الافضل ان يعود من مهمته وان كان بحاجة الى تداخل طبي او غير ذلك.
وللاسف الشديد ان نجد منتخبنا وسط هذه الظروف الشائكة في وقت حساس واستثنائي كم تمنينا ان ينأى عنها عبر مناشدات وافكار وآراء طالب اصحابها ابعاد المنتخب عن هذه المشاكل في الوقت الذي يصف فيه مدير المنتخب مثل هذه الاصوات بالمغرضة ولم نعرف اين يكمن الغرض السيء من وجهة نظر المدير الاداري الذي لم يعِ حتى الان كم هي وقفة الإعلام والصحافة معه ومع مهمته او مع غيره ، كنا ان يأخذ دوره هو والاخرون ليخلصوا المنتخب من ادران المشاكل ونحن نتلمسها الان برغم ما اُخفي منها في رسائل الزميل الموفد الصحفي الذي كنا نتمنى ان يأخذ هو على عاتقه مهمة التصدي لمثل هذه الملابسات وان يتفاعل معها باطار يضع فيه الامور في نصابها للاسراع بمعالجتها من قبل الاتحاد العراقي ،لكن يبدو ان الزميل الموفد تعامل مع الامر بحسن نية منطلقاً من رغبة عدم التشويش والتأثير على مشوار المنتخب وطبعا هو محق في ذلك كل الحق.
عموما منتخبنا وصل اليوم الى الدوحة وكما هو مبرمج لمسيرته من قبل مدربه زيكو استأنف تدريباته هناك لم يتبق امام لاعبي منتخبنا الذين نعذرهم كل العذر في ما جرى بالسويد ،إلا ان يديروا ظهورهم لما حصل وان يبدأوا رحلة التحدي الحقيقي لأستراليا الثلاثاء المقبل.
ما بيـن البرازيل وأستراليا
[post-views]
نشر في: 12 أكتوبر, 2012: 05:47 م