كالعادة تتحول "أحاديث شفوية"، يوما من كل اسبوع، الى "تراثيات معاصرة"، وهي مختارات نثرية من كتاب أبي حيان التوحيدي (البصائر والذخائر). وهذه هي حصيلة هذه الحلقة:
- قال خطيب: الناس رجلان، رجل باع نفسه فأوبقها، أو ابتاعها فأعْتقها.
- قال بعض الزهاد: العالِم طبيب هذه الأمة، والدنيا داؤها، فإذا كان الطبيب يطلب الداء فمتى يبرأ غيره؟
- قال أعرابي: من لم يكن له عند السُّوءى صبرٌ، لم يكن له عند الحسنى شكرٌ.
- سئل عالِم : فيم لذَّتُك؟ قال: في حجة تتبختر اتضاحا، وشبهة تتضاءل افتضاحا.
- قال فيلسوف: العالم يعرف الجاهل لأنه كان جاهلا، والجاهل لا يعرف العالِم لأنه لم يكن عالما.
- كان جالينوس يُقدِّم في الأخلاق ثلاث قوىً: الرحمةَ والحياءَ والسخاء.
- قال رجل لصاحب منزله: أصلحْ خشب هذا السقف فانه يُفرقع، قال: لا تخف انما هو يُسَبِّح، فقال: أخاف أن تدركه رِقّةٌ فيسجد.
- كان معلم يُقعِدُ أبناء المياسير في الظل، وأبناء الفقراء في الشمس، ويقول: يا أهل الجنة ابْزُقوا على أهل النار.
- قال علي بن الحسين عليهما السلام: ليس في القرآن (يا ايها الذين آمنوا) إلا وهي في التوراة
"يا ايها المساكين".
- قال زاهد: من بلغ أقصى امله فليتوقع دنو اجله.
- نظر رجل الى كنيف قد انبثق، فقال لإبنه: ينبغي أن نتغدى به قبل أن يتعشى بنا، اطلب لنا كنَّاسين.
- قال احمد بن الطيب: العصبيةُ هي أن يرى الرجل شرارَ قومه خيرا من خيار قومٍ آخرين.
- ذُكر رجلٌ عند أعرابي بشدة العبادة فقال: هذا والله رجل سوء، يظن أن الله عز وجل لا يرحمه حتى يعذِّب نفسه هذا التعذيب؟!
- قال الأحنف: ثلاثة لا ينتصفون من ثلاثة، حليمٌ من جاهل، وبَرٌّ من فاجر، وشريفٌ من دنيء.
- التوحيدي: لتمزيق عرضِ اللئام حلاوةٌ لا توجد في مدح الكرام.
- قال بعض الفُرس: الناس أربعةٌ، أسد وذئب وثعلب وضأن. فأما الأسد فالملوك يفرسون ويأكلون، وأما الذئب فالتجار، وأما الثعلب فالقوم المخادعون، وأما الضأن فالمؤمن ينهشُه من رآه.
- رأى بزرجمهر فقيرا جاهلا فقال: بئس ما اجتمع على هذا، فقر ينغص دنياه، وجهل يفسد آخرته. وله أيضا: لابد من العيب، ومن لا عيب له لا يموت.
- قال محمد بن الحنفية: من كرُمت نفسُه عليه هانت الدنيا في عينيه.
- قال ماجن لطبيب: يا سيدي إن أمي تجد في حَلْقها ضيقا ويبسا وحرارة، فقال الطبيب: ليت الذي في حلق أمك في حِرِ امرأتي.
- قال شيخ: اعشقوا وإياكم والحرامَ، فإن العشق يطلق لسان العييّ، ويفتحُ جبلَّة البليد، ويُسخِّي قلب البخيل، ويبعث على التنظُّف وتحسين الملبوس وتطييب المطعم، ويدعو الى الحركة والذكاء وشرف الهمة.
- يقال: الهوى شريك العمى.
- قال فيلسوف: العِشْقُ للأروح بمنزلة الغذاء للأبدان، إن تركته ضرَّك، وإنْ اكثرت منه قتلك.
- قال سهل بن هارون: تزيوا بزي الكتّاب، فإن فيهم أدب الملوك وتواضعَ السُّوقة.
- قال الرازي: خوفك من الله يؤنس، وخوفك من خلقه يُوحش.
- قال فيلسوف: السرور محتاج الى الأمن.