اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > ألغاز شوارع فرانسز أيلس

ألغاز شوارع فرانسز أيلس

نشر في: 19 يوليو, 2011: 06:00 م

علي النجار بافلو - نيويورك (عن طريق مزاولة الأنشطة الرياضية بما في ذلك رياضة المشي يحصل الإنسان على مفهوم الذات من الناحية الايجابية حيث يشعر بالسعادة والسرور والنظرة المتفائلة عن شخصيته و ذاته).   عن موقع انترنيتي
صممت الشوارع كمسارات ثابتة ومتحركة. عماراته وعلى الرغم من ثبات أسسها، هي في معظم الأحوال متحركة بإعلانات واجهاتها، وبانسيابية مسارات بضائعها المتنوعة، كما هو حال الناس السالكين عبر مساراتها. وان بدا كل شيء عيانياً علني النوايا. فان للسوق وهي أس الشارع وجوهر صنعته، طرقه الخاصة لاختطاف نوايا الناس القاطعين مساحته، السرية منها والعلنية. وليس سوى الفن الصوري، من ضمن الوسائل الأخرى هو الوسيلة الأقرب لاختراق النوايا ذهنياً. وما اكتظاظ الصور الفيلمية  الدعائية المتحركة التي تقصي واجهات عمارات مانهاتن (نيويورك) المعمارية أو بعض من مساحات واجهات لندن وطوكيو وباريس وغيرها من مدن العالم المشهورة إلا بعض من شريط الصور المتفنن في إظهارها لكي تخرج النقود من جيوبها. بالتأكيد يقف خلف كل ذلك عدد كبير من الفنانين المتمرسين في الصنعة الفيلمية وعدد آخر من أختصاصيي علم النفس والتسويق التجاري وأموال المستثمرين وتكنولوجيا الصورة والتصوير المتجددة.ليس الشارع كله سوقاً، وان بدا في معظم الأحيان كذلك. بل هو أيضا مجال تنافسي متصادم النوايا. هو أيضا لا يخلو من اختراق فناني الكرافيت لجدران بناياته ما عظم منها وما أهمل بالرغم من كل المحظورات الرسمية والأهلية، ما زالت هناك مساحات معرضة للاختراق الشبابي. كما ان الأرصفة هي الأخرى لا تزال مجالاً لبعض الفنانين لتدوين رسومهم سواء المبتكرة منها أو المقلدة. يرافق كل ذلك تصوير فيلمي فيدويي فني أحيانا لهذه الممارسات التي لا بد لنا من أن ندّعي بأنها بعض من فن الشارع. في احد أيام صيف هذا العام، وأنا أتجول في قاعات عرض المتحف الوطني للفن الحديث في نيويورك(الموما) لفت تجوالي عروض الفنان البلجيكي(فرانسز أيلس) الفيديوية، بأثر من ملل من النظر لأعمال الحداثة السابقة. ليس لقلة قيمتها الفنية، بل لانطباعها المستديم في ذاكرتي. أفلام أيلس أيقظتني من خدر حواسي. وشلت وأعاقت تجوالي بفعلها الصوري الذي أناب عن الكثير من حوادث تجوالي الجغرافي ـ زمني. وأنا الذي لا أمل التجوال حتى في تواريخ أيامي، الإرادية منها والقسرية.الفنان البلجيكي(فرانسز أيلس) الذي قطن المكسيكو ستي منذ الثمانينات قلب هذه المعادلة التسويقية النفعية للشارع وحولها في أعماله الفيديوية المختلفة إلى مساحة مفتوحة على التأويل الفلسفي  وكمبحث سوسيولوجي سري . هذا المشاء المدمن على التجوال بخطى ترسم مسارات وجودية أحيانا، وأحيانا أخرى ملغزة بفعل سياسي لا يخفي نواياه، لكنه وفي كل ذلك يعمد إلى استقصاء الفكرة المفاهيمية النقية(كما يدّعي). أفكاره التي  يتجول بها في مدينته المفضلة(مكسيكو ستي) أو أية مدينة أخرى في العالم لا تتعدى كونها فعل السير، سواء كانت بخطواته أو بخطوات الآخرين. لكنها تبقى مثقلة بإدراك ما يحيطها، أو لما تخترقه بفعل يبدو لا منتميا و بإثارة تفتح المجال واسعاً للاستفهام عما تعنيه. خطواته المدروسة بعناية تتلمس معمار المدينة في طريقها، لا كتذكارات زائلة. بل كمسارات في التضاريس التي هي أولا و آخراً تشكلت ببصمات البشر القاطنين. هو وكما يبدو في أعماله التي هي جزء منه، لا يثير زوبعة في مساره او مساراتها، بقدر ما يهمس أو تهمس لإسفلت الشارع ومن يمر عبره.لأيلس العديد من أعمال الرسم والتصوير والتجميع ومعظمها تشير إلى الفعل الحركي الأفقي، كناية عن المسيرة الإنسانية عبر خطوط حظوظها أو احفوراتها الأثرية الأفقية رغم تعرجاتها ورغم كل ما يسبغ عليها من الغموض الإشاراتي. لكن ما يهمنا هنا هو استعراض أعماله أو(أفعاله) الفيديوية التي لها صلة  ما بكونها توظف الشارع حقل أعمال فنية لا تنفصل عن طبيعته الوظيفية والسوسيولوجية الاجتماعية. أعماله بقدر كونها تحمل طابعاً شخصياً فإنها وبشكل عام تثير الفضول لدى مستقبليها المارين. ربما استهجاناً أو استحساناً أو كليهما في نفس الوقت، وأحياناً بلا مبالاة، سواء كانت بريئة أو غير بريئة. مثال على ذلك أداؤه ـ الفيديوي ـ (بعض الأشياء نعملها لكنها تقود للاشيء) الذي نفذه في علم(1997)، حيث يدحرج كتلة ثلج عبر شوارع مكسيكو ستي وتقاطعاتها حتى تذوب. فإذا نظرنا إلى هذا الأداء وكما هو كمشهديه عبثية. فإننا ومن خلال هذه الصفة العبثية، فلابد من أن نثير علامة استفهام كبيرة. لكن، بالتأكيد فإن علامة الاستفهام هذه سرعان ما تزول بفعل متابعة مسار هذا الفعل الأدائي الذي يمسح جغرافيا إسفلت الشارع وبلاطات الرصيف بكل حفراته وثلماته التي خلفها وقع أقدام السالكين، السالمين منهم والفانين. وقع أقدام هي في طريقها للفناء، كفناء نقاط كتلة الثلج بعد أن خلفت آثارها المرهونة بلعبة الطقس الأزلية. لقد ذاب الثلج  بدون ان يخلف أي أثر يذكر، وكما غالبيتنا. وحتى حظوظ ما تبقى من آثارنا التي هي مشكوكة في ما تحمله من نوايا إدامتها.في بغداد الخمسينات م

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

تركيا.. إقرار قانون لجمع الكلاب الضالة

تقليص قائمة المرشحين لخوض الانتخابات مع كامالا هاريس

وزير التعليم يخول الجامعات بمعالجة الحالات الحرجة في الامتحان التنافسي للدراسات العليا

اليوم..مواجهة مصيرية لمنتخبي العراق والمغرب

تعرف على الأطعمة التي تحفز نشوء الحصى في الكلى

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram