اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > الخيال أهم من المعرفة.. مقولة الزمن الصعب

الخيال أهم من المعرفة.. مقولة الزمن الصعب

نشر في: 18 يوليو, 2011: 06:56 م

د. مهدي صالح دوّاييمثل الخيال العلمي احد المداخل المهمة والحديثة لتنمية الإبداع وإعداد العلماء في الدول المتقدمة ، وان اخطر الثغرات التي تعانيها نظم التعليم في العالم العربي تكمن في عدم إعطاء الخيال العلمي حقه من الاهتمام .
ويرى عالم الكيمياء العربي أحمد زويل (الحاصل على نوبل في الكيمياء 1999) ، أن العالم الحقيقي لابد من أن يحلم ، وإذا لم يتخيل سيفعل مافعله السابقون ، ولن يضيف شيئا" ، وتحت فكرة ( ماذا يحدث لو ..؟) ، يرى العديد من العلماء أن استخدام أفلام الخيال العلمي في تدريس موضوعات العلوم ضرورية لإثارة دافعية الطلاب نحو حب العلم ودراسة العلوم بدرجة أفضل من الطرق التقليدية .  وتاريخيا" حاول العديد من الفلاسفة توثيق تأملاتهم الفلسفية ببناء مدن فاضلة ومجتمعات السعادة  بعيدا" عن واقع عيشهم المليء بالمآسي والحرمان ، وعدّت تلك الإسهامات جزءاً"من (الطوباوية) الحالمة  على الرغم من أنها مثّلت بعد حين حافزاً" للتغيير والتطوّر الاجتماعي والاقتصادي والسياسي.ويعد أدب الخيال العلمي من أهم الأجناس الأدبية المعاصرة وأوثقها ارتباطاً" بحياة البشر ، وذلك لارتباطه بشكل ونوعية الحياة في المستقبل نتيجة للتقدم العلمي والتكنولوجي المتسارع ، وقد أطلق على هذا النوع من الأدب العديد من المسميات منها ؛ أدب الأفكار ، وأدب التنبؤ بالمستقبل ، وأدب التغيير ، فالخيال العلمي في أحد تعريفاته ، هو محصلة الخيال البشري في ضوء ماتتيحه الإمكانات العلمية واحتمالات تطورها ، إذ يتناول الحقائق التي يقدمها العلم ثم يضيف إليها الخيال ، فالأخير يمثل الضوء الكاشف للعلم ، يبدأ من النقطة التي  يقف عندها العلم ممهداً" الطريق للمستقبل ، من هنا تم وصف الخيال العلمي بالمفتاح الذهبي لبوابة العلم .وفي عصر الخيال العلمي توشك الحدود الفاصلة بين العلم والخيال أن تتلاشى بعد أن تحققت معظم التنبؤات ، بل أن نتائج الثورات التكنولوجية المعاصرة قد تجاوزت الكثير مما يعد خيالا" علميا" ، وعلى سبيل المثال ، فقد تنبأ كاتب الخيال العلمي البريطاني ( ويلز ) - في رواية ( العالم يتحرر ) عام 1914- باكتشاف الطاقة الذرية وتحررها ، وقد استفاد من هذه الرواية عالم الفيزياء الأمريكي ( زيلارد ) ، وتمكن من تأسيس معادلات نظرية كانت الأساس في مشروع مانهاتن الأمريكي لتصنيع القنبلة الذرية عام 1945 .إن ما تأسس من ابتكارات قد استندت إلى ما يعرف ( بالخيال العلمي الصعب ) ، وهو نوع من الخيال العلمي المرتبط بنظريات العلم بدرجة عالية من الدقة ، وهذا النوع من الأدب لايسبر أغواره غير المتخصصين ذوي الإعداد الذهني الخاص ، وهو ماتتيحه أنماط غير تقليدية من التعليم والتعلّم ترافقها بيئات نوعية راعية لها . من هنا أصبحت لدراسات الخيال العلمي حصص" وأقسام" علمية ومراكز أبحاث متقدمة في الدول الصناعية تحاول أن تؤطر لأنماط جديدة من التحليلات القائمة على البعد المستقبلي ، لاسيما مع تسارع فعاليات الإنتاج والتبادل والاستهلاك على مستوى العالم . ، فأصبح لزاما" أن يكون جزءا" مهما" من التفوق هو قراءة المستقبل بشكل علمي دقيق لتجنب الأخطاء المكلفة اقتصاديا" .ومع تهيؤ دول العالم لاعتلاء موجة رابعة من التطوّر ، قائمة على مايعرف ( بالعصر الافتراضي ) فان إعادة جدولة تجربة النمو في العراق لابد من أن تقوم على فاعلية الخيال العلمي الخصب القادر على رسم السياسات المستقبلية .في عام 2006 أطلق ( كوناربركة) المدير العام لمديرية النفط النرويجية شهادته التاريخية بحق الجيولوجي العراقي ( فاروق القاسم) الذي عمل في قطاع صناعة النفط النرويجية للفترة من 1973-1990 قائلا" (أيها الشباب ؛ إذا وجدتم صناعة النفط خالية من التحديات فاقرأوا كتاب فاروق القاسم –النموذج النرويجي، إدارة المصادر البترولية – إذ يتطرق الكتاب إلى ماضي الأرض وحاضرها على لسان احد الأكاديميين في تاريخ صناعة النفط ممن برزوا في الوقت نفسه في الجوانب العملية من هذه الصناعة التي غيّرت النرويج ، وستستمر في تغييرها في المستقبل ، يصح القول أيضا" أن هذه الصناعة قد غيّرت العالم ، وستستمر في تغييره في المستقبل).لقد كان هذا الجيولوجي احد مخرجات الجامعات العراقية ، ترك خياله بصمات خالدة على مستقبل الاقتصاد النرويجي ، فحينما تتهيأ حاضنات الخيال ، فإن الأخير يتحرر من عقدتي الزمان والمكان ، فتصبح المعرفة ثروة حقيقية يستثمرها الخيال العلمي في تحقيق أهداف التطوّر المتنوعة.من هنا ينبغي رعاية الخيال العلمي  بإطلاق برامج خاصة لرعاية الموهوبين تشمل كافة المراحل الدراسية ، والاهتمام الاستثنائي بالبحث العلمي وبضمنه ، تحريره من عقدة رفوف المكتبات ، واستحداث برامج دراسية وتعليمية حول قضايا الخيال العلمي ، ومنها: ترجمة وتعريب أدبيات الخيال العلمي العالمية ، ويرافق تلك الجهود عملية إدماج منظمة لطلاب المراحل الدراسية المبكرة في تجارب ميدانية ، لتنمية الخيال مبكراً، مع إعادة النظر ب

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

العدل تعلن اعداد النزلاء المطلق سراحهم خلال شهر تموز

القضاء يحكم بالاعدام والسجن المؤبد بحق 30 تاجر مخدرات

السوداني يحذر من خطورة الاستخفاف بسيادة الدول

ميسي ضمن التشكيل المثالي لكوبا أميركا

أسعار الدولار في بغداد.. سجلت ارتفاعا

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram