المدى الثقافي قرر المكتب الدائم لاتحاد الكتّاب العرب أمس إنهاء تعليق عضوية العراق في الاتحاد ، والتي استمرت لأكثـر من ثمانية أعوام، وللتعرف على حيثيات الموضوع وتداخلاته العربية والمحلية التقينا الأديبة عالية طالب – أمين الشؤون العربية في المكتب التنفيذي للاتحاد والتي حدثتنا عن تأريخ التجميد ومداخلات  إقرار  إلغائه .
حيث قالت:الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب ، هو الاسم الرسمي  الذي تنضوي تحته الاتحادات الأدبية العربية وسمي هكذا تمييزاً له عن اتحاد الكتاب السوريين الذي اسمه قريب من ذلك،إذ يسمّى (اتحاد الكتاب العرب)،على خلفية إمكانية انضمام أ ي كاتب عربي لعضويته،رغم أنه أساسا تجمّع أو نقابة للكتاب السوريين. تأسس الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب عام 1954. ويضم في عضويته تجمعات كتاب 14  دولة عربية من عدد دول الجامعة العربية البالغة ( 22 دولة)،. ومن الدول المركزية المؤثرة في رسم السياسات العربية الإستراتيجية ،هذه صورة موجزة عن هذا الاتحاد الذي كان العراق من الدول المؤسسة له مع سوريا ومصر وكان اتحاد أدباء وكتاب العراق عضوا في  الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب حتى عام 2003 عندما أطيح بنظام صدام حسين ، وهذا الحدث في حد ذاته حدث سياسي عام ،وليس شأنا خاصا بالكتاب والأدباء العراقيين ،إذ لم يكن كل كتاب العراق مع نظام صدام حسين،ولا كلهم  ضده، ففي زمن صدام كان عشرات الكتاب العراقيين هاربين خارج العراق، ورغم ذلك فقد تقرر في اجتماع المكتب الدائم للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب في القاهرة عام 2003 ،في زمن رئاسة علي عقلة عرسان للاتحاد ،تجميد عضوية اتحاد كتاب العراق بحجة وقوع العراق تحت الاحتلال. واستمر التأكيد على تجميد هذه العضوية في اجتماعات لاحقة، كان آخرها الاجتماع الأخير في حزيران 2010 في القاهرة، حيث حضره كمراقب مندوب عن الاتحاد العراقي الأديب والناقد ياسين النصير،عضو المجلس المركزي لاتحاد الأدباء والكتاب في العراق، يومها صرح النصير للاعلام العربي والمحلي ما نصه :طلبوا أن ندين الاحتلال الأمريكي ونحن ندينه أساساً لا نؤيد الاحتلال الأمريكي ولا أي احتلال آخر.*يهمنا أن نعرف أيضاً موقف الأدباء  العراقيين من هذا الموضوع ؟- في  الحقيقة موقف الأدباء العراقيين سواء بالمكتب التنفيذي أو المركزي أو الهيئة العامة قد لا يختلف  عن الموقف العربي ، فقد كان هناك أيضاً من يعارض  مراسلاتنا مع الاتحاد العربي  مشددين على أن موقفهم  لم يكن  موقفا مسؤولاً تجاه الاتحاد في العراق  الذي هو من المؤسسين ، وكثيرا ما شهدت اجتماعاتنا الدورية مناقشات حادة  ولكن  كان هناك رأي  مهم تبنيناه  يقول : إن من حق العراق  أن لا تجمد عضويته ومن واجب الاتحاد العربي أن يكون متفهما  لحقيقة موقف الأدباء العرب من  القضايا المصيرية المحلية والعربية ، وبالتأكيد فان عودة العراق   سترسم آفاقاً مستقبلية مهمة  بتوحيد الجهود الثقافية المشتركة بين دول المنطقة وكذلك  دراسة تأثيرات المتغيرات السياسية  العربية على واقع المثقف  الذي هو العنصر الفاعل دوما في  المتغيرات  الحقيقية  الايجابية التي تطرأ على المجتمعات في المنطقة ، ومن المؤمل استضافة العراق في  الاجتماع الدوري القادم في الجزائر  وستناقش مشاريع عمل ثقافية  عراقية – عربية مهمة بالتأكيد .عضو المكتب التنفيذي الناقد علي الفواز قال: قرار المكتب الدائم لاتحاد الكتّاب العرب في اجتماعه الأخير  بإنهاء تعليق عضوية  الاتحاد العام لأدباء وكتاب العراق هو استحقاق مهني لأدباء العراق، وتأكيد  أن هوية الأدب العراقي لا يمكن تجاوز حقوقها مهما حاول البعض تبرير هذا التجاوز وتسييسه تحت ذرائع شتى. ورغم علمنا بان الكثير من الأدباء العرب وحتى بعض الاتحادات العربية كانت أساساً ضد فكرة التعليق، إلاّ البعض الآخر من أدباء الحكومات وممثلي اتحاداتها التي تعرت الآن أمام بواعث ربيع الثورات العربية، إذ كانوا يضعون معاييرهم السياسية الضيقة على  حساب ما هو ثقافي وإنساني ومهني، وان الاصرار طوال هذه السنوات على فرض التعليق والغلو فيه، ومحاولة الالتفاف على حق اتحاد الأدباء العرقيين بوصفه عضوا مؤسسا للاتحاد العربي، من خلال دعوة بعض مثقفي ظل حكومات الخريف العربي لتشكيل اتحاد آخر، والإيهام بان مبدعي العراق الذين واجهوا كل مظاهر الاحتلال والإرهاب وحاولوا التأكيد على استقلالية الاتحاد كمؤسسة مدنية عريقة، غير قادرين على الخضوع والتمثل للشروط اللاأخلاقية واللامهنية التي حاول البعض فرضها لتعويم صورة المثقف العراقي الذي يبحث عن لحظة حريته الصادقة بعيداً عن أوهامهم المضللة.وأضاف: هذا القرار يضعنا أمام مسؤولية أن يكون للمثقف العراقي والعربي دور فاعل في الكشف  عما يجري، وإدراك الأسباب التي أنتجت مظاهر الثورة العربية الجديدة، والتي كان الطغيان والاستبداد الذي كان