وائل نعمة عدسة: ادهم يوسف الرحلة من بغداد إلى مدينة الحلة تنطوي على الكثير من المتاعب، على  الرغم من ان المسافة لا تتعدى الـ 100 كيلومتر، وفي أسوء الأحوال تقطعها بساعة ونصف الساعة إذ لم تواجهك مواكب حكومية او عسكرية تغلق عليك منافذ الطريق،
 بالنتيجة ستضيف ساعة أخرى على الوقت الأصلي "بدل ضائع "!الرحلة تبدأ من (كراج) العلاوي في بغداد من القسم الجنوبي، حيث ينقسم (الكراج ) الى شمالي وجنوبي، الأول تذهب سيارته الى الموصل وتكريت وباقي المحافظات الشمالية، والآخر فهو مقصدنا للتوجه الى الحلة حيث سيارات المحافظات الجنوبية.بالتأكيد لا توجد عبارة على بوابات ( الكراج) الأربعة تشير الى اسم هذا المكان، او اي الأبواب تأخذك إلى سيارات المدينة التي تريدها، لان الكراج يضم بالإضافة الى سيارات المحافظات، سيارات أخرى في داخل بغداد. وبعد ان تسأل عن الباب التي تأخذك الى سيارات مدينة الحلة ستجد طريقك في الباب الوسطية، وعند البوابة سيقوم احد رجال الشرطة الواقفين بتفتيش ما تحمل من حقائب و أكياس ولكن بطريقة كسولة جدا، لدرجة انه لن يقوم من على كرسيه ليؤدي عمله بل يتحسس الحقائب من الخارج، ولربما لديه نظرة ثاقبة وخبرة في التعامل مع الحقائب!.rnمن "دك النجف" إلى "البهبهان"عند اجتيازك بوابة الدخول ستقف في حيرة من أمرك لوجود عدد كبير من السيارات وبمختلف الانواع (كيات، وسيارات صالون، وباصات ) ولن تعرف أين تقف السيارة التي تذهب الى المدينة التي تقصدها لعدم وضع إشارات او كتابات تدل على ذلك، كذلك لا توجد لافتات توضح أجور السيارات. يقطع حيرتك صوت مرتفع مناد ( حلة حلة.... حلة ) وعند تتبعك للصوت فأنك ستصل الى السيارات وفقا لقوة سماعك.السيارات الأكثر شيوعا للتنقل في هذه الايام الى هذه المدينة هي سيارات ( البهبهان) –كما يتعارف عليها السائقون والركاب - وهي سيارات امريكية من نوع ( شوفرليت)، ولكن معظمها بموديلات قديمة، والأجرة للشخص الواحد تبلغ 6000 دينار،و تستوعب 8 أشخاص ولكن بشكل محشور بعض الشيء.يشار الى ان سيارات النقل الى هذه المدينة تدرجت وتطورت من العجلات القديمة التي كانت تسمى "دك النجف"، ومن ثم "الرف" وبعدها باصات "الريم " الطويلة والتي تستخدم الان لنقل الفواكه والخضراوات ولم تعد تنقل الأشخاص، وأخيرا أصبح طريق الحلة تحتكره "الستاركس" والبهبهان " بعد افول نجم "الكيا" بسبب قدمها وعدم تحملها الطرق الطويلة وضعف التبريد.rnطريق الموت موديلات سيارات "البهبهان" ليست قديمة جدا، وكانت معظمها تعمل على طريق بغداد سوريا والاردن، ولكن البعض منها قلت كفاءتها ففضّل أصاحبها العمل في الداخل، بالإضافة الى ان البعض من سائقيها قد توقف عن الذهاب للاردن وسوريا بسبب خطورة الطريق المؤدي الى هاتين الدولتين عبر مدينة الانبار في السنوات الثلاثة الماضية، حيث كان السائقون يطلقون عليه طريق الموت، لكثرة حوادث القتل والتسليب التي حدثت فيه.واعتاد معظم السائقين على العمل في الداخل والتنقل بين المحافظات، لانه عمل فيه أمان اكثر –على حد قولهم- يذكر حيدر مالك سائق احدى هذه السيارات حين كان يعمل على طريق بغداد سوريا حيث تعرض الى اكثر من مرة لعملية تسليب لما يحمل في جيبه وفي العجلة، كما انهم كانوا يعتدون على الركاب ويسرقونهم ايضا. وقد يكون من حسن الحظ ان تتعرض للتسليب فقط -كما يقول حيدر- ان في حالات أسوأ قد تتعرض للقتل، وقد شهدنا هذه الأحداث قد أصابت الكثير من اصدقائنا وزملاء المهنة، لذلك اصبحنا نفضل طريق المحافظات الداخلي، والكثير منا نسي طرق عمان ودمشق!rnمزاجات السائق بالعودة الى سيارات ( البهبهان)، فان أكثر ما يطلبه الراكب في فصل الصيف هو "التكييف "، فلا يمكن أن تتصور الجلوس في سيارة صغيرة لفترة ساعتين او ثلاثة من دون تبريد مع ارتفاع درجات الحرارة.هذه العجلات معظمها تتميز بوجود (تكييف) الى حد ما جيد نظرا لقدم السيارات ، ولكن السائقين يفضلون عدم  تشغيله الا بعد الساعة العاشرة صباحا، ومن لحظة صعود الركاب.ويفسر لنا ابو محمد احد المسافرين بشكل يومي في هذه السيارات فكرة عدم تشغيل "التكييف " قائلا :  اذا صعدت الى السيارة قبل الساعة العاشرة صباحا بعشرة دقائق فأنك ستبقى تعاني الحر و ضجيج الطريق طوال المسافة، بينما اذا صعدت بعد العاشرة صباحا فأن السائق سيفتح التبريد!!!موضحا : السائق يدعي ان الجو بارد ولا حاجة لتكييف. ويضيف ابو محمد وهو من سكنة الحلة ويذهب كل يوم الى بغداد ويرجع اخر النهار  لعمله في سوق الشورجة  : إن السائق لا يفتح تكييف السيارة الا بعد ان يجتاز سيطرة حلة -بغداد الرئيســة او ما تسمى –سيطرة الآثار- وهي تبعد عن ( الكراج) بمسافة طويلة، ففي الازدحامات وأثناء فترة الظهر عند خروج الموظفين يكون الطريق مزدحما ولن تصل الى السيطرة الا بعد مرور 45 دقيقة وربما أكثر، ولذلك عليك تحمل هذه الفترة بدون تكييف.rnمقا