حاوره .. عامر القيسي الوطن العربي حمامة تحلق بجناحين هما العراق ومصر . وأثبتت كل التجارب التي مر بها الوطن العربي أن هذه المقولة صحيحة تماما ، وما يعزز وجهة النظر هذه تحولات الربيع العربي في مصر وسقوط الدكتاتورية في العراق في التاسع من نيسان 2003 . يقول السفير المصري في العراق
 شريف كمال في لقائه مع المدى " هناك تعاطف شديد مع العراق ورغبة ملحة لدى العرب بالعودة إلى العراق.. ولدينا إيمان راسخ وأبدي  بالعلاقات المصرية – العراقية والتي دعا إليها و أرسى دعائمها الرئيس جلال طالباني خلال زيارته لمصر عام 2006 ، وقد لقيت دعوته استجابة شعبية وحكومية واسعة " وأضاف " رغم تأجيل موعد القمة في بغداد إلا أن القمة القادمة في بغداد ستكون تاريخية بكل معنى الكلمة " وعن الأحداث الجارية في مصر قال سعادة السفير " أستطيع القول إن الوضع المصري في مرحلة تحول جذري نحو تكريس مبادئ الحياة الديمقراطية الحقيقية والسليمة . التي طالما حلمنا بها ولم تتحقق " . لقاء واسع ومتنوع يلقي الضوء على أحداث المنطقة ومستقبل الربيع العربي والدور المصري القادم في مصر ، ننشره بمناسبة الذكرى  لثورة يوليو 1953. فرصة ذهبية أخيرا تحقق حلم الشعب المصري بإسقاط نظام حسني مبارك والانطلاقة لتأسيس نظام جديد قائم على أسس الديمقراطية والمساواة وتحقيق العدالة . لكن الوضع المصري ما زال مشوشا . كيف تنظر الى الحراك السياسي في مصر الآن؟  استطيع القول إن الوضع المصري في مرحلة تحول جذري نحو تكريس مبادئ الحياة الديمقراطية الحقيقية والسليمة . التي طالما حلمنا بها ولم تتحقق  . هذه المرحلة تشهد حراكا سياسيا وفرصة ذهبية لتحقيق الأهداف التي سعى من اجلها الشعب المصري ، وهي بناء الديمقراطية على أساس بناء دولة مؤسسات ديمقراطية تشكل نموذجا فريدا لدول المنطقة للانطلاق نحو تأسيس حياة ديمقراطية وبناء تقاليدها المؤسساتية التي تؤمن حقوق الإنسان وتقيم مجتمعا مستندا الى قيم ومفاهيم الحرية التي يحميها القانون والدستور . الإخوان فزاعة الأمس واليوم الكثير من التحليلات السياسية من داخل مصر وخارجها تعتقد بان ثورة 25 يناير قد تم مصادرتها من قبل الإخوان والحرس القديم . والدليل أن الاعتصامات والتظاهرات ما زالت مستمرة رافعة نفس شعارات ما قبل سقوط مبارك . كيف تعلقون على وجهات النظر هذه ؟ أنا لا اتفق مع هذه الأفكار والتحليلات على الإطلاق . لأنها أفكار ترى المشهد المصري من زاوية واحدة . ومن يشاهد الصورة ، وليس جزئياتها ، سيكتشف بوضوح ان هناك حراكا سياسيا واضحا ، والإخوان جزء من الصورة باعتبارهم الأكثر استقطابا للجماهير وأكثرهم تعرضا للتهميش ، وكذلك كانت بقية القوى السياسية قد تعرضت للإقصاء والتهميش في زمن النظام السابق . لقد استخدم نظام حسني مبارك الإخوان المسلمين كفزاعة لإرعاب وإخافة بقية القوى السياسية ، والآن بعض هذه القوى تلعب نفس لعبة النظام . وهذا شيء غير صحيح من الناحية السياسية ، وأنا اعتقد ان هذه القوى تستخدم الإخوان كشماعة بسبب قصور حضورها الجماهيري .الميدان السياسي في مصر يتسع للجميع وعلى كل القوى السياسية إثبات وجودها وتأثيرها في الشارع المصري من خلال الحراك المنضبط الأداء والتطلع للمستقبل من اجل مصر الديمقراطية والدستور وحقوق الإنسان .دور الشارع قد انتهى ولكن مازالت التظاهرات والاعتصامات في ميدان التحرير مستمرة من قبل  قوى الثورة ، حتى أن هذه القوى رفضت القرارات الأخيرة لرئيس الوزراء المصري الخاصة ببعض الإصلاحات ، واعتبرتها لا تلبي طموح وأهداف الثورة ، بل وهناك دعوات لتظاهرات مليونية على غرار ما كان يحدث في زمن مبارك ؟  تصوري الشخصي كمواطن لي رؤية إزاء ما يحدث في بلدي ، اعتقد بان الوقت قد حان لان ينتقل النقاش السياسي من الشارع إلى المحافل السياسية وإطاراتها التنظيمية من أحزاب ومنظمات مجتمع مدني . أقول بكل وضوح إن دور الشارع قد انتهى بانتهاء نظام حسني مبارك . وعلى القوى الديمقراطية الثورية ان تعيد ترتيب أساليب نضالها بشكل منظم كجماعات وأحزاب وتنتظم في الحراك السياسي مع باقي فئات المجتمع المصري لصياغة أهداف جديدة والاتفاق على خارطة طريق واضحة المعالم تساعد الجميع على تلمس دروبهم من اجل مستقبل مصر . وأضيف ان السيد رئيس الوزراء عصام شرف في منصبه الحالي شرعي وجاء بناء على رغبة شعبية. السيناريو الرابع هناك عدة سيناريوهات مطروحة للوضع المصري الجديد ، السيناريو الأول يتحدث عن نموذج تركي حيث يقوم الجيش بمهام منع أي تجاوزات على الدستور ويقوم بحماية الديمقراطية في البلاد ، السيناريو الثاني، هو النموذج الجزائري، الجيش يحكم من خلف رئيس ضعيف ، والسيناريو الثالث ، هو النموذج السوداني ، وهو تحالف الجيش مع القوى الأكثر تأثيرا في الشارع ، وهي في الحالة المصرية الإخوان المسلمون . كيف تنظر إلى هذه السيناريوهات ، وأيها الأقرب للحالة المصرية ؟ أنا لا أتفق مع أي من السيناريوهات المطروحة هذه واطرح "سيناريو" رابعا ، هو الأقرب إلى طبيعة الشعب المصري وتجربته السياسية . ا