 المدى / نواف المشعلاوي عند سفرك  على الطرق السريعة  الخارجية  تشاهد مباني بدائية التصميم اطلق عليها اسماء مطاعم  سياحية واستراحات    لا تناسب الأعمال التي تزاول بداخلها فمعظمها عاجز عن تحقيق وتوفير الجو المناسب لرواد هذا المكان من مسافرين   وما نشاهده من واقع حال نجد ان هذا المطعم الذي تقدم فيه  وجبات الطعام لا يصلح  حتى ان يكون ورشة  لتصليح السيارات فمفهوم مالك المطعم السياحي وهو الاسم الذي يطلق على مطاعم الطرق الخارجية قد أقحم نفسه في عالم المطاعم  وهو بعيد عنه تماما   فهناك فارق كبير بين تصميم مطعم او ورشة  على الطريق السريع ،
 كما ان مواد البناء المستخدمة في إنشاء تلك المباني أغلبها من المواد التي تستخدم في الأماكن المؤقتة كأسقف الصفيح الحديدية وحوائط البلوك، كل ذلك جعل من مباني المطاعم الخارجية  والاستراحات مثالاً سيئاً يراها العابر في الطريق  وهو تعبير غير حقيقي عن نهضتنا العمرانية والمعمارية ومثالاً سيئاً آخر يفاجأ به  المسافر عندما تضطره الظروف لدخول تلك الأماكن واستخدامها.المدى تجولت بين المسافرين لتسجل ردود افعالهم حيال ما يلقونه من سوء خدمات في هذه المطاعم .السيد محمد فاضل مسافر من اهالي محافظة الديوانية قال : معظم الخدمات  المقدمة في المطاعم المترامية  على الطرق السريعة  وبشكل عشوائي لم تصمم من البداية كمشروع متكامل مدروس ليكون مطعما و إنما بداياتها كانت اكشاك بنيت من الطين او البلوك  فقط  أضيفت عليها فيما بعد مبان أخرى بشكل عشوائي كبقالة ثم مطعم ثم خدمات أخرى وأصبحت تنمو بعشوائية وبتنافر مع المباني الأصلية فشكلت في النهاية خليطاً غير متجانس يغلب على مواد بنائها الشينكو والبلوك والصفيح وساعدت بهذا الشكل على خلق تلوث بصري للمسافرين العابرين وأعطت فكرة سلبية عن واقعنا العمراني والمعماري المخالف لذلك ، لذا  لابد على الجهات المختصة التي سمحت لهؤلاء او منحتهم اجازات صحية ان تراعي الجانب الصحي والعمراني كأن يكون مطعما ذا واجهة حضارية يعكس  ما هو موجود اصلا في العراق خصوصا وان الطرق السريعة هي طرق سفر  وعبور سواء من خارج العراق او داخله وبالتالي العمل جعل هذه الواجهة سياحية في معناها التي وجدت من اجله اصلا  كأن تكون محطة سياحية متكاملة  يزود فيها الوقود اومكانا لاستراحة المسافر اضافة الى وجود مفرزة شرطة مهمتها حفظ النظام وتوجيه رسالة للداخل للعراق او المسافر بين المحافظات  ان هناك جهات أمنية  تحمي المسافر وتحرس الطريق وسالكيه من ضعاف النفوس  .من جانبه قال السيد راضي الخزاعي مسافر من اهالي محافظة المثنى : هناك خطأ كبير وخلل في عمل هذه المطاعم وهو بسبب بعده عن الرقابة ذات الاختصاص كما ان  إسناد مهمة إعطاء التراخيص ووضع الشروط والمعايير والمواصفات التنظيمية لإنشاء هذه المطاعم  على الطرق السريعة لجهات قد تكون ليست من اختصاصها أو قد تكون تلك الجهات أثقلت باعمال  في مجالات أخرى تحتاج إلى مزيد من الجهد وكثير من الأفراد للمتابعة والإشراف المباشر على تطبيق تلك الشروط والمعايير مما نتج عنه قصور وسلبيات متعددة في عمل هذه المطاعم  كما قد يكون لعامل مواقع تلك المراكز وبعدها عن الموقع الرئيسي للجهة الإشرافية دور في قلة الرقابة عليها كما أسلفت .احمد طالب سائق قال : انا اعمل على نقل المسافرين لأكثر من عشر سنوات على هذا الطريق أي الطريق الرابط بين العاصمة بغداد وباقي محافظات الجنوب  وانا اعرف هذه المطاعم منذ نشأتها الاولى قبل ان تكون مطاعم وهي بالأساس اكشاك صغيرة تطورت فيما بعد حتى اصبحت مطاعم ، ومن اجل جذب الزبائن يقوم اصحاب هذه المطاعم بإغراء  سائقي السيارات وخصوصا  سواق البهبهان او الاستاركس  باعطائهم كارتات موبايل  ووجبة طعام مجانية  إضافة الى علبة سجائر للسائق المدخن  من اجل التوقف في هذا  المطعم او ذاك  وحسب ما يقدم من مغريات للسائق  وهو سياق يعمل به  كل اصحاب هذه المطاعم  فيكون تعاملهم مع  السائق افضل من المسافر على اعتبار السائق هو من يختار المطعم وتردده على الطريق  يجعل منه زبونا دسما .احد المسافرين علق على حديث السائق  بان المسافر اصبح سلعة تدار  بين صاحب المطعم  وسائق السيارة  فيكون المسافر في نهاية المزاد لمن يملأ بطن السائق ولا يهم صاحب السيارة ان يكون المسافر في راحة  عند توقفه ليستريح المهم ان يربح صاحب المطعم  ببيعه أغذية غير مفحوصة صحيا على الطرقات بعيدا عن الجهات الرقابية  وفي اماكن شبيهه  بورش لتصليح السيارات من الدرجة الرديئة  شوهت الطرق الخارجية  بعشوائية توزيعها وبنائها  الذي يعود بنا الى عصر ما قبل النهضة  .